والجماعة أبو الحسن الأشعري ومن تبعه عقيدة واستدلالا. وبهذا يعرف أن ليس لأهل السنة والجماعة مدرستان، إنما هي مدرسة واحدة يقوم بنصرتها والدعوة إليها من سلك طريقهم، وابن تيمية ممن قام بذلك ووقف حياته عليه وليس هو الذي أنشأ هذه الطريقة، بل هو متبع لما كان عليه أئمة الهدى من الصحابة ومن تبعهم من علماء القرون الثلاثة التي شهد لها النبي صلى الله عليه وسلم بالخير وكذلك مناظروه إنما قاموا بنصر مذهب من قلدوه ممن انتسب إلى أهل السنة والجماعة كأبي الحسن الأشعري وأصحابه بعد أن رجع عن الاعتزال وسلك طريق أهل السنة إلا في قليل من المسائل ولذا كان أقرب إلى طريقة أهل السنة والجماعة من سائر الطوائف.
ثالثا: من تأول من الأشعرية ونحوهم نصوص الأسماء والصفات إنما تأولها لمنافاتها الأدلة العقلية وبعض النصوص الشرعية في زعمه، وليس الأمر كذلك فإنها ليس فيها ما ينافي العقل الصريح وليس فيها ما ينافي النصوص فإن نصوص الشرع في أسماء الله وصفاته يصدق بعضها بعضا مع كثرتها في إثبات أسماء الله وصفاته على الحقيقة وتنزيهه سبحانه عن مشابهة خلقه.
رابعا: موقفنا من أبي بكر الباقلاني والبيهقي وأبي الفرج بن الجوزي وأبي زكريا النووي وابن حجر وأمثالهم ممن تأول بعض صفات الله تعالى أو فوضوا في أصل معناها - أنهم في نظرنا من كبار علماء المسلمين الذين نفع الله الأمة بعلمهم فرحمهم الله رحمة واسعة وجزاهم عنا خير الجزاء، وأنهم من أهل السنة فيما وافقوا فيه الصحابة رضي الله عنهم وأئمة السلف في القرون الثلاثة التي شهد لها النبي صلى الله عليه وسلم بالخير، وأنهم أخطأوا فيما تأولوه من نصوص الصفات وخالفوا فيه سلف الأمة وأئمة السنة رحمهم الله سواء تأولوا الصفات الذاتية وصفات الأفعال أم بعض ذلك.
وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو: عبد الله بن قعود.
نائب رئيس اللجنة: عبد الرزاق عفيفي.
الرئيس: عبد العزيز بن عبد الله بن باز.
ــــــــــــــ
قلت: التركيز على النقطة الأخيرة الواردة في الإجابة (رابعا) نرى أن بعضا من أئمة وعلماء أهل السنة والجماعة، أولوا بعضا من صفات الله وفوضوا بعضا آخر، ولم يقل أحد من أهل السنة بتضليلهم، وإنما اكتفوا بذكر خطئهم.
نفع الله بكم جميعا.
ـ[أبو علي]ــــــــ[21 - 08 - 05, 07:10 م]ـ
بل هم ضُلاَّل، وإذا أقيمت الحجَّة على الأشعريّ كُفِّر.
سبحان الله
ـ[أحمد محمود الأزهري]ــــــــ[22 - 08 - 05, 12:46 م]ـ
أخي الفاضل/ أبا علي
ألم تقرأ فتوى اللجنة الدائمة للبحوث والإفتاء:
أمره إلى الله سبحانه وتعالى؛ لأن الأشاعرة ليسوا كفارا، وإنما أخطأوا في تأويلهم بعض الصفات.
ومن الذي قال بتكفير من ذهب إلى التأويل حتى إذا أقيمت عليه الحجة؟؟؟!!!
ـ[أبو علي]ــــــــ[22 - 08 - 05, 06:49 م]ـ
لعلَّك تفهم الفتوى قبل الرَّدِّ
فجوابهم واضحٌ قالوا: (أمره إلى الله سبحانه وتعالى) ولو لم يكونوا من أهل البدع؛ لما قالوا أمره إلى الله، ومعلومٌ أنَّ من كان أمره إلى الله فهو تحت المشيئة، إن شاء الله عذَّبهُ وإن شاء غفر له.
أمَّا تكفيرهم بعد قيام الحجَّةِ، فيكفيك قول أبي حنيفة -ما معناه-: (من قال ليس فوق العرش ربٌّ فهو كافرٌ، ومن قال فوق العرش؛ لكن لا أدري أفي السَّماء أم في الأرضِ فهو كافرٌ)
وقال ابن خزيمة: (من لم يقر بأن الله على عرشه فوق سبع سمواته فهو كافر بربه حلال الدم يستتاب فإن تاب وإلا ضربت عنقه وألقي على بعض المزابل حتى لا يتأذى به المسلمون ولا المعاهدون بنتن رائحة جيفته وكان ماله فيئا ولا يرثه أحد من المسلمين إذ المسلم لا يرث الكافر ولا الكافر يرث المسلم) اجتماع الجيوش الإسلامية (1/ 155)
وتأمَّل قول ابن القيّم رحمه الله تعالى في النّونيّّة:
وابنُ المبارك قال قولا شافيا ... إنكاره عَلَمٌ على البهتان
قالوا له ما ذاك نعرف ربنا ... حقًّا به لنكون ذا إيمان
فأجاب نعرفه بوصف علُّوه ... فوق السَّماء مباين الأكوان
وبأنَّه سبحانه حقا على الـ ... ـعرش الرَّفيع فجلَّ ذو السلطان
وهو الَّذي قد شجَّع ابن خزيمة ... اذ سَلَّ سيف الحقِّ والعرفان
وقضى بقتل المنكرين علُّوه ... بعد استتابتهم من الكفران
وبأنَّهم يلقون بعد القتل فو ... ق مزابل المِيتات والأنتان
فشفى الإمام العالم الحبر الَّذي ... يدعى إمام أئمَّة الأزمان
ولقد حكاه الحاكم العدل الرِّضى ... في كُتْبِهِ عنه بلا نكران
وحكى ابنُ عبد البر في تمهيده ... وكتاب الاستذكار غير جبان
إجماع أهل العلم أن الله فو ... ق العرش بالإيضاح والبرهان
وأتى هناك بما شفى أهل الهدى ... لكنَّه مرض على الهميان
قال ابنُ بازٍ -رحمه الله تعالى-: (وإنما ينسب التأويل إلى الأشاعرة وسائر أهل البدع الذين تأولوا النصوص على غير تأويلها) http://www.binbaz.org.sa/Display.asp?f=ibn00184.htm
فهاهو الشَّيخُ وصفهم بأنَّهم مبتدعةـ ومعلومٌ أنَّ الفرق الثّنتين والسَّبعين هم أهل البدع.
وللفائدة فالأشاعرة نوعان:
الأوَّل: ما توفِّي عليه أبو الحسن الأشعريِّ، وهؤلاء هم نفاة الأفعال الاختياريَّة والرَّاجح عدم تكفيرهم لعارض الشُّبهة.
الثاني: الأشعريَّة الجهميَّة وهم أتباع أبي المعالي والغزَّاليّ والرَّازيّ ومتأخِّريهم إلى يومنا هذا، وهؤلاء المقصودون بكلامي.
ولا داعي لكثرة علامات التعجّب والاستفهام
والله أعلم
¥