ـ[علي بن حسين فقيهي]ــــــــ[06 - 05 - 05, 11:29 م]ـ
الباب الثالث والأربعون - باب ما جاء فيمن لم يقنع بالحلف بالله
عن ابن عمر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: «لاَ تَحْلِفُوا بِآبَائِكُمْ. مَنْ حَلَفَ بِاللّهِ فَلْيَصْدُقْ. وَمَنْ حُلِفَ لَهُ بِاللّهِ فَلْيَرْضَ. وَمَنْ لَمْ يَرْضَ بِاللّهِ, فَلَيْسَ مِنَ اللّهِ». رواه ابن ماجه بسند حسن.
&&& الفوائد المنتقاة على الباب الثالث والأربعين
1 – أراد المؤلف بيان وجوب القناعة والرضا باليمين والحكم الشرعي وأن الواجب على المؤمن أن يقنع بحكم الله وإن كان في نفسه شيء من صدق الحالف أو تهمته بذلك أو علمه أنه كاذب لأنه ليس للناس والقاضي إلا ما ظهر.
2 – قوله (لَمْ يَرْضَ بِاللّهِ, فَلَيْسَ مِنَ اللّهِ) وهذا وعيد شديد يدل على وجوب الرضا والقناعة باليمين ولا يجوز التسخط من ذلك بل يرضى ويسلم بحكم الله ويلوم نفسه لتفريطه حيث أنه لم يشهِد ولم يكتب حقه وهو مأمور بالإشهاد والكتابة.
3 – كفارة من حلف كاذباً التوبة وإرجاع الحق لصاحبه.
ـ[علي بن حسين فقيهي]ــــــــ[06 - 05 - 05, 11:31 م]ـ
الباب الرابع والأربعون - باب قول: ما شاء الله وشئت
عن قتيلة: أَنّ يَهُودِيّا أَتَى النّبِيّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: إنّكُمْ تُشْرِكُونَ تَقُولُونَ: مَا شَاءَ اللّهُ وَشِئْتَ وَتَقُولُونَ: وَالْكَعْبَةِ فَأَمَرَهُمُ النّبِيّ صلى الله عليه وسلم إذَا أَرَادُوا أَنْ يَحْلِفُوا أَنْ يَقُولُوا وَرَبِّ الْكَعْبَةِ وَيَقُولُونَ مَا شَاءَ اللّهُ ثُمّ شِئْتَ. رواه النسائي وصححه.
وله أيضاً عن ابن عباس، أن رجلاً قال النبي صلى الله عليه وسلم: ما شاء الله وشئت فقال: «أجعلتني لله نداًَ؟! بل ما شاء اللهُ وحده».
ولابن ماجه: عن الطفيل أخي عائشة لأمها قال: رأيت كأني أتيت على نفر من اليهود، قلت: إنكم لأنتم القوم لولا أنكم تقولون: عزير بن الله قالوا: وأنتم لأنتم القوم لولا أنكم تقولون: ما شاء الله وشاء محمد. ثم مررت بنفر من النصارى، فقلت: إنكم لأنتم القوم لولا أنكم تقولون: المسيح ابن الله. قالوا: وإنكم لأنتم القوم لولا أنكم تقولون: ما شاء الله وشاء محمد. فلما أصبحتُ، أخبرت بها من أخبرت، ثم أتيت النبي صلى الله عليه وسلم، فأخبرته، قال: «هل أخبرتَ بها أحداً؟». قلت نعم قال: فحمد الله، وأثني عليه، ثم قال: «أما بعد، فإن طفيلاً رأى رؤيا أخبر بها من أخبر منكم، وإنكم قلتم كلمة كان يمنعني كذا وكذا أن أنهاكم عنها، فلا تقولوا: ما شاء محمد، ولكن قولوا: ما شاء الله وحده».
&&& الفوائد المنتقاة على الباب الرابع والأربعين
1 – قوله (باب قول: ما شاء الله وشئت) أي باب حكم ذلك.
وحكمه أنه لا يجوز وأنه نقص في التوحيد وشرك أصغر، فلا يقل (ما شاء الله وشاء فلان) ولكن ليقل (ما شاء الله ثم شاء فلان) أو يقول (ما شاء الله وحده) فالأحوال ثلاثة
أ – (ما شاء الله وحده) وهو أكملها
ب – (ما شاء الله ثم شاء فلان) وهذا جائز
ج – (ما شاء الله وشاء فلان) وهذا لا يجوز وهو من الشرك الأصغر.
2 – قوله (أجعلتني لله نداًَ) في اللفظ الآخر (أجعلتني لله عدلاً ما شاء الله وحده)
3 – قوله (وإنكم قلتم كلمة كان يمنعني كذا وكذا أن أنهاكم عنها) في الرواية الأخرى (كان يمنعنى الحياء منكم أن أنهاكم عنها)
4 – إذا قال (ما شاء الله وشاء فلان) وأراد أنه مثل الله في العظمة وأنه يستقل بالمشيئة دون الله فهذا شرك أكبر.
ـ[علي بن حسين فقيهي]ــــــــ[06 - 05 - 05, 11:32 م]ـ
الباب الخامس والأربعون - باب من سبّ الدهر فقد آذى الله
وقول الله تعالى ?وَقَالُوا مَا هِيَ إِلاَّ حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلاَّ الدَّهْرُ وَمَا لَهُم بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلاَّ يَظُنُّونَ? [الجاثية:24].
وفي الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «قال الّلهُ تعالى: يُؤْذِينِي ابْنُ آدَمَ. يَسُبّ الدّهْرَ. وَأَنَا الدّهْرُ. أُقَلّبُ اللّيْلَ وَالنّهَارَ». وفي رواية: «لاَ تَسُبّوا الدّهْرَ. فَإِنّ اللّهَ هُوَ الدّهْرُ».
&&& الفوائد المنتقاة على الباب الخامس والأربعين
1 – أراد المصنف بيان أن سب الدهر وغيره من الأشياء التي تنقص التوحيد وتضعفه وتنافي كماله.
2 – قوله (باب من سبّ الدهر فقد آذى الله) سب الدهر ينقص الإيمان ويضعف التوحيد ويغضب الله عز وجل لأن الدهر مخلوق مدبر ليس في يده تصرف فهو مدبر من الله عز وجل وسبه إيذاء لله عز وجل لأنه يغضبه سبحانه، وسب الدهر هو سب الزمان وهو الليل والنهار مثل (قاتل الله هذه الساعة، لعن الله هذه الساعة) وما شابه ذلك يعنى شتمه ولعنه والدعاء عليه، أما وصفه بالشدة فهذا ليس من السب مثل (هذا يوم شديد، هذا يوم عسر، هذا يوم نحس، هذا يوم بارد) فهذا ليس من السبّ.
3 – قوله (لاَ تَسُبّوا الدّهْرَ. فَإِنّ اللّهَ هُوَ الدّهْرُ) يعنى مقلب الدهر وخالقه ومصرفه، وقد غلط من قال أن الدهر من أسماء الله كابن حزم، فليس الدهر من أسماء الله.
¥