تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

والتحقيق: أنَّ كلام رسوله حق، وليس أحد أعلم بالله من رسوله، ولا أنصح للأمة منه، ولا أفصح ولا أحسن بياناً منه، فإذا كان كذلك؛ كان المتحذلق والمنكر عليه من أضل الناس وأجهلهم وأسوئهم أدباً، بل يجب تأديبه وتعزيره، ويجب أن يصان كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الظنون الباطلة والاعتقادات الفاسدة، ولكن المتردد منا، وإن كان تردده في الأمر لأجل كونه ما يعلم عاقبة الأمور؛ لا يكون ما وصف الله به نفسه بمنْزلة ما يوصف به الواحد منا؛ فإن الله ليس كمثله شيء؛ لا في ذاته، ولا في صفاته، ولا في أفعاله، ثم هذا باطل؛ فإن الواحد منا يتردد تارة لعدم العلم بالعواقب، وتارة لما في الفعلين من المصالح والمفاسد، فيريد الفعل لما فيه من المصلحة، ويكرهه لما فيه من المفسدة، لا لجهل منه بالشيء الواحد الذي يحب من وجه ويكره من وجه؛ كما قيل:

الشَّيْبُ كُرْهٌ وكُرْهٌ أَنْ أفَارِقَهُ

فأعْجَبْ لِشَيْءٍ عَلى البغضاءِ محبوبُُ

ِ

وهذا مثل إرادة المريض لدوائه الكريه، بل جميع ما يريده العبد من الأعمال الصالحة التي تكرهها النفس هو من هذا الباب، وفي الصحيح: ((حفت النار بالشهوات، وحفت الجنة بالمكاره))، وقال تعالى?كُتِبَ عَلَيْكُمْ القِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ? الآية.

ومن هذا الباب يظهر معنى التردد المذكور في هذا الحديث؛ فإنه قال: ((لا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه))؛ فإن العبد الذي هذا حاله صار محبوباً للحق محباً له، يتقرب إليه أولاً بالفرائض وهو يحبها، ثم اجتهد في النوافل التي يحبها ويحب فاعلها، فأتى بكل ما يقدر عليه من محبوب الحق، فأحبه الحق لفعل محبوبه من الجانبين بقصد اتفاق الإرادة؛ بحيث يحب ما يحبه، ويكره ما يكرهه محبوبه، والرب يكره أن يسوء عبده ومحبوبه، فلزم من هذا أن يكره الموت؛ ليزداد من محاب محبوبه، والله سبحانه وتعالى قد قضى بالموت، فكل ما قضى به؛ فهو يريده، ولا بد منه؛ فالرب مريد لموته لما سبق به قضاؤه، وهو مع ذلك كارهٌ لمساءة عبده، وهي المساءة التي تحصل له بالموت، فصار الموت مراداً للحق من وجه، مكروهاً له من وجه، وهذا حقيقة التردد، وهو أن يكون الشيء الواحد مراداً من وجه مكروهاً من وجه، وإن كان لابد من ترجح أحد الجانبين، كما ترجح إرادة الموت، لكن مع وجود كراهة مساءة عبده، وليس أرادته لموت المؤمن الذي يحبه ويكره مساءته كإرادته لموت الكافر الذي يبغضه ويريد مساءته)).

ثم قال (ص 135): ((والمقصود هنا: التنبيه على أنَّ الشيء المعين يكون محبوباً من وجه مكروهاً من وجه، وأن هذا حقيقة التردد، وكما أنَّ هذا في الأفعال؛ فهو في الأشخاص، والله أعلم)).

وقال الشيخ ابن عثيمين –رحمه الله- في ((لقاء الباب المفتوح)) (س1369

((إثبات التردد لله عَزَّ وجَلَّ على وجه الإطلاق لا يجوز، لأن الله تعالى ذكر التردد في هذه المسألة: ((ما ترددت عن شيء أنا فاعله كترددي عن قبض نفس عبدي المؤمن))، وليس هذا التردد من أجل الشك في المصلحة، ولا من أجل الشك في القدرة على فعل الشيء، بل هو من أجل رحمة هذا العبد المؤمن، ولهذا قال في نفس الحديث: ((يكره الموت، وأكره إساءته، ولابد له منه)). وهذا لا يعني أنَّ الله عَزَّ وجَلَّ موصوف بالتردد في قدرته أو في علمه، بخلاف الآدمي فهو إذا أراد أن يفعل الشيء يتردد، إما لشكه في نتائجه ومصلحته، وإما لشكه في قدرته عليه: هل يقدر أو لا يقدر. أما الرب عَزَّ وجَلَّ فلا)).

ـ[المقدادي]ــــــــ[13 - 09 - 06, 06:11 م]ـ

هذا الكلام عجيب من الشيخ حفظه الله!

التردد لا يكون ولا يُتصوَّر إلا لعلة مانعة من إمضاء إحدى الإرداتين، وهذا محال في حق الله، فكيف يوصف به الباري عز وجل؟!

وللأئمة شروح جلية لمعنى التردد سأنقل بعضها إن تيسر قريباً.

والله المستعان.

أبو الحسين

الاخ الكريم

دع عنك كلام اهل الكلام , وعض بالنواجذ على كلام سيدنا رسول الله صلى الله عليه و سلم

فوالله لطريقه اسلم طريق , و منهجه احكم منهج

و الله الموفق

ـ[علي الفضلي]ــــــــ[13 - 09 - 06, 06:31 م]ـ

قلت: لا يصح إضافة الأبعاض إلى الله تعالى.

http://www.dorar.net/titles.asp?section_id=55&book_id=9

كنت قد تعجبت من كلمة الشيخ السقاف - هذه- لأن كلمة " الأبعاض " كلمة مجملة تحتمل حقا وتحتمل باطلا، فإن كان المقصود بهذا النفي هو نفي الصفات الخبرية لله عزوجل كما تليق به سبحانه وتعالى كاليد والأصابع والرجل وهكذا سائر الصفات الخبرية فلا شك أن هذا المعنى باطل مردود، وأما إن كان المراد بها ما يشبه صفات المخلوق والتي قد تقتضي التجزئة والتعدد وأن البعض أو الجزء هو الذي يجوز بقاء الكل بفقده، ويجوز أن يفقد، فهذا النفي حق، فصفات الله لا يجوز أن تفقد أبداً، بل هي باقية.

وعلى كل حال فنحن نتوقف في اللفظ إثباتا أو نفيا لأن صفات الله عزوجل توقيفية على الكتاب والسنة.

ثم تبين لي أن مراد الشيخ هو التنبيه على كلمة ابن القيم - رحمه الله تعالى - حينما قال: " ..... في جنب يكون من صفات الله وأبعاضه".

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير