تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[أبو مهند النجدي]ــــــــ[29 - 07 - 05, 12:46 ص]ـ

جزاك الله خير يا شيخنا المسيطير ونفعنا بعلمك

ـ[المسيطير]ــــــــ[04 - 08 - 05, 03:17 م]ـ

الأخ الفاضل / أبامهند النجدي وفقه الله

جزاك الله خير الجزاء.

----

بابٌ لا يُذْبَحُ لله بمَكانٍ يُذْبَحُ فيهِ لغَيْرِ الله

أقسام النذر:

الأول: ما يجب الوفاء به، وهو نذر الطاعة، لقوله صلى الله عليه وسلم: "من نذر أن يطيع الله، فليطعه".

الثاني: ما يحرم الوفاء به، وهو نذر المعصية، لقوله صلى الله عليه وسلم: "ومن نذر أن يعصي الله فلا يعصه"، وقوله: "فإنه لا وفاء لنذر في معصية الله".

الثالث: ما يجري مجرى اليمين، وهو نذر المباح، فيخير بين فعله وكفارة اليمين، مثل لو نذر أن يلبس هذا الثوب، فإن شاء لبسه وإن شاء لم يلبسه، وكفّر كفارة يمين.

الرابع: نذر اللجاج والغضب، وسمّي بهذا الاسم، لأن اللجاج والغضب يحملان عليه غالباً، وليس بلازم أن يكون هناك لجاج وغضب، وهو الذي يقصد به معنى اليمين، الحث، أو المنع، أو التصديق، أو التكذيب.

مثل لو قال: حصل اليوم كذا وكذا، فقال الآخر: لم يحصل، فقال: إن كان حاصلاً، فعلي لله نذر أن أصوم سنة، فالغرض من هذا النذر التكذيب، فإذا تبين أنه حاصل، فالناذر مخير بين أن يصوم سنة، وبين أن يكفر كفارة يمين، لأنه إن صام فقد وفى بنذره، وإن لم يصف حنث، والحانث في اليمين يكفر كفارة يمين.

الخامس: نذر المكروه، فيكره الوفاء به، وعليه كفارة يمين.

السادس: النذر المطلق، وهو الذي ذكر فيه صيغة النذر، مثل أن يقول: لله علي نذر، فهذا كفارته كفارة يمين كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: " كفارة النذر إذا لم يسم كفارة يمين ".

(ج1/ 237 - 238)

-----

وقوله "ولا فيما لا يملك ابن آدم" الذي لا يملكه ابن آدم يحتمل معنيين:

الأول: ما لا يملك فعله شرعاً، كما لو قال: لله على أن أعتق عبد فلان، فلا يصح لأنه لا يملك إعتاقه.

الثاني: ما لا يملك فعله قدراً كما لو قال: لله عليّ نذر أن أطير بيدي فهذا لا يصح لأنه لا يملكه والفقهاء رحمهم الله يمثلون بمثل هذا للمستحيل. (ج1/ 240)

----

فيه مسائل:

الخامسة: أن تخصيص البقعة بالنذر لا بأس به إذا خلا من الموانع، لقوله: "أوف بنذرك"، وسواء كانت هذه الموانع واقعة أو متوقعة:

- فالواقعة: أن يكون فيها وثن أو عيد من أعياد الجاهلية.

- والمتوقعة: أن يخشى من الذبح في هذا المكان تعظيمه، فإذا خشي، كان ممنوعاً، مثل: لو أراد أن يذبح عند جبل، فالأصل أنه جائز، لكن لو خشي أن العوام يعتقدون أن في هذا المكان مزية، كان ممنوعاً. (ج1/ 242)

----

ـ[المسيطير]ــــــــ[04 - 08 - 05, 03:37 م]ـ

بابٌ من الشِّرْكِ النَّذْرُ لِغَيْرِ الله

النذر لغير الله:

مثل أن يقول: لفلان علي نذر، أو لهذا القبر علي نذر، أو لجبريل علي نذر، يريد بذلك التقرب إليهم، وما أشبه ذلك.

والفرق بينه وبين نذر المعصية:

- أن النذر لغير الله ليس لله أصلاً.

- ونذر المعصية لله، ولكنه على معصية من معاصيه، مثل أن يقول: لله على نذر أن أفعل كذا وكذا من معاصي الله، فيكون النذر والمنذور معصية.

ونظير هذا الحلف بالله على شيء محرم، والحلف بغير الله:

- فالحلف بغير الله مثل: والنبي، لأفعلن كذا وكذا، ونظيره النذر لغير الله.

- والحلف بالله على محرم، مثل: والله، لأسرقن، ونظيره نذر المعصية.

وحكم النذر لغير الله: شرك، لأنه عبادة للمنذور له، وإذا كان عبادة، فقد صرفها لغير الله، فيكون مشركاً.

وهذا النذر لغير الله لا ينعقد إطلاقاً، ولا تجب فيه كفارة، بل هو شرك تجب التوبة منه، كالحلف بغير الله فلا ينعقد وليس فيه كفارة.

وأما نذر المعصية، فينعقد، لكن لا يجوز الوفاء به، وعليه كفارة يمين، كالحلف بالله على المحرم ينعقد، وفيه كفارة.

(ج1/ 245)

----

قوله: "ومن نذر أن يعصي الله، فلا يعصه"، لا: ناهية، والنهي بحسب المعصية، فإن كانت المعصية حراماً، فالوفاء بالنذر حرام، وإن كانت المعصية مكروهة، فالوفاء بالنذر مكروه، لأن المعصية الوقوع فيما نهي عنه.

والمنهي عنه ينقسم عند أهل العلم إلى قسمين:

- منهي عنه نهي تحريم.

- ومنهي عنه نهي تنزيه.

(ج1/ 248)

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير