تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[25 - 11 - 07, 05:18 م]ـ

جزاكم الله خيرا

ـ[ابو احمد الحسيني]ــــــــ[25 - 11 - 07, 06:44 م]ـ

جزاك الله خيراً

ـ[المسيطير]ــــــــ[25 - 11 - 07, 06:55 م]ـ

بابٌ من جَحَدَ شَيْئاً مِن الأسْمَاءِ والصِّفَاتِ

قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى:

الجحد: الإنكار، والإنكار نوعان:

الأول: إنكار تكذيب، وهذا كفر بلا شك، فلو أن أحداً أنكر أسماً من أسماء الله أو صفة من صفاته الثابتة في الكتاب والسنة، مثل أن يقول: ليس لله يد، أو أن الله لم يستو على عرشه، أو ليس له عين، فهو كافر بإجماع المسلمين، لأن تكذيب خبر الله ورسوله كفر مخرج عن المللة بالإجماع.

الثاني: إنكار تأويل، وهو أن لا ينكرها ولكن يتأولها إلى معني يخالف ظاهرها، وهذا نوعان:

1 - أن يكون للتأويل مُسَوِّغ في اللغة العربية، فهذا لا يُوجب الكفر.

2 - أن لا يكون له مُسَوِّغ في اللغة العربية، فهذا حكمه الكفر لأنه إذا لم يكن له مسوغ صار في الحقيقة تكذيباً، مثل أن يقول: المراد بقوله تعالى (تجري بأعيننا) [القمر: 14] تجري بأراضينا، فهذا كافر لأنه نفاها نفياً مطلقاً، فهو مُكذَّب.

(ج2/ 183)

-----

قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى:

والمراد بالأسماء هنا أسماء الله عز وجل، وبالصفات صفات الله عز وجل.

والفرق بين الاسم والصفة:

- أن الاسم ما تسمي به الله.

- والصفة ما اتصف بها.

(ج2/ 184)


ـ[المسيطير]ــــــــ[25 - 11 - 07, 06:55 م]ـ
البحث في أسماء الله:

المبحث الأول:

أن أسماء الله أعلام وأوصاف، وليست أعلاماً محضة؛ فهي من حيث دلالتها على ذات الله تعالى أعلام، ومن حيث دلالتها على الصفة التي يتضمنها هذا الاسم أوصاف، بخلاف أسمائنا، فالإنسان يسمي ابنه محمداً وعلياً دون أن يلحظ معنى الصفة، فقد يكون اسمه علياً وهو من أوضع الناس، أو عبدالله وهو من أكفر الناس، بخلاف أسماء الله، لأنها متضمنة للمعاني، فالله هو العلي لعلو ذاته وصفاته، والعزيز يدل على العزة، والحكيم يدل على الحكمة، وهكذا.

ودلالة الاسم على الصفة تنقسم إلى ثلاثة أقسام:

الأول: دلالة مطابقة، وهي دلالته على جميع معناه المحيط به.

الثاني: دلالة تَضَمُّن، وهي دلالته على جزء معناه.

الثالث: دلالة التزام على أمر خارج لازم.

مثال ذلك:
- الخالق يدل على ذات الله وحده.
- وعلى صفة الخلق وحدها دلالة تضمن.
- ويدل على ذات الله وعلى صفة الخلق فيه دلاله مطابقة.
- ويدل على العلم والقدرة دلالة التزام.

كما قال الله تعالى: (الله الذي خلق سبع سماوات ومن الأرض مثلهن يتنزل الأمر بينهن لتعلموا أن الله على كل شيء قدير وأن الله قد أحاط بكل شيء علماً) [الطلاق: 12]، فَعَلمْنَا القدرة من كونه خلق السماوات والأرض، وعَلّمنَا العلم من ذلك أيضاً، لأن الخلق لابد فيه من علم، فمن لا يعلم لا يخلق، وكيف يخلق شيئاً لا يعلمه؟!.
---

المبحث الثاني:

أن أسماء الله مترادفة متباينة، المترادف: ما أختلف لفظه واتفق معناه، والمتباين: ما اختلف لفظه ومعناه.

- فأسماء الله مترادفة باعتبار دلالتها على ذات الله عز وجل لأنها تدل على مسمى واحد، فالسميع، البصير، العزيز، الحكيم، كلها تدل على شيء واحد هو الله.
- ومتباينة باعتبار معانيها، لأن معنى الحكيم غير معنى السميع وغير معنى البصير، وهكذا.

----

المبحث الثالث:

أسماء الله ليست محصورة بعدد معين، والدليل على ذلك قوله صلى الله عليه وسلم في حديث ابن مسعود الحديث الصحيح المشهور: " اللهم إني عبدك، ابن عبدك، ابن أمتك .. – إلى أن قال: أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحداً من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك "، وما استأثر الله به في علم الغيب لا يمكن أن يُعلَم به، وما ليس بمعلوم فليس بمحصور.

وأما قوله صلى الله عليه وسلم: " أن لله تسعة وتسعين اسماً من أحصاها دخل الجنة "، فليس معناه أنه ليس له إلا هذه الأسماء، لكن معناه أن مَن أحصى من أسمائه هذه التسعة والتسعين فإنه يدخل الجنة، فقوله: " من أحصاها " تكميل للجمله الأولى، وليست استئنافية منفصلة، ونظير هذا قول القائل: عندي مئة فرس أعدتها للجهاد في سبيل الله، فليس معناه أنه ليس عنده إلا هذه المئة بل معناه أن هذه المئة مُعدَّة لهذا الشيء.

---

المبحث الرابع:

الاسم من أسماء الله يدل على الذات وعلى المعنى كما سبق، فيجب علينا أن نؤمن به اسماً من الأسماء، ونؤمن بما تَضَمَّنه من الصفة.

- ونؤمن بما تَدُلّ عليه هذه الصفة من الأثر والحكم إن كان الاسم متعدياُ، فمثلاً:
السميع نؤمن بأن من أسمائه تعالى السميع، وأنه دال على صفة السمع، وأن لهذا السمع حُكماً وأثراً وهو أنه يسمع به، كما قال تعالى: (قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله و الله يسمع تحاوركما إن الله سميع بصير) [المجادلة: 1].

- أما إن كان الاسم غير متعد، كالعظيم، والحي، والجليل، فنثبت الاسم والصفة، ولا حكم له يتعدى إليه.

---

المبحث الخامس:

هل أسماء الله تعالى غيره، أو أسماء الله هي الله؟.

- إن أُريد بالاسم اللفظ الدال على المسمى، فهي غير الله عز وجل.
- وإن أُريد بالاسم مدلول ذلك اللفظ، فهي المسمى.

فمثلاً:

- الذي خلق السماوات والأرض هو الله، فالاسم هنا هو المُسَمَّى، فليست " اللام، والهاء " هي التي خلقت السماوات والأرض.

- وإذا قيل: اكتب بسم الله، فكتبت بسم الله، فالمراد به الاسم دون المسمى.

- وإذا قيل: اضرب زيداً، فضربت زيداً المكتوب في الورقة لم تكن ممتثلاً، لأن المقصود المسمى.

- وإذا قيل: اكتب زيد قائم، فالمراد الاسم الذي هو غير المسمى.

(ج2/ 184 - 187)

--
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير