ـ[علي بن حسين فقيهي]ــــــــ[14 - 05 - 05, 08:28 م]ـ
الباب الثامن والخمسون - باب النهي عن سب الريح
عن أُبَيّ بنِ كَعْبٍ رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا تَسُبّوا الرّيحَ, فإِذَا رَأَيْتُمْ ما تَكْرَهُونَ فَقُولُوا: الّلهُمّ إِنّا نَسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِ هَذِهِ الرّيحِ وَخَيْرِ ما فِيهَا وَخَيْرِ ما أُمِرَتْ بِهِ وَنَعْوذُ بِكَ مِنْ شَرّ هَذِهِ الرّيحِ وَشَرّ ما فِيهَا وَشَرّ ما أُمِرَتْ بِهِ» صححه الترمذي.
&&& الفوائد المنتقاة على الباب الثامن والخمسين
(فجر الخميس 23/ 10 / 1413هـ - التعليق على المتن)
1 - لما كان سب الريح وغيرها من المخلوقات نقص في الإيمان وضعف في التوحيد نبه المؤلف على ذلك وجعله في كتاب التوحيد ليعلم المؤمن أن سائر المعاصي مما ينقص التوحيد والإيمان فالمعاصي تنقص الإيمان وتضعف التوحيد.
وسب الريح من جملة المعاصي لأنها مخلوق مدبر ترسل بالخير والشر فلا يجوز سبها والواجب على المسلم أن يسأل الله خيرها ويستعيذ من شرها.
ـ[علي بن حسين فقيهي]ــــــــ[14 - 05 - 05, 08:29 م]ـ
الباب التاسع والخمسون - باب قول الله تعالى: ?يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ هَلْ لَنَا مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ قُلْ إِنَّ الأَمْرَ كُلُّهُ للهِ?الآية [آل عمران:154]، وقوله:?الظَّانِينَ بِاللهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ?الآية [الفتح:6]
قال ابن القيم في الآية الأولى: فُسِّر هذا الظن بأنه سبحانه لا ينصر رسوله، وأن أمره سيضمحل، وفُسر بأن ما أصابه لم يكن بقدر الله وحكمته، ففسر بإنكار الحكمة وإنكار القدر وإنكار أن يُتِمَّ أمرَ رسوله ? وأن يظهره على الدين كله، وهذا هو ظن السوء الذي ظنه المنافقون والمشركون في سورة الفتح، وإنما كان هذا ظن السوء؛ لأنه ظن غير ما يليق به سبحانه وما يليق بحكمته وحمده ووعده الصادق.
فمن ظن أنه يديل الباطل على الحق إدالة مستقرة يضمحل معها الحق، أو أنكر أن يكون ما جرى بقضائه وقدره، أو أنكر أن يكون قدره لحكمة بالغة يستحق عليها الحمد؛ بل زعم أن ذلك لمشيئة مجردة، فذلك ظن الذين كفروا، فويل للذين كفروا من النار.
وأكثر الناس يظنون بالله ظن السوء فيما يختص بهم، وفيما يفعله بغيرهم، ولا يسلم من ذلك إلا من عرف الله وأسماءه وصفاته وموجب حكمته وحمده.
فليعتن اللبيب الناصح لنفسه بهذا، وليتب إلى الله، وليستغفره من ظنه بربه ظن السوء.
ولو فتشت من فتشت، لرأيت عنده تعنُّتاً على القدر وملامة له، وأنه كان ينبغي أن يكون كذا وكذا، فمستقل ومستكثر، وفتش نفسك، هل أنت سالم؟
فإن تنج منها تنج من ذي عظيمة وإلا فإني لا إخالك ناجياً
&&& الفوائد المنتقاة على الباب التاسع والخمسين
(فجر الخميس 30/ 10 / 1413هـ - التعليق على المتن)
1 – المقصود من هذا الباب أن كثيراً من الناس لا يسلّم لله حكمته وقدره السابق، بل يسيء الظن بالله عز وجل فيظن أن ما وقع من الأشياء التي تخالف هواه أنه لم يكن عن حكمة وعن قدر سابق، ومنهم من يظن أنه لمجرد المشيئة لا عن حكمة، ومنهم من يظن أن الله قد جار على عباده وظلمهم فأفقر فلاناً وأمرض فلاناً والمنافقون ظنوا بالله ظن السوء من جهة أن الله لا ينصر أولياؤه ورسوله ومن جهة أن أفعال الله لا تقع عن حكمة بل لمجرد المشيئة المجردة.
ـ[علي بن حسين فقيهي]ــــــــ[14 - 05 - 05, 08:33 م]ـ
الباب الستون - باب ما جاء في منكري القدر
وقال ابن عمر: والذي نفس ابن عمر بيده، لَوْ كان لأحَدِهِمْ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَباً ثم أَنْفَقَهُ في سبيل الله مَا قَبِلَهُ الله مِنْهُ حَتّى يُؤْمِنَ بالْقَدَرِ، ثم استدلّ بقول النبي صلى الله عليه وسلم «الإيمان أنْ تُؤْمِنَ بالله وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَومِ الآخِرِ وَتُؤْمِنَ بالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرّهِ».
¥