تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

هذا هو المفهوم الصحيح للتوكل. وهو ثمرة من ثمرات الإيمان الصحيح بالقدر {فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} (يس: 83) ..

خاتمة

تم بتوفيق الله وعونه إعداد هذه العجالة التي تحدثنا فيها عن موقف الفيلسوف ابن رشد من العقل والنقل, ورأينا في هذا البحث معالجة ابن رشد التوفيق بين الشريعة والحكمة ومناقشته الحادة لعلماء الكلام في التأويل الذي يسلطه أهل الكلام على نصوص الصفات ليتبعوا ما تشابه من النصوص ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله، وما يعلم تأويله إلا الله، ولقد بينا في هذه العجالة ضرورة توحيد المصدر للعقيدة الإسلامية وذلك المصدر هو الوحي الإلهي، فقط قبل أن يشاركه أي مصر آخر لا الفلسفة ولا علم الكلام ولا القياس بأنواعه.

وبعد هذا كله من الحماقة بمكان أن يقال:

بأن الشرع لم يفصل أمور العقيدة، فالرجوع إلى الفلسفة أمر ضروري لمعرفة التفصيل، وهو قول عار عن الحقيقة بل هو تمويه على السذج من الناس لأن أمور العقيدة كما أوضحنا في صلب البحث من أهم مطالب الذين بعثت بها الرسل وأنزلت من أجلها الكتب.

ومن المستحيل عقلاً أن يهمل الشارع بيان هذا المطلب الذي هو أهم المطالب على الإطلاق دون بيان شاف بالتفصيل اللازم فيحيل الناس على مصدر آخر في معرفته، في الوقت الذي بين فيه فروع الشريعة وأوضح سننها وآدابها, ولقد رأينا كيف بين الوضوء ونواقضه وكيفية التيمم وغير ذلك من الفروع.

ومن تتبع آيات القرآن وتدبرها واطلع على المقدار الكافي من أحاديث الرسول عليه الصلاة والسلام مع دراستها ما كان يفهمه الرعيل الأول من النصوص، يدرك تماماً ودون شك أن بيان العقيدة قد وقع بياناً يغني أهله عن الحاجة إلى سفسطة أهل الكلام وخوض الفلاسفة.

والحمد لله رب العالمين ..


[1] منهاج الأدلة.

[2] من كتاب القضاء والقدر للدكتور عبد الكريم زيدان بتصرف.

[3] قاموس المحيط ..

[4] موافقة صريحة المعقول لصحيح المنقول ـ لابن تيمية.

[5] العلماء في اصطلاح ابن رشد: الحكماء أي الفلاسفة.

[6] من شرح الطحاوية بتصرف.

[7] سورة براءة. الآية: 6.

[8] سورة الكهف. الآية: 109.

[9] منهاج الأدلة لابن رشد.

[10] منهاج الأدلة لابن رشد.

[11] وهي طريقة الباطنية.

[12] سورة يس.

[13] سورة الأنبياء.

[14] موافقة المعقول ـ لابن تيمية.

[15] والتناقض واضح في هذا التصرف لأنه ليس بمعقول ولا مفهوم نفي الإرادة مثلاً مع إثبات كونه تعالى مريداً.

ـ[عبد]ــــــــ[07 - 06 - 05, 02:38 م]ـ
جزاك الله خيراً شيخنا عبدالرحمن، ومن أشهر مقالات ابن رشد الفاسدة القول بقدم العالم، ومن المقال السابق يعلّل لذلك - والعهدة على نقولات الشيخ الجامي -:

"إن العالم في الحقيقة ليس محدثاً حقيقياً ولا قديماً حقيقياً لأن القول: إنه محدث حقيقي فاسد ضرورة لأن العالم ليس من طبيعته أن يفنى أي لا تنعدم مادته، والقدم الحقيقي ليس له علة والعالم له علة!!.

ولكن يدُلك على اضطرابه تناقضه إذ يقول في موضع سابق:

"لما كانت جميع هذه الموجودات مخترعة من العدم بعد أن لم تكن دل على أنه لا بد من وجود مبدع صانع لهذا الكون قادر على الاختراع لاستحالة تحولها من العدم إلى الوجود بنفسها، وذلك المبدع الخالق هو الله لا إله إلا هو ولا رب سواه".
وهذا هو ديدن من عميّت بصيرته، ومن لم يجعل الله له من نور فماله من نور.

ـ[شبيب السلفي]ــــــــ[07 - 06 - 05, 06:33 م]ـ
جزاكم الله خيرا

ـ[محمد الناصري]ــــــــ[07 - 06 - 05, 07:58 م]ـ
أخي شبيب السلفي أتمنى عليك قراءة كتاب (موقف ابن تيمية من فلسفة ابن رشد) للطبلاوي.

ـ[شبيب السلفي]ــــــــ[10 - 06 - 05, 06:28 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي محمد , وأفعل إنشاء الله تعالى

ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[10 - 06 - 05, 11:48 ص]ـ
أخي عبد:لانه نسب القدم للعبد فعبارته العالم ليس من طبيعته أن يفنى أي لا تنعدم مادته تكون صحيحة بان الله عز وجل يخلق خلقا من بعد خلق وانه اوجد في العالم نظام متقنا فلا شيء يوجد من العدم الا بأذنه وقوله تعالى واضح في قوله تعالى:"منها خلقناكم وفيها نعيدكم وفيها نخرجكم تارة اخرى"
لانه يتكلم عن طبيعة المخلوقات لا عن طبيعة الخلق.
فخلق الانسان من تراب وعودته له فهي خلق ما لم يكن من شيء كائن وهو قبل ذلك لم يكن مخلوقا بشريا ولكنه كان تراب كقوله تعالى لزكريا عليه السلام انه خلقه ولم يكن شيئا وشيئا هنا لا يقصد بها المخلوق عامة وانما شيئا يخص ويذكر ونما كان شيئلاغير مذكورا.

اما الخلق المطلق من العدم فهو قد سلم به كما نقلت عنه ولكن هذه العبارات المطاطة تجعلك لا تعي ما يقوله الكثير منهم فلا تميز بين سقيم كلامه وصحيحه , وليست الاشكالية لماذا تكلموا بهذه المصطلحات ,لانهم انما ارادوا القول بان العالم مخلوق. وكان ردهم على الفلاسفة لذلك دخلوا شعابهم ولم يخرجوا منها.
لذا كان كلام الشيخ عما يجب على المسلم فهمه كافيا , وكان فعل ابن رشد تكلفا. والمتكلف يقع في مشاكل كثيرة ولعل الاشكال في تكلفه ما لا يفهم الا بقدم العالم من جهة وبحدوثه من جهة اخرى (كلام لا يحقق عقلا ولا شرعا) فالمشكلة في النقل عنه بانه قال:

والعالم قديم إذا اعتبرنا أنه وجد عن الله منذ الأزل من غير تراخ في زمن
فكيف يوجد شيء من شيء من غير تراخ في الزمن؟
لهذا لا يجب على الانسان التكلف بما لم يعلم:قال تعالى
مَا أَشْهَدتُّهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَا خَلْقَ أَنفُسِهِمْ وَمَا كُنتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُداً
والله تعالى أعلم
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير