وأحببتُ أن أفيدكَ بما عندي عن هذه الفرقة، إذ إنني استفدتُ من بحثٍ مهمٍ يكتبه أحد الإخوة عن هذه الديانة الغامضة، وسينزله قريباً - بإذن الله - .. وهذا شئ من بحثه
من هم الدروز
هي: فرقة باطنية منشقّة عن الإسماعيلية تؤله الخليفة الفاطمي: الحاكم بأمر الله، أخذت جُلّ عقائدها عن الإسماعيلية واتخذت لها مبادئ تخالفها في الظاهر وإن كانت لا تخالفها في جوهرها وطريقتها الباطنية، وهي تنتسب (في الاسم) إلى نشتكين الدرزي (و إلا فهم يكفّرونه)، نشأت بمصر، وهاجرت إلى الشام، وكان الانتشار المذهب الاسماعيلي في مصر والشام أثر كبير في سرعة استجابتهم لهذه الدعوة الإلحادية، وعقائدها خليط من أديان وأفكار شتى، وتؤمن بسرية أفكارها فلا تنشرها.
أبرز شخصيات هذه الطائفة
1/ الحاكم بأمر الله.
وهو محور العقدية الدرزية.
وهو: أبو علي المنصور بن العزيز بالله بن المعز لدين الله الفاطمي العبيدي.
ولد سنة 375 هـ وتوفي عام 411 هـ.
وتوفي أبوه (وكان الخليفة) عام 386 هـ فتولى الحاكم بأمر الله الخلافة وعمره إحدى عشرة سنة!
وفي آخر حياة العزيز بالله جعل ولاية العهد لابنه وجعل عليه ثلاثة أوصياء يديرون شؤون الدولة ويربون الحاكم على كيفية الإمساك بزمام الدولة وتدبيرها
وفي عام 390 هـ قتل الحاكم بأمر الله أحد هؤلاء الأوصياء عليه وأعلن في الناس أن قتله كان محاولة للقضاء على كل ما يمس أمن الدولة واتزانها، ومن هذه اللحظة ابتدأت مراسم الطغيان والغرابة والشذوذ تظهر على وجه الحاكم،
فقتل الأوصياء الثلاثة (وهو ما يزال في هذه السن المبكرة مما يدل على نبوغ و ذكاء مبكر)
وكان الحاكم مولعاً بالقتل، حتى إنه قتل مربيه: سعيد الفارقي لتدخله في شيء من شؤون الدولة وقتل كثيراً من الوزراء وقتل أحد أكبر قضاة مصر.
هذا فضلاً عن عامة الشعب إذ أنه يقتل لمجرد الذنب الصغير أو الخطأ اليسير، حتى إن بعض الباحثين يؤكد أن مجموع من قتلهم يقارب الثمانية عشر ألفاً من مختلف الطبقات.
وكان القتل في نظر الحاكم خطة محكمة ومقررة لمآرب أخرى له، ولم تكن فورة أهواء فقط.
وهب على المجتمع المصري ريح الرهبة والخضوع، وأصبح اسم هذا الفتى الذي لم يبلغ العشرين من عمره مثار الرعب والخوف.
وقد كان غريب الأطوار فمرة يحب العلماء ويبذل لهم ومرة يقتلهم ويمنعهم ومرة يغلب عليه السخاء ومرة يبخل بما لم يبخل به أحد.
وكتب على المساجد لعن أبي بكر وعمر والصحابة ثم محاه بعد سنتين.
ومرة أمر بقتل الكلاب، حتى لم يوجد كلب واحد إلا كلاب الصيد.
ومن عجيب قصصه أنه أمر عبيده بسرقة أشياء معلومة من دكاكين معينة، ثم أمر الناس بترك بيوتهم، ودكاكينهم مفتوحة، لأن السرقة لا تجوز، ولا تكون في وقته، ومن سرق له شيء تعهد بمعرفة السارق وإرجاع المسروق.
فلما جاء الليل سرق العبيد ما قيل لهم، فجاء الناس يشكون إليه، فأخبر كل واحد بمكان الذي سرق منه فتعجب الناس.
وعمل من أمثال هذه القصة أشكالاً فاعتقد فيه الناس أشياء.
وطوال حياته كان يكثر الخروج ليلاً ويسير إلى جبل يقال له: المقطم، ويختلي بنفسه ويهيم في عوالمه وتصوراته، وكان ذا علم بالنجوم والتنجيم.
وفي النصف الآخر من حياته جنح للتصوف فكان لا يلبس إلا الصوف، وما هذه إلا نزعة صوفية باطنية فلسفية اغتالت عقله.
وفي عام 400 وقيل بعدها اتفقوا في دار الحكمة التي يجتمعون فيها على دعوى ألوهية الحاكم واتفقوا أن يعلنوا عنها لاحقاً.
وفي عام 408 ظهرت دعوى ألوهية الحاكم ودعي إليها حتى ضجت مصر بهذه الحدث الفظيع والأمر الشنيع، وبدأ أهل مصر بقتل كل من يدعو لهذه الدعوى الإلحادية ومزقوهم، وفي المقابل اعتزم الحاكم أن ينكّل بمن تجرأ على رجال دعوته فاستدعى القادة والعبيد ودارت " حرب عصابات " داخل القاهرة، والحاكم معرض عن كل شكاية وتضرع وأضرموا النيران في أطراف البلد، واستغاث الكبراء والأشراف والترك والمغاربة ورفعوا المصاحف مطالبين الحاكم بإيقاف هجوم العبيد وجنوده واشتدت المعارك بين الفريقين حتى خشي الحاكم أن يُغلب، فأمر بإيقافهم واعتذر لأهل مصر متنصلاً من كل تبعة.
¥