تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[المسيطير]ــــــــ[27 - 07 - 10, 06:48 ص]ـ

بابٌ لا يُسْتَشْفَعُ باللهِ عَلَى خَلْقِهِ

لم يذكر الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى فروقا أو تقاسيم في هذا الباب.

ـ[المسيطير]ــــــــ[27 - 07 - 10, 07:09 ص]ـ

بابُ ما جَاءَ فِي حِمَايَةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم حِمَى التَّوْحِيدِ وسَدِّهِ طُرُقَ الشِّرْكِ

المتن: وعن أنس رضي الله عنه: (أن ناسًا قالوا: يا رسول الله؛ يا خيرنا وابن خيرنا! وسيدنا وابن سيدنا! فقال: " يا أيها الناس؛ قولوا بقولكم، ولا يستهوينكم الشيطان، أنا محمد عبد الله ورسوله، ما أحب أن ترفعوني فوق منزلتي التي أنزلني الله عز وجل). رواه النسائي بسند جيد.

قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى:

قوله: " ورسوله ". أي: المرسل من عنده إلى جميع الناس، كما قال تعالى: {قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعًا}.

وقد تَطَرَّف في الرسول صلى الله عليه وسلم طائفتان:

- طائفة غلت فيه حتى عبدته، وأعدته للسراء والضراء، وصارت تعبده وتدعوه من دون الله.

- وطائفة كذبته، وزعمت أنه كذاب، ساحر، شاعر، مجنون، كاهن، ونحو ذلك.

وفي قوله: " عبد الله ورسوله " رد على الطائفتين.

(ج2/ 521)

ـ[المسيطير]ــــــــ[27 - 07 - 10, 08:04 ص]ـ

باب ما جاء في قول الله تعالى: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ القِيَامَةِ} الآية.

قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى:

قوله: (والله فوق العرش). هذا نص صريح بإثبات علو الله تعالى علوًا ذاتيًا، وعلو الله ينقسم إلى قسمين:

أ. علو الصفة، وهذا لا ينكره أحد ينتسب للإسلام، والمراد به كمال صفات الله؛ كما قال تعالى: {للذين لا يؤمنون بالآخرة مثل السوء ولله المثل الأعلى وهو العزيز الحكيم}.

ب. علو الذات، وهذا أنكره بعض المنتسبين للإسلام، فيقولون كل العلو الوارد المضاف إلى الله المراد به علو الصفة، فيقولون في قوله صلى الله عليه وسلم: (والله فوق العرش)، أي: في القوة والسيطرة والسلطان، وليس فوقه بذاته.

ولا شك أن هذا تحريف في النصوص وتعطيل في الصفات.

والذين أنكروا علو الله بذاته انقسموا إلى قسمين:

أ. من قال: إن الله بذاته في كل مكان، وهذا لا شك ضلال مقتض للكفر.

ب. من قال: إنه لا فوق ولا تحت ولا يمين ولا شمال ولا متصل بالخلق ولا منفصل عن الخلق، وهذا إنكار محض لوجود الله والعياذ بالله، ولهذا قال بعض العلماء: لو قيل لنا: صفوا العدم؛ ما وجدنا أبلغ من هذا الوصف.

ففروا من شيء دلت عليه النصوص والعقول والفطر إلى شيء تنكره النصوص والعقول والفطر.

(ج2/ 539)

---

المتن: وعن العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (هل تدرون كم بين السماء والأرض؟. قلنا: الله ورسوله أعلم. قال: بينهما مسيرة خمسمائة سنة، ومن كل سماء إلى سماء مسيرة خمسمائة سنة، وكثف كل سماء مسيرة خمسمائة سنة، وبين السماء السابعة والعرش بحر بين أسفله وأعلاه كما بين السماء والأرض، والله تعالى فوق ذلك، وليس يخفي عليه شيء من أعمال بني آدم). أخرجه أبو دواد وغيره.

قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى:

قوله: " قلنا: الله ورسوله أعلم ". جاء العطف بالواو، لأن علم الرسول من علم الله، فهو الذي يُعلِّمه بما لا يدركه البشر.

وكذلك في المسائل الشرعية يقال: الله ورسوله أعلم، لأنه صلى الله عليه وسلم أعلم الخلق بشرع الله، وعلمه به من علم الله، وما قاله صلى الله عليه وسلم في الشرع فهو كقول الله، وليس هذا كقوله: (ما شاء الله وشئت)، لأن هذا في باب القدر والمشيئة، ولا يمكن أن يُجعل الرسول صلى الله عليه وسلم مشاركًا لله في ذلك، بل يقال: ما شاء الله، ثم يعطف بـ (ثم)، والضابط في ذلك أن الأمور الشرعية يصح فيها العطف بالواو، وأما الكونية؛ فلا.

ومن هنا نعرف خطأ وجهل من يكتب على بعض الأعمال: {وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله} بعد موت الرسول صلى الله عليه وسلم وتَعَذُّر رؤيته، فالله يرى، ولكن رسوله لا يرى، فلا تجوز كتابته لأنه كذب عليه صلى الله عليه وسلم.

(ج2/ 542)

---

قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى:

وفي الحديث صفتان لله:

- ثبوتية: وهي العلو المستفاد من قوله: " والله فوق ذلك ".

- وسلبيه المستفاد من قوله: " ليس يخفى عليه شيء من أعمال بني آدم ".

ولا يوجد في صفات الله عز وجل صفة سلبية محضة، بل صفاته السلبية التي هي النفي متضمنة لثبوت ضدها على وجه الكمال، فيُنفي عنه الخفاء لكمال علمه، ويُنفي عنه اللغوب لكمال قوته، ويُنفي عنه العجز لكمال قدرته، وما أشبه ذلك.

فإذا نفي الله عن نفسه شيئًا من الصفات، فالمراد انتفاء تلك الصفة عنه لكمال ضدها، كما قال تعالى: {لا تأخذه سنة ولا نوم}، السِّنة: النعاس، والنوم: الإغفاء العميق، وذلك لكمال حياته وقيوميته، إذ لو كان ناقص الحياة لا حتاج إلى النوم، ولو نام ما كان قيومًا على خلقه، لأنه حين ينام لا يكون هناك من يقوم عليهم، ولهذا كان أهل الجنة لا ينامون لكمال حياتهم، ولأن النوم في الجنة يذهب عليهم وقتًا بلا فرح ولا سرور ولا لذة؛ لأن السرور فيها دائم، ولأن النوم هو الوفاة الصغرى، والجنة لا موت فيها.

(ج2/ 545)

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير