تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

نعم كان يعلم أن دون غد الليلة وكذلك ما ثبت من إخباره لأبي ذر بما يحدث له وإخباره لعلي بن أبي طالب بخبر ذي الثدية ونحو هذا مما يكثر تعدده ولو جمع لجاء منه مصنف مستقل وإذا تقرر هذا فلا مانع من أن يختص بعض صلحاء هذه الأمة بشيء من أخبار الغيب التي أظهرها الله لرسوله وأظهرها رسوله لبعض أمته وأظهرها هذا البعض من الأمة لمن بعدهم فتكون كرامات الصالحين من هذا القبيل والكل من الفيض الرباني بواسطة الجناب النبوي ثم ذكر سبحانه أنه يحفظ ذلك الغيب الذي يطلع عليه الرسول فقال: {فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا} والجملة تقرير للإظهار المستفاد من الاستثناء والمعنى: أنه يجعل سبحانه بين يدي الروسل ومن خلفه حرسا من الملائكة يحرسونه من تعرض الشياطين لما أظهره عليه من الغيب أو يجعل بين يدي الوحي وخلفه حرسا من الملائكة يحوطونه من أن تسترقه الشياطين فتلقيه إلى الكهنة والمراد من جميع الجوانب قال الضحاك: ما بعث الله نبيا إلا ومعه ملائكة يحفظونه من الشياطين أن يتشبهوا بصورة الملك فإذا جاءه شيطان في صورة الملك قالوا هذا شيطان فاحذره وإن جاءه الملك قالوا هذا رسول ربك قال ابن زيد: رصدا: أي حفظة يحفظون النبي صلى الله عليه وسلم من أمامه وورائه من الجن والشياطين قال قتادة وسعيد بن المسيب: هم أربعة من الملائكة حفظة وقال الفراء: المراد جبريل قال في الصحاح: الرصد القوم يرصدون كالحرس يستوي فيه الواحد والجمع والمؤنث والرصد للشيء الراقب له يقال: رصده يرصده رصدا ورصدا والترصد الترقب والمرصد موضع الرصد

كلام شيخ الإسلام

وتجد كثيرا من هؤلاء عمدتهم في اعتقاد كونه وليا لله أنّه قد صدر عنه مكاشفة في بعض الأمور أو بعض التصرفات الخارقة للعادة مثل أن يشير إلى شخص فيموت أويطير في الهواء إلى مكة أو غيرها أو يمشي على الماء أحيانا أو يملأ إبريقا من الهواء أو ينفق بعض الأوقات من الغيب أو يختفي أحياناً عن أعين الناس أو أن بعض الناس استغاث به وهو غائب أو ميت فرآه قد جاءه فقضى حاجته او يخبر الناس بما سرق لهم أو بحال غائب لهم أو مريض أو نحو ذلك من الأمور وليس في شيء من هذه الأمور ما يدل على أن صاحبها ولي الله بل قد اتفق أولياء الله على أن الرجل لو طار في الهواء أو مشى على الماء لم يغترّ به حتى ينظر متابعته لرسول الله صلى الله عليه وسلم وموافقته لأمره ونهيه

وفي شرح الطحاوية

قوله: (ونؤمن بما جاء من كراماتهم وصح عن الثقات من رواياتهم)

ش: فالمعجزة في اللغة تعم كل خارق للعادة و [كذلك الكرامة] في عرف أئمة أهل العلم المتقدمين ولكن كثير من المتأخرين يفرقون في اللفظ بينهما فيجعلون المعجزة للنبي والكرامة للولي وجماعها: الأمر الخارق للعادة فصفات الكمال ترجع إلى ثلاثة: العلم والقدرة والغنى وهذه الثلاثة لا تصلح على الكمال إلا لله وحده فإنه الذي أحاط بكل شيء علما وهو على كل شيء قدير وهو غني عن العالمين ولهذا أمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يتبرأ من دعوى هذه الثلاثة بقوله: {قل لا أقول لكم عندي خزائن الله ولا أعلم الغيب ولا أقول لكم إني ملك إن أتبع إلا ما يوحى إلي} وكذلك قال نوح عليه السلام فهذا أول أولي العزم وأول رسول بعثه الله إلى أهل الأرض وهذا خاتم الرسل وخاتم أولي العزم وكلاهما تبرأ من ذلك وهذا لأنهم يطالبونهم تارة بعلم الغيب كقوله تعالى: {يسألونك عن الساعة أيان مرساها} وتارة بالتأثير كقوله تعالى: {وقالوا لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الأرض ينبوعا} الآيات وتارة يعيبون عليهم الحاجة البشرية كقوله تعالى: {وقالوا مال هذا الرسول يأكل الطعام ويمشي في الأسواق} الآية فأمر الرسول أن يخبرهم بأنه لا يملك ذلك وإنما ينال من تلك الثلاثة بقدر ما يعطيه الله فيعلم ما علمه الله [إياه] ويستغني عما أغناه عنه ويقدر على ما أقدر عليه من الأمور المخالفة للعادة المطردة أو لعادة أغلب الناس فجميع المعجزات والكرامات ما تخرج عن هذه الانواع

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير