تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

3 - الاستواء صفة فعلية تتلعق بالمشيئة، فالله استوى على العرش حين شاء، وقد أخبر أنه استوى على العرش بعد خلق السموات، والأرض، وهو مستو بذاته تعالى.

وأما العلو فهو صفة ذاتية؛ فالعلو لا ينفك عن ذاته فله العلو المطلق دائما، وأبدا سبحانه وتعالى ....

جزاك الله خيرا ... فهذا هو المطلوب ....

ـ[حارث همام]ــــــــ[15 - 04 - 05, 07:12 م]ـ

شكر الله لكم ولعل المعنى المقرر عند أهل السنة لا نختلف عليه، أما معنى صفات الذات والصفات الفعلية عند الأشعارة وعند من ينقل الخلاف في الاستواء فيحتاج إلى تحرير فمن نقل الخلاف من الأشاعرة فيه لم يوفق للصواب في معنى العبارة، سواء أقال صفة ذات أو صفة فعل.

وأما قول شيخنا المحمود عبدالرحمن المحمود: "فمتقدموا الأشاعرة أثبتوا الإستواء دالا على العلو فقط، ولذا جعلوه من صفات الذات. ولم يثبتوه صفة فعل تقوم بالله".

هو صحيح ولكنه ليس القول الوحيد لهم والشيخ يعلم ذلك بدليل ما نقله ابتداء عن الأشعري.

ولعل الأشاعرة المتقدمين وبعض مثبتة المتكلمين لهم في المسألة أقوال أشهرها إثنين قال شيخ الإسلام في بيان تلبيس الجهمية –نقلا عن بعضهم-: "وحكى شيخنا أبو الحسن قولين لأصحابنا في الاستواء أحدهما من صفات الذات والثاني أنه من صفات الأفعال". فماذا يريدون بالأولى وماذا يريدون بالثانية؟ وبماذا يقول الأشعري؟

1 - أما الأول فمن اعتبره منهم من صفات الذات فيقول لم يزل ولا يزال مستوياً، وفسروا خلق العرش بعد أن لم يكن بقولهم: لم يزل كانت له صفة الاستواء مطلقا بمعنى أنه على صفة يصح بها الاستواء على العرش إذا خلق كما يقول لم يزل الله قادرا وإن كان تعلق القدرة بالأحداث يختص بحال الحدوث. وآخرون يقولون "إنه نسبة وإضافة بينه وبين العرش من غير فعل محدث يقوم بذات الرب وهؤلاء قد يقولون الاستواء من صفات الذات وعلى هذا التقدير فتجديده بخلق العرش كتجديد سائر النسب والإضافات وذلك جائز باتفاق العقلاء كتجديد المعية" وكل هذا فراراً من إثبات الصفات الفعلية الاختيارية تبعاص لابن كلاب وخلافاً لأهل السنة. ولم يقل أحد أن العرش صفة لله من صفات الذات سواء أهل السنة أو أهل البدعة، ومن قال أن الاستواء من صفات الذات لا العرش لايلزم منه أن يكون العرش من الذات كما هو واضح.

2 - والثاني أنه من صفات الأفعال، ولايعنون بها الأفعال الخبرية المتعلقة بالمشيئة فهم يقولون: "الإستواء صفة فعل بمعنى أنه تعالى فعل في العرش فعلا سمى به نفسه مستويا" [أقاويل الثقات للشيخ مرعي الكرمي]، وأكبر من يؤثر عنه هذا الأشعري نفسه فقد قال البيهقي في الأسماء والصفات: "وذهب أبو الحسن علي بن إسماعيل الأشعري إلى أن الله تعالى جل ثناؤه فعل في العرش فعلاً سماه استواء كمافعل في غيره فعلاً سماه رزقاً أو غيرهما من أفعاله"، وسبب اختيار الأشعري لكونه من صفات الأفعال قوله الله تعالى: (ثم استوى على العرش) قال: وثم للتراخي، والتراخي إنما يكون في الأفعال، ثم أكد كون هذا ليس فعلاً اختياراياً قائماً بذات الباري –بناء على أصلهم في الحوادث- فقال: "وأفعال الله تعلى توجد بلا مباشرة منه إياها ولا حركة". أما ما معناه؟ قالوا: "الاستواء صفة خبرية يتوقف في معناها إلى أن يرد خبر ببيانها" نقله عنهم شيخ الإسلام في غير موضع، وهذه الصفة الفعلية عندهم ليست من الأفعال الاختيارية التي تقوم بالذات لامتناع ذلك عندهم بناء على مسألة حلول الحوادث، قالوا: "فلو كان صفة فعل لزم أن لا يقوم بذاته بل يكون منفصلاً عنه" وقد أشار إليه ابن تيمية في الفتاوى 5/ 410، وتلبيس الجهمية 1/ 83 - 84.

فائدة:

(1) ويظن البعض أن الأشعري يرى أن الاستواء من صفات الذات والصحيح أنه يراه من صفات الفعل على ماسبق بيانه، ولكنه ذكر عن بعض أصحابه حكاية ولم يقرر أنه من صفات الذات، ونقله شيخ الإسلام في معرض ذكر أقوالهم فظنه البعض قولاً له وليس بصحيح وقد نبه البيهقي إلى أن الأشعري إنما ذكره حكاية في الأسماء والصفات فقال بعد أن ذكر قول من يقرره منهم صفة ذات فقال: "وقد أشار أبوالحسن علي بن إسماعيل إلى هذه الطريقة حكاية".

(2) للأشاعرة أقوال غير ما أشير إليها في تأويل هذه الصفة، فقد ذهب بعض الأشاعرة من متأخري أصحاب الأشعري إلى تأويله بمعنى القهر والغلبة.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير