وآخرون قالوا هو صفة ذات بمعنى علو القدر والشأن والقهر ولم يضمنوه معنى علو الذات.
وفي الختام لاشك أن الاستواء صفة فعلية اختيارية لذات الرب.
وليس هو صفة ذات على ما اصطلح عليه في تعريفها.
وليس هو صفة فعل من نحو الرزق والإنعام كما قالته بعض الأشاعرة.
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[16 - 04 - 05, 07:41 م]ـ
الاخ حارث ....
الموضوع بالنسبة لي فى حكم المنتهي لكن عندي بعض الاضافات ولعلها مفيدة ان شاء الله .. قولك: وأما قول شيخنا المحمود عبدالرحمن المحمود: "فمتقدمو الأشاعرة أثبتوا الإستواء دالا على العلو فقط، ولذا جعلوه من صفات الذات. ولم يثبتوه صفة فعل تقوم بالله".والتعبير بمتقدمي الاشاعرة يدخل فيه صاحب المذهب ...... لكن المنسوب الى الاشعري ..... غير هذا وقد تفضلت ونقلت عن البيهقي قوله قال البيهقي في الأسماء والصفات: "وذهب أبو الحسن علي بن إسماعيل الأشعري إلى أن الله تعالى جل ثناؤه فعل في العرش فعلاً سماه استواء كمافعل في غيره فعلاً سماه رزقاً أو غيرهما من أفعاله" ...... ثم هذا الذي قاله الاشعري لا يعقل على اصوله .. لذا فوضه .. والتفويض عند الاشاعرة هو الحل لكل شناعاتهم التي لا يودون اظهارها فى الناس ....
فصفات الفعل عندهم ومنها فعل الاستواء .... منفصلة عن الفاعل .. لا تقوم به .... لكنها موجودة ويمكن ان ترى ...
الم يقل الاشعري "فعل في العرش فعلاً" ففى قول الله تعالى: الرحمن على العرش استوى ... يؤمن اهل السنة .... بوجود شيئين:
الرب الذي استوى
والعرش الذى استوي عليه .....
اما الاشاعرة فيرون فى الآية ثلاثة اشياء مستقلة كل واحدة منها يمكن رؤيتها مستقلة:
الرب جل جلاله
العرش
الاستواء .......
ثم ان الاشاعرة جلهم يوحدون بين الفعل والمفعول .... هروبا من قيام الحوادث كما علل شيخ الاسلام .... فلزمهم الا يكون هناك استواء اصلا ... او ان يكون قديما ...
وتخبط الاشاعرة ليس فى الاستواء فقط ....
وختاما ....... فعبارة الثوري رحمه الله ... بعد ثبوتها ... تحتمل قصدين
فإن كان المتكلم بها من اهل السنة .... حملت المحمل الصحيح ......... ووجب ان يفهم منها .... صفة فعل ... اختياري قام .. بذات الله عز وجل .......
وان كان المتكلم بها اشعريا ..... فلا بد من الاستفسار .... فقد تعني التفويض .. او سياسة التجهيل ...
وقد تعنى الحق على فهم اهل السنة ...
ـ[حارث همام]ــــــــ[16 - 04 - 05, 08:29 م]ـ
الأخ الكريم ..
شكر الله لك، والموضوع مقرر عند كلينا، ولكن حوله مناقشات جانبية وهذا التعقيب أرجو أن يكون آخرها من قبلي، وقد أحسنتم فيما ذكرتم ولكن التفويض لصفات الفعل الاختيارية يعقل على أصول الأشعري كما هو الأمر ههنا وكما في الاتيان والمجيء ونحوهما مما أشير إليه في رد الشيخ عبدالرحمن.
ولو عنيت لايعقل على أصول بعض متأخري الأشاعرة فربما.
وقولكم: "اما الاشاعرة فيرون فى الآية ثلاثة اشياء مستقلة كل واحدة منها يمكن رؤيتها مستقلة:
الرب جل جلاله
العرش
الاستواء ....... "
فإنت عنيت من قال منهم بأن الاستواء صفة فعل فقد يقبل والحق أنهم لم يفسروه حتى يقال يرى، أما من قال أنه صفة ذات من متقدميهم سواء من يثبت العلو أو من ينفه فلا والردود السابقة توضح ذلك.
أما قول الأشعري في الفعل والمفعول فيلزم منه على أصوله منع الصفة الفعلية الاختيارية القائمة بذات الباري، ولا يلزم منه منع الفعل المنفصل عن الذات أو المفعول، وليس من شرط هذا أن يكون قديماً عندهم ولها ذهب الأشعري نفسه إلى إثباته فعلاً لله على ما سبق ذكره في كلام البيهقي.
وأما تخبط الأشاعرة فحقاً ليس في الاستواء فقط بل ليس في الصفات فقط بل في نحو سبعة أصول، ولكن التخبط في الرد عليهم وفي تحرير مذهبهم حاصل أيضاً.
وختاماً -وأرجو أن لايكون لي تعليق على هذا الموضوع بعدها- فعبارة الثوري غير ثابتة، ولو ثبتت فهي مجملة كما أشرتم، ولكن ظاهرها يساعد الأشاعرة ومن لف لفهم ولهذا دأب علماؤهم على التمسك بها لمشابهتها قول الأشعري ولعدم شبهها بتفسير السلف وكلامهم في الاستواء والله أعلم.