ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[28 - 06 - 05, 11:59 م]ـ
- من باب إفادة الإخوة فقط، ومع صرف النظر عن تأثير هذا النقل فيما تقدَّم من وجوب الأمانة في النقل والعزو وعدم هجو الأشعري:
@ فإنَّ الإمام موفق الدين ابن قدامة رحمه الله تعالى كان شديد الخطاب واللوم والتقريع للأشاعرة وإمامهم أبي الحسن في كتابه حكاية المناظرة في القرآن في بضع مواضع بل أكثر.
@ ومن ذلك قول الموفق في الكتاب المتقدِّم (ص/51) وهو الذي أشار إليه بعض الناس: "وليس في أهل البدع كلهم من يتظاهر بخلاف ما يعتقده غيرهم، وغير من أشبههم من الزنادقة.
ومن العجب أنَّ إمامهم الذي أنشأ هذه البدعة رجلٌ لم يُعرَف بدينٍ ولا وَرَعٍ، ولا شيءٍ من علوم الشريعة ألبتَّة، ولا يُنسَبُ إليه من العلم إلاَّ علم الكلام المذموم ... الخ".
- وأما المسألة المبحوثة ههنا فلا يوافق ابن قدامة رحمه الله على غلظته تلك مع أبي الحسن وأتباعه بمثل تلك العبارات النارية القاسية ولو كانت صحيحة، إلاَّ على وجه المغالبة في المناظرة (فقط) وهي بحسب المصلحة، لا على الإطلاق!
- وقد وقعت النفرة والوحشة بين الأشاعرة والحنابلة (السلفية) بمثل هذه العبارات التي تحاشاها الشيخ ابن تيمية رحمه الله وبيَّن خطأ التعامل بها.
@ قال الشيخ ابن تيمية رحمه الله [كما في مجموع الفتاوى: 3/ 227 - 229]: ((والناس يعلمون أنه كان بين الحنبلية والأشعرية وحشة ومنافرة، وأنا كنت من أعظم الناس تأليفاً لقلوب المسلمين، وطلبا لاتفاق كلمتهم، واتباعاً لما أمرنا به من الاعتصام بحبل الله، وأزلت عامة ما كان فى النفوس من الوحشة، وبيَّنت لهم أن الأشعرى كان من أجلِّ المتكلمين المنتسبين إلى الإمام أحمد - رحمه الله - ونحوه المنتصرين لطريقه؛ كما يذكر الأشعرى ذلك فى كتبه.
وكما قال أبو اسحاق الشيرازي: (إنما نفقت الأشعرية عند الناس بانتسابهم الى الحنابلة).
وكان أئمة الحنابلة المتقدمين - كأبى بكر عبد العزيز وأبى الحسن التميمى ونحوهما -يذكرون كلامه فى كتبهم؛ بل كان عند متقدميهم - كابن عقيل عند المتأخرين - لكن ابن عقيل له اختصاص بمعرفة الفقة وأصوله.
وأما الأشعرى فهو أقرب الى أصول أحمد من ابن عقيل واتبع لها؛ فإنه كلما كان عهد الانسان بالسلف أقرب كان أعلم بالمعقول والمنقول.
وكنت أقرِّر هذا للحنبلية، وأبيِّن أن الأشعرى وإن كان من تلامذة المعتزلة ثم تاب - فإنه تلميذ الجبائى - ومال الى طريقة ابن كلاب، وأخذ عن زكريا الساجى أصول الحديث بالبصرة، ثم لما قدم بغداد أخذ عن حنبلية بغداد أموراً أخرى، وذلك آخر أمره كما ذكره هو وأصحابه فى كتبهم.
وكذلك ابن عقيل كان تلميذ ابن الوليد وابن التبان المعتزليين ثم تاب من ذلك، وتوبته مشهورة بحضرة الشريف ابى جعفر.
وكما أن فى أصحاب أحمد من يبغض ابن عقيل ويذمُّه، فالذين يذمُّون الأشعرى ليسوا مختصين بأصحاب أحمد؛ بل فى جميع الطوائف من هو كذلك.
ولما أظهرت كلام الأشعرى ورآه الحنبلية قالوا: هذا خير من كلام الشيخ الموفَّق! ... الخ".
@ فالقضيَّة إذن لها ملحظ جهات:
1 - هل كلام ابن قدامة في نفيه العلم والورع عن أبي الحسن صحيحٌ؟
- الطريقة التي يتمُّ بها البحث هو الرجوع إلى ترجمة الرََّجل لإنصافه دون الاكتفاء بنقل كلامٍ من هنا أو هناك.
2 - ثم إنَّ الرجل مسلمٌ عرضه حرامٌ! فكيف إن كان إماماً متَّبِعَاً للحقِّ لكنه أخطأه مع بذل وسعه فيه، وعدم استنكافه في رجوعه عن خطئه (بخلاف بعض الناس!)، كما هو معروف في ترجمته.
- أليس كل هذا يتنافى مع (عدم الورع) الذي رُمِيَ به.
@ ثم قول الشيخ ابن تيمية رحمه الله: "وأخذ عن زكريا الساجى أصول الحديث بالبصرة، ثم لما قدم بغداد أخذ عن حنبلية بغداد أموراً أخرى ".
ألا يثبت العلميَّة للرجل؟!
- ثم كون الرجل لم يُعرف بعلم ٍ لا يبيح ذلك عِرضَهُ ويجيز هجوه.
@ وللموضوع صلةٌ أخرى من جهة أخرى للفائدة على هذا الرابط:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=6906&highlight=%C7%E1%E3%DE%C7%CF%D3%C9
- ومن العجب أن ينكر بعض الناس على غيره عدم الرِّفق، وهو يناقض نفسه بنقل كلامٍ غليظٍ ليس فيه ترفُّقٌ مع أبي الحسن الأشعري وأتباعه؟
أم أنَّ الأمر تقليدٌ فقط؟!
ثم أين رفقك بنفسك في البحث والمطارحة للعلم؟!
ـ[ابن وهب]ــــــــ[29 - 06 - 05, 12:24 ص]ـ
فائدة
مقصود
ابن قدامة بالورع
الزهادة
فلم ينقل ان الاشعري كان من ائمة الزهاد
هذا هو مقصود ابن قدامة
واما العلم فمقصوده علوم الشرع من فقه وحديث
فلم بنقل تميزه بعلم
فلا يعد من الفقهاء ولامن المحدثين
واخذه لبعض اصول الحديث من الساجي لايجعله من المحدثين
هذا هو مفهوم كلام ابن قدامة
تنبيه
شرحت مقصود ابن قدامة فقط
ولم اتكلم عن الأشعري او ابن قدامة رحمهما الله بشيء فليعلم
والله أعلم بالصواب
¥