تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قال الإمام البخاري 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - (2701): حَدَّثَنِى إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، سَمِعَ يَحْيَى بْنَ آدَمَ، حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ، عَنْ أَبِى إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ مُعَاذٍ 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -، قَالَ: كُنْتُ رِدْفَ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم عَلَى حِمَارٍ، يُقَالُ لَهُ: عُفَيْرٌ. فَقَالَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - {يَا مُعَاذُ، هَلْ تَدْرِى حَقَّ اللَّهِ عَلَى عِبَادِهِ وَمَا حَقُّ الْعِبَادِ عَلَى اللَّهِ؟}. قُلْتُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: {فَإِنَّ حَقَّ اللَّهِ عَلَى الْعِبَادِ: أَنْ يَعْبُدُوهُ وَلاَ يُشْرِكُوا بِه شَيْئاً، وَحَقَّ الْعِبَادِ عَلَى اللَّهِ: أَنْ لاَ يُعَذِّبَ مَنْ لاَ يُشْرِكُ بِهِ شَيْئاً}. فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَفَلاَ أُبَشِّرُ بِهِ النَّاسَ؟، قَالَ: {لاَ تُبَشِّرْهُمْ فَيَتَّكِلُوا}.

وقال 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - (97): أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ -هُوَ ابْنُ سَلاَم-، حَدَّثَنَا الْمُحَارِبِىُّ، قَالَ:حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ حَيَّانَ،قَالَ: قَالَ عَامِرٌ الشَّعْبِىُّ: حَدَّثَنِى أَبُو بُرْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -:

{ثَلاَثَةٌ لَهُمْ أَجْرَانِ: رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آمَنَ بِنَبِيِّهِ وَآمَنَ بِمُحَمَّدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، وَالْعَبْدُ الْمَمْلُوكُ إِذَا أَدَّى حَقَّ اللَّهِ وَ حَقَّ مَوَالِيهِ ... } الحديث.

يقول الإمام الشاطبي - رحمه الله - في الموافقات 2/ 318 - 320:

(كل حكم شرعي ليس بخال عن حق الله تعالى، وهو جهة التعبد، فإن حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً، وعبادته امتثال أوامره، واجتناب نواهيه بإطلاق، فإنْ جاء ما ظاهره: أنه حق للعبد مجرداً، فليس كذلك بإطلاق، بل جاء على تغليب حق العبد في الأحكام الدنيوية.

كما أنّ كل حكم شرعي: ففيه حق للعباد، إما عاجلاً، وإما آجلاً، بناءً على: أنّ الشريعة إنما وُضعت لمصالح العباد؛ ولذلك قال في الحديث: " حق العباد على الله إذا عبدوه ولم يشركوا به شيئا ألا يعذبهم ".

وعادتهم في تفسير:

حق الله: أنه " ما فُهم من الشرع، أنه لا خيرة فيه للمكلف، كان له معنى معقول أو غير معقول ".

وحق العبد: " ما كان راجعاً إلى مصالحه في الدنيا "، فإنْ كان من المصالح الأخروية: " فهو من جملة ما يطلق عليه أنه حق لله ".

ومعنى التعبد عندهم: " أنه ما لا يُعقل معناه على الخصوص ".

وأصل العبادات راجعة إلى: حق الله، وأصل العادات راجعة إلى: حقوق العباد.)

ويقول 2/ 318 - 319:

(الأفعال بالنسبة إلى حق الله أو حق الآدمي ثلاثة أقسام:

أحدها: ما هو حق لله خالصاً (كالعبادات).

والثانى: ما هو مشتمل على حق الله وحق العبد والمغلب فيه حق الله.

والثالث: ما اشترك فيه الحقان، وحق العبد هو المغلب.) اهـ مختصراً.

ويقول رحمه الله 2/ 338:

(القاعدة: أن كل تكليف، مشتمل على حق الله وحق العبد).

وقال 2/ 375: (كل ما كان من حقوق الله، فلا خيرة فيه للمكلف على حال، وأما ما كان من حق العبد في نفسه فله فيه الخيرة ... ) اهـ (مهم).

ـ[الطيّار]ــــــــ[15 - 07 - 05, 02:23 م]ـ

بارك الله فيك أخي المسيطير ونفع الله بعلمك.

وجزاك الله خيراً أخينا أشرف بن محمد، على التعقيب المكمل للفائدة، وبارك الله في علمك.

ـ[المسيطير]ــــــــ[15 - 07 - 05, 03:17 م]ـ

الأخ المبارك / أشرف بن محمد

الأخ الفاضل / الطيار

جزاكما الله خير الجزاء.

-------

بابٌ الدُعَاءُ إلى شَهَادَةِ أنْ لا إلَهَ إلا اللهُ

قوله: (قل هذه سبيلي)، المشار إليه ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم من الشرع عبادة ودعوة إلى الله.

سبيلي: طريقي.

وقوله: (إلى الله)، لأن الدعاة إلى الله ينقسمون إلى قسمين:

1 - داع إلى الله.

2 - داع إلى غيره.

- فالداعي إلى الله تعالى هو المخلص الذي يريد أن يوصل الناس إلى الله تعالى.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير