تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

- ويكون ظالماً: إذا اعتقد أن الحكم بما أنزل الله أحسن الأحكام، وأنه أنفع للعباد والبلاد، وأنه الواجب تطبيقة، ولكن حمله البغض والحقد للمحكوم عليه حتى حكم بغير ما أنزل الله، فهو ظالم.

- ويكون فاسقاً: إذا كان حكمه بغير ما أنزل الله لهوى في نفسه مع اعتقادة أن حكم الله هو الحق، لكن حكم بغيره لهوى في نفسه، أي محبة لما حكم به لا كراهية لحكم الله ولا ليضر أحداً به، مثل: أن يحكم لشخص لرشوة رُشِيَ إياها، أو لكونها قريباً أو صديقاً، أو يطلب من ورائه حاجة، وما أشبه ذلك مع اعتقاده بأن حكم الله هو الأمثل والواجب اتباعه، فهذا فاسق، وإن كان أيضاً ظالماً، لكن وصف الفسق في حقه أولى من وصف الظلم.

(ج2/ 158 - 160)

-----

قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى:

أما بالنسبة لمن وضع قوانين تشريعية مع علمه بحكم الله وبمخالفة هذه القوانين لحكم الله، فهذا قد بدل الشريعة بهذه القوانين، فهو كافر لأنه لم يرغب بهذا القانون عن شريعة الله إلا وهو يعتقد أنه خير للعباد والبلاد من شريعة الله، وعندما نقول بأنه كافر، فنعني بذلك أن هذا الفعل يوصل إلى الكفر.

ولكن قد يكون الواضع له معذوراً، مثل أن يغرر به كأن يقال: إن هذا لا يخالف الإسلام، أو هذا من المصالح المرسلة، أو هذا مما رده الإسلام إلى الناس.

(ج2/ 160)

-----

قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى:

وتكفير الشخص يترتب عليه أحكام كثيرة، فيكون مباح الدم والمال، ويترتب عليه جميع أحكام الكفر، وكما لا يجوز أن نطلق الكفر على شخص معين حتى يتبين شروط التكفير في حقه يجب أن لا َنجبُن عن تكفير من كفره الله ورسوله.

ولكن يجب أن نفرق بين المُعَيّن وغير المُعَيَّن، فالمعين يحتاج الحكم بتكفيره إلى أمرين:

1) ثبوت أن هذه الخصلة التي قام بها مما يقتضي الكفر.

2) انطباق شروط التكفير عليه، وأهمها العلم بأن هذا مُكفِّر، فإن كان جاهلاً، فإنه لا يكفر، ولهذا ذكر العلماء أن من شروط إقامة الحد أن يكون عالماً بالتحريم، هذا وهو إقامة حد وليس بتكفير، والتحرز من التكفير أولى وأحرى.

قال تعالى: (رسلاً مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل) [النساء: 165] وقال تعالى: (وما كنا معذبين حتى نبعث رسولاً) [الإسراء: 15]، وقال تعالى: (وما كان الله ليضل قوماً بعد إذ هداهم حتى يبين لهم ما يتقون) [التوبة: 115].

ولابد مع توفر الشروط من عدم الموانع، فلو قام الشخص بما يقتضي الكفر إكراهاً أو ذهولا لم يكفر، لقوله تعالى: (من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من إكراه وقلبه مطمئن بالإيمان) [النحل: 106]، ولقول الرجل الذي وجد دابته في مهلكة: " اللهم! أنت عبدي وأن ربك، أخطأ من شدة الفرح "، فلم يؤاخذ بذلك.

(ج2/ 163)

ـ[المسيطير]ــــــــ[25 - 11 - 07, 03:58 م]ـ

بابٌ قول الله تعالى: (ألَم تَرَ الَّذِينَ يَزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالاً بعيداً) [النساء: 60] الآيات.

المتن / وقوله: (فكيف إذا أصابتهم مصيبة بما قدمت أيديهم ثم جاءوك يحلفون بالله إن أردنا إلا أحساناً وتوفيقاً).

قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى:

الاستفهام هنا يراد به التعجب، أي: كيف حالهم إذا أصابتهم مصيبة، والمصيبة هنا تشمل المصيبة الشرعية والدنيوية لعدم تضاد المعنيين.

- فالدنيوية مثل: الفقر، والجدب، وما أشبه ذلك، فيأتون يشكون إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فيقولون: أصابتنا هذا المصائب ونحن ما أردنا إلا الإحسان والتوفيق.

- والشرعية: إذا أظهر الله رسوله على أمرهم، خافوا وقالوا: يا رسول الله! ما أردنا إلا الإحسان والتوفيق.

(ج2/ 169)

----

المتن / قوله: (وقل لهم في أنفسهم بليغاً).

قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى:

وبلاغة القول تكون في أمور:

الأول: هيئة المتكلم بأن يكون إلقاؤه على وجه مؤثر، وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا خطب، احمرَّت عيناه، وعلا صوته، واشتد غضبه حتى كأنه منذر جيشاً، يقول: صبَّحكم ومَسَّاكم.

الثاني: أن تكون ألفاظه جزْلة مترابطة محدودة الموضوع.

الثالث: أن يبلغ من الفصاحة غايتها بحسب الإمكان، بأن يكون كلامه: سليم التركيب، موافقاً للغة العربية، مطابقاً لمقتضى الحال.

(ج2/ 171)

-----

المتن / الآية الثانية قوله تعالى: (وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض).

قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى:

الإفساد في الأرض نوعان:

الأول: إفساد حسي مادي: وذلك مثل هدم البيوت وإفساد الطرق وما أشبه ذلك.

الثاني: إفساد معنوي، وذلك بالمعاصي، فهي من أكبر الفساد في الأرض، قال تعالى: (ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون) [الروم: 41].

(ج2/ 172)

----

المتن / الآية الرابعة قوله تعالى: (أفحكم الجاهلية يبغون).

قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى:

والإضافة للجاهلية تقتضي التقبيح والتنفير.

وكل حكم يخالف حكم الله، فهو جهل وجهالة.

- فإن كان مع العلم بالشرع، فهو جهالة.

- وإن كان مع خفاء الشرع، فهو جهل.

والجهالة هي العمل بالخطأ سفهاً لا جهلاً، قال تعالى: (إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوبون من قريب) [النساء: 17].

وأما مَن يعمل السوء بجهل فلا ذنب عليه، لكن عليه أن يتعلم.

(ج2/ 174)

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير