تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[أبو محمد]ــــــــ[28 - 05 - 05, 01:59 ص]ـ

سؤال الأخ لا إشكال فيه .. ولا أدري لم هذا التحسس من البحث في هذا الموضوع .. نحن في ملتقى لطلاب العلم، ومعرفة مثل هذه المسألة مما ينبغي أن يطلع عليها طالب العلم حتى يكون على حذر مما قد يكون أخطأ فيه ابن حجر رحمه الله.

والمقصود أنه ينبغي التوسط في هذه المسألة: لسنا مع من يمنع الاستفادة منه ويمنع الترحم عليه كما عليه بعض الغلاة .. ولسنا مع الطرف الآخر الذي يتحسس من أي نقد علمي يوجه له رحمه الله ... والعقيدة السلفية أحب إلينا.

أحب أن أنبه إلى الفرق البين بين ابن حجر والنووي .. فابن حجر مضطرب وكثيرا ما ينقل كلام الأشاعرة ويسكت، أما النووي فيسلك في باب الصفات -لا سيما الخبرية- مسلك التأويل دون اضطراب، فالأشعرية في واضحة.

ـ[النصري]ــــــــ[29 - 05 - 05, 01:34 ص]ـ

خلاصة ما كتبه الشيخ محمد إسحاق كندو في كتابه السابق الذكر بتصرف يسير:

الحافظ ابن حجر من العلماء الأفذاذ الذين خدموا السنة وذادوا عنها، وكتب الله لمصنفاته القبول لدى عامة المسلمين، وكتابه فتح الباري من كبار كتب العلم التي لا يستغني عنها عالم فضلا عن طالب العلم.

لقد كان الحافظ ذاباً عن السنة محبا للسلف، ذاماً للبدعة مبغضاً للمبتدعة وله في ذلك كلام صريح واضح.

لم تتمحض دراسة الحافظ لعلم العقيدة على المنهج السلفي الصافي، لأن أكثر مشايخه الذين درس عليهم كانوا على غير منهج السلف في العقيدة، بل كانوا أشاعرة تبعاً لحالة العصر، وإنما يتمثل الجانب السلفي في تلك الكتب التي يرويها عن بعض مشايخه مما صنفه علماء السلف في بيان العقيدة الصحيحة والرد على المخالفين فيها كما يجدها المطالع على فهرس مروياته من الكتب والأجزاء.

اعتماد الحافظ في تقرير مسائل العقيدة لشرحه للبخاري على شراح البخاري ومسلم ومنهم البيهقي والخطابي وابن بطال والقاضي عياض والقرطبي والنووي، ولا يخفى على أهل العلم تأثر هؤلاء في تقرير العقيدة على طريقة الأشاعرة، ونقله عن هؤلاء ليس نقل تقليد بل نقل اجتهاد واقتناع.

لم يكن في تقريره لمسائل الاعتقاد في كتابه (الفتح) على منهج واحد، وإنما كان منهجه متأرجحاً بين السلفية والأشعرية.

وهذا كلام الشيخ سفر في كتابه: منهج الأشاعرة في العقيدة، وقد تعرض لموقف ابن حجر من الأشاعرة قائلا:

موقف ابن حجر من الأشاعرة:

من المعلوم أن إمام الأشعرية المتأخر الذي ضبط المذهب وقعد أصوله هو الفخر الرازي (ت 606 هـ) ثم خلفه الآمدي (631 هـ) والآرموي (682 هـ) فنشرا فكره في الشام ومصر واستوفيا بعض القضايا في المذهب (وفكر هؤلاء الثلاثة هو الذي كان الموضوع الرئيسي في كتاب درء التعارض) وأعقبهم الأيجي صاحب المواقف (الذي كان معاصراً لشيخ الإسلام ابن تيمية) فألف ((المواقف)) الذي هو تقنين وتنظيم لفكر الرازي ومدرسته وهذا الكتاب هو عمدة المذهب قديماً وحديثاً.

وقد ترجم الحافظ الذهبي – رحمه الله – في الميزان وغيره للرازي والآمدي بما هم أهله، ثم جاء السبكي – ذلك الأشعري المتعصب – فتعقبه وعنف عليه ظلماً، ثم جاء ابن حجر – رحمه الله – فألف لسان الميزان فترجم لها بطبيعة الحال – ناقلاً كلام ابن السبكي ونقده للذهبي – ولم يكن يخاف عليه مكانتهما وإمامتهما في المذهب كما ذكر طرفاً من شنائع الآرموي ضمن ترجمة الرازي.

فإذا كان موقف ابن حجر لأن موقفه هو الذي يحدد انتماءه لفكر هؤلاء القوم أو عدمه؟ إن الذي يقرأ ترجمتيهما في اللسان لا يمكن أن يقول إن ابن حجر على مذهبهما أبداً، كيف وقد أورد نقولاً كثيرة موثقة عن ضلالهما وشنائعهما التي لا يقرها أي مسلم فضلاً عمن هو في علم الحافظ وفضيلته؟

على أنه قال في آخر ترجمة الرازي: ((أوصى بوصية تدل على أنه حسّن اعتقاده)).

وهذه العبارة التي قد يفهم منها أنها متعاطفة مع الرازي ضد مهاجميه هي شاهد لما نقول نحن هنا، فإن وصية الرازي التي نقلها ابن السبكي نفسه صريحة في رجوعه إلى مذهب السلف.

فبعد هذا نسأل:

أكان ابن حجر يعتقد أو يؤيد عقيدة الرازي التي في كتبه أم عقيدته التي في وصيته؟

الإجابة واضحة من عبارته نفسها.

هذه واحدة.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير