تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[أحمد محمود الأزهري]ــــــــ[21 - 08 - 05, 06:23 م]ـ

لم يتيسر لنا النظر فيما ذُكر من مراجع، فنرجو من الإخوة نقل كلام العلماء في المسألة إن تيسر لهم ذلك ولو باختصار، لا مجرد ذكر المواضع؛ لأن ما توصلنا إليه في مواضع أخرى الردُّ عليهم وذكرُ ما وقعوا فيه من أخطاء في التأويل دون ذكرٍ لتضليلهم.

وهذه نماذج مما توصلنا إليه:

ـــــــــــــ

1 - السؤال السابع من الفتوى رقم (6606):

س7: ما حكم من مات على التوحيد الأشعري قبل بلوغ توحيد الأسماء والصفات إليه ولم يسمعه من أحد ولا فهمه وقد أقر بتوحيد الربوبية والإلهية ولم ينبهه عليه أحد فينكره، هل له عذر أم لا؟

ج7: أمره إلى الله سبحانه وتعالى؛ لأن الأشاعرة ليسوا كفارا، وإنما أخطأوا في تأويلهم بعض الصفات.

وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء.

عبد الله بن قعود: عضو.

عبد الله بن غديان: عضو.

عبد الرزاق عفيفي: نائب رئيس اللجنة.

عبد العزيز بن عبد الله بن باز: الرئيس.

ــــــــــــــ

قلت: فظاهر الفتوى أنه مجرد رد عليهم وذكر خطئهم، ولم تتضمن الفتوى تضليلا لهم.

ــــــــــــــ

2 - السؤال الأول من الفتوى رقم (5082):

س1: تعلمنا في المدارس أن مذهب أهل السنة والجماعة في أسماء الله وصفاته هو الإيمان بها من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل وأن لا نصرف النصوص الواردة فيها عن ظواهرها ولكننا بعد ذلك التقينا بأناس زعموا لنا أن هناك مدرستين في مذهب أهل السنة والجماعة، المدرسة الأولى مدرسة ابن تيمية وتلاميذه رحمهم الله، والمدرسة الثانية: مدرسة الأشاعرة، والذي تعلمناه هو ما ذكره ابن تيمية وتلاميذه أما بقية أهل السنة والجماعة من الأشاعرة والماتريدية وغيرهم فإنهم يرون أن لا مانع من تأويل صفات الله وأسمائه إذا لم يتعارض هذا التأويل مع نص شرعي ويحتجون لذلك بما قاله ابن الجوزي رحمه الله وغيره في هذا الباب، بل إن إمام أهل السنة أحمد بن حنبل قد أول في بعض الصفات مثل قوله صلى الله عليه وسلم: "قلوب بني آدم بين أصبعين من أصابع الرحمن" وقوله صلى الله عليه وسلم: "الحجر الأسود يمين الله في الأرض" وقوله تعالى: "وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ" وغير ذلك.

والسؤال الآن: هل تقسيم أهل السنة والجماعة إلى طائفتين بهذا الشكل صحيح؟ وما هو رأيكم فيما ذكروه من جواز التأويل إذا لم يتعارض مع نص شرعي، وما هو موقفنا من العلماء الذين أولوا في الصفات مثل ابن حجر والنووي وابن الجوزي وغيرهم هل نعتبرهم من أئمة أهل السنة والجماعة أم ماذا؟ وهل نقول: إنهم أخطأوا في تأويلاتهم أم كانوا ضالين في ذلك؟ ومن المعروف أن الأشاعرة يؤولون جميع الصفات ما عدا صفات المعاني السبعة فإذا وجد أحد العلماء يؤول صفتين أو ثلاثة هل يعتبر أشعريا؟

ج1: أولا: دعوى أن الإمام أحمد أوَّل بعض نصوص الصفات؛ كحديث: "قلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن"، وحديث: "الحجر الأسود يمين الله في الأرض" الخ - دعوى غير صحيحة، قال الإمام أحمد بن تيمية: (وأما ما حكاه أبو حامد الغزالي عن بعض الحنبلية أن أحمد لم يتأول إلا ثلاثة أشياء: "الحجر الأسود يمين الله في الأرض" و "قلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن" و "إني أجد نفس الرحمن من قبل اليمن" فهذه الحكاية كذب على أحمد، لم ينقلها أحد عنه بإسناد، ولا يعرف أحد من أصحابه نقل ذلك عنه، وهذا الحنبلي الذي ذكر عنه أبو حامد مجهول لا يعرف، لا علمه بما قال، ولا صدقه فيما قال). ا هـ. من ص 398 من ج 5 من [مجموع الفتاوى]. وبيان ذلك أن للتأويل ثلاثة معان:

الأول: مآل الشيء وحقيقته التي يؤول إليها، كما في قوله تعالى عن يوسف عليه السلام: "هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِنْ قَبْلُ" أي حقيقتها التي آلت إليها وقوعا، وليس هذا مقصودا في النصوص المذكورة في السؤال.

الثاني: التأويل بمعنى صرف الكلام عن معناه الظاهر المتبادر منه إلى معنى خفي بعيد لقرينة، وهذا المعنى هو المصطلح عليه عند علماء الكلام وأصول الفقه، وليس متحققا في النصوص المذكورة في السؤال، فإن ظاهرها مراد لم تصرف عنه؛ لأنه حق كما سيأتي شرحه في المعنى الأخير للتأويل.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير