تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

المؤلف [أي الذهبي] أنه رُوي عن ليث بن أبي سليم، وعطاء بن السائب، وأبي يحيى القتات، وجابر بن يزيد، قلت [أي الألباني]: والأولان مختلطان والآخران ضعيفان بل الأخير متروك متهم» .. انتهى كلامه بتصرف يسير جدًا ..

وقال الشيخ الألباني أيضًا: «هذا الأثر منكر، فإنه يتضمن نسبة القعود على العرش لله عز وجل، وهذا يسلتزم نسبة الاستقرار عليه لله تعالى، وهذا مما لم يرد فلا يجوز اعتقاده ونسبته إلى الله عز وجل» .. انتهى بتصرف يسير أيضًا ..

وقال أيضًا: «وخلاصة القول: إن قول مجاهد هذا -وإن صح عنه- لا يجوز أن يتخذ دينا وعقيدة ما دام أنه ليس له شاهد من الكتاب والسنة» ..

وقد نقل هذا الأثر وسلم به العلامة ابن القيم في بدائع الفوائد .. وكذلك شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوي .. أما الشيخ ابن باز والعثيمين والفوزان فلا أعلم ماذا قالوا في هذا الأثر .. لكن ينبغي التنبه إلى أن ذلك لا يعني أنهما يقولان [أعني شيخ الإسلام وتلميذه] أن الجلوس صفة لله أو أن الاستواء هو الجلوس ..

أما عن صفة الجلوس لله .. فلا أعلم أحدًا من أهل العلم فسر الاستواء بالجلوس .. ولكن روى ابن خزيمة حديثًا في كتاب التوحيد وفيه: ”وإن له [أي الكرسي] أطيطًا كأطيط الرحل الجديد إذ ركب من ثقله“ .. وقال عقبه: «وليس هذا الخبر من شرطنا، لأنه غير متصل الإسناد، لسنا نحتج في هذا الجنس من العلم بالمراسيل المنقطعات» .. فهو ضعيف إذن ..

وروى أيضًا ابن خزيمة قال: «وثنا بشر بن خالد العسكري [ثقة يغرب]، قال: ثنا أبو اسامة [ثقة ثبت ربما دلس وكان بآخره يحدث من كتب غيره]، قال: ثنا زكريا بن أبي زائدة [ثقة وكان يدلس، وسماعه من أبي إسحاق بآخره]، عن أبي إسحاق [اختلط بآخره]، عن سعد بن معبد، عن أسماء بنت عميس، قالت: كنت مع جعفر بأرض الحبشة، فرأيت امرأة على رأسها مكتل من دقيق، فمرت برجل من الحبشة، فطرحه عن رأسها، فسفت الريح الدقيق، فقالت: أكِلُك إلى الملك، يوم يقعد على الكرسي، ويأخذ للمظلوم من الظالم» .. وما بين الأقواس [] نقلته من كلام الحافظ ابن حجر* .. ومنه نرى أن الحديث لا يصح لأن زكريا بن أبي زائدة مدلس وقد عنعنه فلم يصرح بالتحديث .. وكذلك فسماعه من أبي إسحاق بآخره أي عندما اختلط .. وحتى وإن صح فلا حجة فيه لأنه كلام امرأة مجهولة من الحبشة ..

وأما الحديث الذي يرويه عبد الله بن الإمام أحمد في السنة .. عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: «إذا جلس الرب على الكرسي سمع له أطيط كأطيط الرحل الجديد» .. فهذا حديث ضعفه الشيخ الألباني .. فمدار كل رواياته على عبد الله بن خليفة .. قال الشيخ الألباني: «وهذا إسناد ضعيف، عبد الله بن خليفة قال الذهبي: لا يكاد يعرف» انتهى عن الشيخ الألباني بتصرف ..

وبالإضافة إلى ضعفه فهو مناقض لما صح عن ابن عباس وأبي موسى الأشعري رضي الله عنهما من أن الكرسي موضع القدمين والعرش لا يقدر قدره إلا الله ..

فخلاصة الكلام أن صفة الجلوس لله عز وجل لم تثبت .. ولو ثبتت في الكتاب والسنة لأثبتناها كباقي صفات ربنا جل جلاله .. لكنها لم تثبت ..

وبالطبع لا حاجة لي أن أذكر بأن قاعدة أهل السنة هي إثبات ما أثبته الله ورسوله من صفات ربنا .. دون تمثيل أو تشبيه لها بصفات خلقه .. ودون تكييف لها .. ولا نؤولها فنحرفها كما فعلت المعتزلة والجهمية وغيرهم .. بل نؤمن بها بلا كيف ..

وختامًا .. أرجو من الإخوة هاهنا أن يراجعوا ردي هذا .. وما كان فيه من صواب فمن توفيق الله .. وما كان فيه من خطأ فمني ومن الشيطان وأستغفر الله منه ..

والله الموفق ..


* الكلام الذي بين القوسين [ .. ] وملون بالأزرق هو لي .. وأما الكلام عن الرجال فهو من كلام الحافظ ابن حجر .. فأرجو التنبه ..

ـ[ابوفيصل44]ــــــــ[16 - 08 - 05, 07:29 ص]ـ
سئل العلامة ابن عثيمين رحمه الله في لقاء الباب المفتوح (اللقاء11 / سؤال 450):

فضيلة الشيخ: عثمان الدارمي في رده على بشر المريسي أورد أن الاستواء يأتي بمعنى الجلوس، مارأي فضيلتكم؟؟

الجواب: الاستواء على الشيء في اللغة العربية يأتي بمعنى الاستقرار والجلوس قال تعالى (لتستووا على ظهوره) الزخرف 13.

والانسان على ظهر الدابة جالس أم واقف؟؟

هو جالس، لكن هل يصح أن نثبته في استواء الله على العرش؟؟ هذا محل نظر!!!

فإن ثبت عن السلف أنهم فسروا ذلك بالجلوس فهم أعلم منا بهذا والا ففيه نظر.

والا نقول: الكيف ـ أعني ـ الاستواء مجهول، ومن جملة الجهل ألاّ ندري أهو جالس أم غير جالس، ولكن نقول: معنى الاستواء: العلو، هذا أمر لاشك فيه، استوى على العرش: يعني علا علوا خاصا غير العلو العام الذي على جميع المخلوقات.ا. هـ

وقال رحمه الله في (فتاوى أركان الاسلام ص84):

وأما تفسيره بالجلوس فقد نقل ابن القيم في الصواعق (4/ 1303) عن خارجة بن مصعب في قوله تعالى (الرحمان على العرش استوى) قوله: "وهل يكون الاستواء الا الجلوس ".ا. هـ

وقد ورد ذكر الجلوس في حديث أخرجه الامام احمد عن ابن عباس رضي الله عنهما مرفوعا. والله أعلم.
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير