تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

شيخنا المسيطير وفقه الله

نفع الله بك ونحن عالة على فوائدكم وموائدكم ولهذا الموضوع خاصة متابعة مستمرة فلا تتأخر علينا وجزاك الله خيرا على بذلك لصيدك وإلا فأعتقد أن العائد القريب مفقود والعائد البعيد مدخر فسر على بركة الله والله يحفظك

محبك: المقرئ

ـ[المسيطير]ــــــــ[07 - 07 - 05, 12:37 ص]ـ

الشيخ الكريم ابن الكرام / المقرئ

جزاك الله خير الجزاء، وأعتذر عن التقدم بين يدي أمثالكم من طلاب الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله تعالى، ولكن كما ذكرتُ لكم من قبل: حسبكم أننا في آخر الزمان.

ولا غنى لي عن نصحكم وإرشادكم وتوجيهكم - شيخنا -.

----

قال الشيخ رحمه الله تعالى:

كتاب التوحيد:

الآية الثانية قوله تعالى: (ولقد بعثنا في كل أمة رسولاً أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت) [النحل: 36].

وتطلق الأمة في القرآن على أربعة معانٍ:

أ- الطائفة: كما في هذه الآية.

ب- الإمام، ومنه قوله تعالى: (إن إبراهيم كان أمة قانتاً لله) [النحل: 120].

ج- الملة: ومنه قوله تعالى: (إنا وجدنا آباءنا على أمة) [الزخرف: 23].

د- الزمن: ومنه قوله تعالى: (وادكر بعد أمة) [يوسف: 45].

(ج1/ 27)

----

والتوحيد لا يتم إلا بركنين، هما:

1 - الإثبات.

2 - النفي.

إذ النفي المحض تعطيل محض، والإثبات المحض لا يمنع المشاركة.

مثال ذلك:

- زيد قائم، يدل على ثبوت القيام لزيد، لكن لا يدل على انفراده به.

- ولم يقم أحد، هذا نفي محض.

- ولم يقم إلا زيد، هذا توحيد له بالقيام؛ لأنه اشتمل على إثبات ونفي.

(ج1/ 29)

-----

الآية الثالثة قوله تعالى: (وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه ... ) الآية.

قوله: (قضى) قضاء الله - عز وجل - ينقسم إلى قسمين:

1 - قضاء شرعي.

2 - قضاء كوني.

فالقضاء الشرعي: يجوز وقوعه من المقضي عليه وعدمه، ولا يكون إلا فيما يحبه الله. مثال ذلك: هذه الآية: (وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه) [الإسراء: 23]؛ فتكون قضى بمعنى: شرع، أو بمعنى: وصى، وما أشبههما.

والقضاء الكوني: لابد من وقوعه، ويكون فيما أحبه الله، وفيما لا يحبه. مثال ذلك: قوله تعالى: (وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب لتفسدن في الأرض مرتين ولتعلن علواً كبيراً) [الإسراء: 4] فالقضاء هنا كوني؛ لأن الله لا يشرع الفساد في الأرض، ولا يحبه.

(1/ 30)

ـ[المسيطير]ــــــــ[07 - 07 - 05, 06:47 م]ـ

قال الشيخ رحمه الله تعالى:

إذا قيل: ثبت أن الله قضى كوناً ما لا يحبه؛ فكيف يقضي الله ما لا يحبه؟ فالجواب: أن المحبوب قسمان:

1 - محبوب لذاته.

2 - محبوب لغيره.

فالمحبوب لغيره قد يكون مكروهاً لذاته، ولكن يحب لما فيه من الحكمة والمصلحة؛ فيكون حينئذ محبوباً من وجه، مكروهاً من وجه آخر.

مثال ذلك: الفساد في الأرض من بني إسرائيل في حد ذاته مكروه إلى الله؛ لأن الله لا يحب الفساد، ولا المفسدين، ولكن للحكمة التي يتضمنها يكون بها محبوباً إلى الله - عز وجل - من وجه آخر.

ومن ذلك: القحط، والجدب، والمرض، والفقر؛ لأن الله رحيم لا يحب أن يؤذي عباده بشيء من ذلك، بل يريد بعباده اليسر، لكن يقدره للحكم المترتبة عليه؛ فيكون محبوباً إلى الله من وجه، مكروهاً من وجه آخر. قال الله تعالى: (ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون) [الروم: 41].

(1/ 30)

-----

أقسام العبودية:

تنقسم العبودية إلى ثلاثة أقسام:

1 - عامة: وهي عبودية الربوبية، وهي لكل الخلق، قال تعالى: (إن كل من في السماوات والأرض إلا آتي الرحمن عبداً) [مريم: 93]، ويدخل في ذلك الكفار.

2 - عبودية خاصة: وهي عبودية الطاعة العامة، قال تعالى: (وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هوناً) [الفرقان: 63]، وهذه تعم كل من تعبد لله بشرعه.

3 - خاصّة الخاصّة: وهي عبودية الرسل عليهم الصلاة والسلام، قال تعالى عن نوح: (إنه كان عبداً شكوراً) [الإسراء: 3]، وقال عن محمد: (وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا) [البقرة: 23]، وقال في آخرين من الرسل: (وأذكر عبادنا إبراهيم وإسحاق ويعقوب أولي الأيدي والأبصار) [ص: 45]. فهذه العبودية المضافة إلى الرسل خاصة الخاصة؛ لأنه لا يباري أحد هؤلاء الرسل في العبودية.

(1/ 33)

ـ[المسيطير]ــــــــ[07 - 07 - 05, 07:52 م]ـ

بابٌ فَضْلُ التَّوحِيدِ ومَا يُكَفِّر من الذُّنُوبِ

وقول الله تعالى: (الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم) الآية [الأنعام: 82].

والظلم أنواع:

1 - أظلم الظلم، وهو الشرك في حق الله.

2 - ظلم الإنسان نفسه؛ فلا يعطيها حقها، مثل أن يصوم فلا يفطر، ويقوم فلا ينام.

3 - ظلم الإنسان غيره، مثل أن يتعدى على شخص بالضرب، أو القتل، أو أخذ مال، أو ما أشبه ذلك.

(1/ 61)

----

قوله: (وهم مهتدون)، أي: في الدنيا إلى شرع الله بالعلم والعمل.

- فالاهتداء بالعلم: هداية الإرشاد.

- والاهتداء بالعمل: هداية توفيق.

(ج1/ 62)

----

قوله: "من شهد أن لا اله إلا الله": الشهادة لا تكون إلا عن علم سابق، قال تعالى: (إلا من شهد بالحق وهم يعلمون) [الزخرف: 86]، وهذا العلم:

- قد يكون مكتسباً.

- وقد يكون غريزياً.

فالعلم بأنه لا إله إلا الله غريزيٌ، قال صلى الله عليه وسلم: "كل مولودٍ يولد على الفطرة" (2).

وقد يكون مكتسباً، وذلك بتدبر آيات الله، والتفكر فيها.

(ج1/ 63)

----

فالمعاصي من حيث المعنى العام أو الجنس العام يمكن أن نعتبرها من الشرك.

وأما بالمعنى الأخص؛ فتنقسم إلى أنواع:

1 - شرك أكبر.

2 - شرك أصغر.

3 - معصية كبيرة.

4 - معصية صغيرة.

وهذه المعاصي منها:

- ما يتعلق بحق الله.

- ومنها ما يتعلق بحق الإنسان نفسه.

- ومنها ما يتعلق بحق الخلق.

(ج1/ 66)

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير