تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[أبو محمد العدني]ــــــــ[03 - 06 - 08, 04:07 م]ـ

جزاك الله خيرا وبارك فيك ياشيخ (أبو مسلم التكسبتي) على هذا التوضيح.

بقي يا شيخ نقطة تحتاج توضيح وهي: هل يفهم من كلام الامام الدارمي رحمه الله الاجماع على هذه الصفة؟ وإذا كان فهل يكون الاجماع المنقول عن علماء عصره أم عن علماء عصره ومن قبلهم الى الصحابة؟

ـ[نضال مشهود]ــــــــ[01 - 06 - 10, 11:11 ص]ـ

قبل الكلام عن قرب الله من العبد وهرولته إليه، لا بد من الفهم أولا لكيفية قرب العبد منه ومشيه إليه سبحانه.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية:

((فإذا تبين ذلك؛ فالداعي والساجد يوجه روحه إلى الله تعالى؛ والروح لها عروج يناسبها. فتقرب إلى الله بلا ريب بحسب تخلصها من الشوائب فيكون الله عز وجل منها قريبا قربا يلزم من تقربها؛ ويكون منه قرب آخر؛ كقربه عشية عرفة وفي جوف الليل وإلى من تقرب منه شبرا تقرب منه ذراعا. والناس في آخر الليل يكون في قلوبهم من التوجه والتقرب والرقة ما لا يوجد في غير ذلك الوقت ... والصواب: قول " السلف ": أنه ينزل ولا يخلو منه العرش وروح العبد في بدنه لا تزال ليلا ونهارا إلى أن يموت ووقت النوم تعرج وقد تسجد تحت العرش وهي لم تفارق جسده. وكذلك أقرب ما يكون من ربه وهو ساجد وروحه في بدنه وأحكام الأرواح مخالف لأحكام الأبدان فكيف بالملائكة فكيف برب العالمين. والليل يختلف: فيكون ثلث الليل بالمشرق قبل ثلثه بالمغرب ونزوله الذي أخبر به رسوله إلى سماء هؤلاء في ثلث ليلهم وإلى سماء هؤلاء في ثلث ليلهم. لا يشغله شأن عن شأن وكذلك سبحانه لا يشغله سمع عن سمع. ولا تغلطه المسائل؛ بل هو سبحانه يكلم العباد يوم القيامة ويحاسبهم لا يشغله هذا عن هذا ... ومن الناس من غلط فظن أن قربه من جنس حركة بدن الإنسان: إذا مال إلى جهة انصرف عن الأخرى وهو يجد عمل روحه يخالف عمل بدنه؛ فيجد نفسه تقرب من نفوس كثيرين من الناس؛ من غير أن ينصرف قربها إلى هذا عن قربها إلى هذا. و " بالجملة " فقرب الرب من قلوب المؤمنين وقرب قلوبهم منه: أمر معروف لا يجهل؛ فإن القلوب تصعد إليه على قدر ما فيها من الإيمان والمعرفة والذكر والخشية والتوكل. وهذا متفق عليه بين الناس كلهم؛ بخلاف القرب الذي قبله))

فإذا علم أن قرب العبد من الرب وتقربه إليه ليس بمجرد شي الأبدان إلى جهة معينة ثابتة، كالصعود بالأبدان إلى السماء مثلا، بل بصعود الأرواح مع بقائها في الأبدان، علم أننا عاجز عن تصور كيفية قرب العبد من الله تعالى ولوازمها. . فبالأحرى والأولى أن تعيين تكييف قرب الله تعالى من عبده المؤمن وتقربه إليه. وقد قال تعالى: (وَمَا تَقَرَّبَ إلَيَّ عَبْدِي بِمِثْلِ أَدَاءِ مَا افْتَرَضْتُهُ عَلَيْهِ)، فامتثال العبد لأمر ربه وابتغاءه رضوانه ومحبته يقتضى تقربه إليه مع بقاء بدنه في مكانه. فإذا لم نعلم من كيفية تقرب العبد إلى ربه إلا شيئا يسيرا منها ومن لوازمها، فبالأحرى أن لا نعلم من تقرب الله تعالى إلى عبده إلا شيئا يسيرا - من معانيها أو من لوازمها.

نسأل الله تعالى أن يجعلنا من المقربين إليه، برحمته وفضله سبحانه.

ـ[نضال مشهود]ــــــــ[01 - 06 - 10, 11:46 ص]ـ

قبل الكلام عن قرب الله من العبد وهرولته إليه، لا بد من الفهم أولا لكيفية قرب العبد منه ومشيه إليه سبحانه.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية:

((فإذا تبين ذلك؛ فالداعي والساجد يوجه روحه إلى الله تعالى؛ والروح لها عروج يناسبها. فتقرب إلى الله بلا ريب بحسب تخلصها من الشوائب فيكون الله عز وجل منها قريبا قربا يلزم من تقربها؛ ويكون منه قرب آخر؛ كقربه عشية عرفة وفي جوف الليل وإلى من تقرب منه شبرا تقرب منه ذراعا. والناس في آخر الليل يكون في قلوبهم من التوجه والتقرب والرقة ما لا يوجد في غير ذلك الوقت ... والصواب: قول " السلف ": أنه ينزل ولا يخلو منه العرش وروح العبد في بدنه لا تزال ليلا ونهارا إلى أن يموت ووقت النوم تعرج وقد تسجد تحت العرش وهي لم تفارق جسده. وكذلك أقرب ما يكون من ربه وهو ساجد وروحه في بدنه وأحكام الأرواح مخالف لأحكام الأبدان فكيف بالملائكة فكيف برب العالمين. والليل يختلف: فيكون ثلث الليل بالمشرق قبل ثلثه بالمغرب ونزوله الذي أخبر به رسوله إلى سماء هؤلاء في ثلث ليلهم وإلى سماء هؤلاء في ثلث ليلهم. لا يشغله شأن عن شأن وكذلك سبحانه لا يشغله سمع عن سمع. ولا تغلطه المسائل؛ بل هو سبحانه يكلم العباد يوم القيامة ويحاسبهم لا يشغله هذا عن هذا ... ومن الناس من غلط فظن أن قربه من جنس حركة بدن الإنسان: إذا مال إلى جهة انصرف عن الأخرى وهو يجد عمل روحه يخالف عمل بدنه؛ فيجد نفسه تقرب من نفوس كثيرين من الناس؛ من غير أن ينصرف قربها إلى هذا عن قربها إلى هذا. و " بالجملة " فقرب الرب من قلوب المؤمنين وقرب قلوبهم منه: أمر معروف لا يجهل؛ فإن القلوب تصعد إليه على قدر ما فيها من الإيمان والمعرفة والذكر والخشية والتوكل. وهذا متفق عليه بين الناس كلهم؛ بخلاف القرب الذي قبله))

فإذا علم أن قرب العبد من الرب وتقربه إليه ليس بمجرد المشي بالأبدان إلى جهة معينة ثابتة، كالصعود بالأبدان إلى السماء مثلا، بل بصعود الأرواح مع بقائها في الأبدان، علم أننا عاجزين عن تصور كيفية قرب العبد من الله تعالى ولوازمها. . فبالأحرى والأولى أن نكون عاجزين عن تعيين كيفية قرب الله تعالى من عبده المؤمن وتقربه إليه وتبيين لوازم هذا التقرب. وقد قال تعالى: (وَمَا تَقَرَّبَ إلَيَّ عَبْدِي بِمِثْلِ أَدَاءِ مَا افْتَرَضْتُهُ عَلَيْهِ)، فامتثال العبد لأمر ربه وابتغاءه رضوانه ومحبته يقتضى تقربه إليه مع بقاء بدنه في مكانه. فإذا لم نعلم من كيفية تقرب العبد إلى ربه إلا شيئا يسيرا منها ومن لوازمها، فبالأحرى أن لا نعلم من تقرب الله تعالى إلى عبده إلا شيئا يسيرا - من معانيها أو من لوازمها.

نسأل الله تعالى أن يجعلنا من المقربين إليه، برحمته وفضله سبحانه.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير