ـ[علي بن حسين فقيهي]ــــــــ[06 - 05 - 05, 11:23 م]ـ
الباب الحادي والأربعون - باب قول الله تعالى ?يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللَّهِ ثُمَّ يُنكِرُونَهَا وَأَكْثَرُهُمْ الكَافِرُونَ? [النحل:83]
قال مجاهد ما معناه: هو قول الرجل: هذا مالي، ورثته عن آبائي.
وقال عون بن عبد الله: يقولون: لولا فلان، لم يكن كذا.
وقال ابن قتيبة: يقولون هذا بشفاعة آلهتنا.
وقال أبو العباس –بعد حديث زيد بن خالد الذي فيه: «أن الله تعالى قال: أَصْبَحَ مِنْ عِبَادِي مُؤْمِنٌ بِي وَكَافِرٌ ... » الحديث، وقد تقدم-: وهذا كثير في الكتاب والسنة، يذم سبحانه من يضيف إنعامه إلى غيره ويشرك به.
قال بعض السلف: هو كقولهم كانت الريح طيبة والملاّح حاذقاً، ونحو ذلك مما هو جارٍ على ألسنة كثير.
&&& الفوائد المنتقاة على الباب الحادي والأربعين.
1 – أراد المؤلف الحث على الاعتراف بنعم الله سبحانه وشكره عليها وإسنادها إليه حتى يعلم العبد أنه مخلوق مربوب وأن هذه النعم من ربه جل وعلا وليست بقوته وأسبابه ولو شاء الله لسلبه القوة والأسباب.
2 - قوله (قال مجاهد ما معناه: هو قول الرجل: هذا مالي، ورثته عن آبائي) وذلك على سبيل التبجح ونسيان المنعم والميسر له هذه الأسباب، أما قول الرجل (هذا ورثته عن آبائي) مع الاعتراف بفضل الله سبحانه ورحمته فهذا لا بأس به، وأما نسيان المنعم وإضافة النعم إلى غيره فهذا هو المحذور.
3 – الصواب أن الأرض ثابتة والقول بحركتها وسيلة إلى القول بثبوت الشمس، ومن قال بثبوت الشمس كفر حيث أخبر الله عز وجل أنها جارية (والشمس تجري لمستقر لها)
قال البغدادي في الفرق بين الفرق: أجمع أهل السنة على أن الأرض ساكنة والشمس جارية.
وقال القرطبي في التفسير: الذي عليه المسلمون وأهل الكتاب أن الأرض ثابتة.
ـ[علي بن حسين فقيهي]ــــــــ[06 - 05 - 05, 11:27 م]ـ
الباب الثاني والأربعون - باب قول الله تعالى ?فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَندَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ? [البقرة:22]
وقال ابن عباس في الآية: الأنداد هو الشرك، أخفى من دبيب النمل على صفاة سوادء في ظلمة الليل، وهو أن تقول: والله وحياتك يا فلان، وحياتي، وتقول: لولا كليبة هذا، لآتانا اللصوص، ولولا البط في الدار، لأتى اللصوص، وقول الرجل لصاحبه: ما شاء الله وشئت، وقول الرجل: لولا الله وفلان، لا تجعل فيها فلاناً، هذا كله به شرك. رواه ابن أبي حاتم.
وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ حَلَفَ بِغَيْرِ الله فقد كَفَرَ أو أشْرَكَ». رواه الترمذي وحسنه، وصححه الحاكم
وقال ابن مسعود: لأن أحلف بالله كاذباً أحب إلي من أن أحلف بغيره صادقاً.
وعن حذيفة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا تَقولُوا مَا شَاءَ الله وَشَاءَ فُلاَنٌ وَلَكِنْ قُولُوا مَا شَاءَ الله ثُمّ شَاءَ فُلاَنٌ» رواه أبو داوودَ بسند صحيح
وجاء عن إبراهيم النخعي: أنه يَكره: أعوذ بالله وبك، ويجوز أن يقول: بالله ثم بك. قال: ويقول: لولا اللهُ ثم فلان، ولا تقولوا: لولا الله وفلان.
&&& الفوائد المنتقاة على الباب الثاني والأربعين
1 – أراد المؤلف بهذه الترجمة تحذير الناس من اتخاذ الأنداد
والأنداد جمع ند وهو المثل والنظير، وقد سمى الله عز وجل من يتخذ ويعبد من دونه أنداداً لأنهم مثلوه بالله لما عبدوه مع الله عز وجل.
2 – قوله (وقال ابن عباس في الآية: الأنداد هو الشرك، أخفى من دبيب النمل على صفاة سوادء في ظلمة الليل، وهو أن تقول: والله وحياتك يا فلان، وحياتي) فسره رحمه الله بالشرك الخفي ومراده أنه داخل في ذلك فالشرك الأصغر داخل في اتخاذ الأنداد لكن الشرك الأكبر من دعوة الأصنام والأحجار والأموات أظهر وأبين فمراده رحمه الله تعالى التنبيه على الشرك الأصغر لأنه يجر إلى الشرك الأكبر، فاتخاذ الواو نوع من التنديد لأن الواو تقتضي المشاركة والمساواة فيحرم ذلك ولا يجوز فعله مع الله عز وجل.
3 – قوله (وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ حَلَفَ بِغَيْرِ الله فقد كَفَرَ أو أشْرَكَ». رواه الترمذي وحسنه، وصححه الحاكم) الصواب أن الرواية عن ابن عمر عند أبي داود والترمذي والحاكم لا عمر رضي الله عنهما.
4 – قوله (فقد كَفَرَ أو أشْرَكَ) لأن الحلف بغير الله تعظيم له واعتقاد فيه أنه يصلح لهذا الأمر.
5 – قوله (فقد كَفَرَ أو أشْرَكَ) شك من الرواي فيحتمل هذا الشك من ابن عمر ويحتمل أن يكون ممن بعده والمعنى واحد وقد روى الإمام أحمد بإسناد صحيح عن عمر نفسه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (من حلف بشيء دون الله فقد أشرك).
6 – الحلف بغير الله من الشرك الأصغر وقد يكون من الشرك الأكبر إذا قام بقلب الحالف أن هذا المحلوف به له شأن من التصرف في الكون أو أنه يصلح لئن يعبد من دون الله أو أنه عظيم كعظمة الله جل وعلا.
7 – قوله (وقال ابن مسعود: لأن أحلف بالله كاذباً أحب إلي من أن أحلف بغيره صادقاً) وما ذلك إلا لأن الحلف بغير الله شرك والحلف كاذباً معصية والمعصية دون الشرك.
8 – رواية مسلم (أفلح وأبيه إن صدق) الصحيح أن هذا كان قبل النهي.
9 – حديث (لا يخاف إلا الله والذئب على غنمه) المراد أنه من كمال الأمن في البلاد وذهاب الخوف عن الناس وليس بداخل في مسألة التشريك.
10 – إذا قال (بذمتك) وأراد وقصد الحلف فلا يجوز وإذا قال (في ذمتك) يعنى أخبرني الحقيقة واصدقنى القول فهذا ليس بحلف.
¥