تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وهذا لا شك فيه والعياذ بالله كما قال المعتزلة في ردهم على الأشاعرة فيه نسبة الظلم إلى الله جل وعلا، وهكذا كل جبري فإنه ينسب الظلم إلى الله جل وعلا.

إذن إذا كان على ما قالوا ما قولهم في الحكمة؟

هل الله جل وعلا أفعاله معللة؟

طبعا استحضروا هذا الشيء، هل في هذا إثبات الظلم؟

إذن هذا ليش حصل هذا الشيء؟

فاضطروا إلى أن ينفوا الحكمة فيقولون إن الله جل وعلا لا يُوصَفُ بالحكمة ولا يُوصَفُ بأن فعله موافق لحكمة أو فعله معلل.

وهذه هي آخر جملة ذكرها لك شيخ الإسلام ابن تيمية حيث قال (وَيُخرِجُونَ عَنْ أَفْعَالِ اللهِ وَأَحْكَامِهِ حِكَمَهَا وَمَصَالِحَهَا) إذا كان كذلك فهو لا شك نتيجة أنهم ينفون الحِكَمْ وينفون المصالح لأنهم لا يقولون بالاختيار ولا يقولون إن العبد يفعل وإذن يكون هناك أن الله فعل ولا حكمة له في ذلك حتى يتخلصوا من نسبة الله جل وعلا إلى الظلم.

وأصل الضلال في ذلك كما ذكرنا، أصل الضلال في باب القدر في جميع الفرق سواء فرقة الغلاة الإبليسية أو المشركين كل هؤلاء الأصل في ضلالهم هو الخوض في الأفعال.

وكل أحد على الفطرة - ما خاض في هذه المسائل - يُحِسُّ من نفسه أنه مختار، يُحِسُّ من نفسه أنه يفعل هذا أو هذا وهذا شيء فطري ضروري، كل واحد يحس أنه يختار هذا الفعل ويختار هذا الفعل فإما هذا وإما هذا.

فإن عامل الله جل وعلا العبد بِعَدْلِهِ وخَذَلَهُ، عامله بالعدل وتركه ونفسه جعله يختار بدون إعانة.

يختار يعني ما بدا له اختاره وما لم يَبْدُ له تركه إلى آخره - والله أعطى العبد القدرة والاختيار.

وإذا أراد الله جل وعلا بالعبد خيرا أعانه.

أعانه على أن تكون إرادته في الخير وأعانه على تكون إرادته فيما يحب ويرضى.

وهذه الإعانة هي التي تسمى بالتوفيق.

فالتوفيق أمر زائد على الاختيار.

كل أحد يختار أعطاه الله جل وعلا الاختيار ?وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ? هو يريد ويحس ذلك فطرة، المطيع هل إذا أطاع وتعبد الله وأفلح وتابع وأخلص هل هذا الفعل إذا أَحَسَّ هو بالإرادة يُقْنِعُ نفسه بأنه هو الذي حَصَّلَ هذه الأشياء؟

لا، ولكن يعلم أنه أُعِينَ عليها، وهذا هو التوفيق.

فكل أحد من أهل الفطرة إذا فعل طاعة يعلم أنه هو الذي اختار وهو الذي فعل لكن لو شاء الله جل وعلا لصرفه عن ذلك بمعنى، ما معنى لو شاء الله لصرفه؟

بمعنى أن يكله إلى نفسه فلا يوفقه ولا يعينه فإذا تُرِكَ ونفسه فإنه يَضِلْ.

فإذن المؤمن يُحِسُّ بتوفيق الله له، يُحِسُّ بالإعانة يُحِسُّ بأنه حُبِّبَ إليه الخير وكُرِّهَ له الشر، ومن عومل بعدل الله جل وعلا: هو أمامك اختر هذا الطريق أو هذا الطريق.

إذن في مذهب أهل السنة والجماعة فيه إثبات هذه المراتب وفيه إثبات أن أفعال الله معللة، أفعال الله الكونية وكذلك أحكام الله جل وعلا الشرعية.

ففعلُ الله في كَوْنِهِ مُعِلَّلْ.

يعني فَعَل الله جل وعلا لعلة، لحكمة قد نعلمها وقد لا نعلمها، وقد ذكرت لكم أن الحكمة في صفات الله تفسر بأنها وضع الشيء في موضعه الموافق للغايات المحمودة منه.

وضع الشيء في موضعه هذا عدل، فإذا كان وضع الشيء في موضعه موافق لغاية محمودة منه صار حكمة.

الظلم وضع الشيء في غير موضعه مقابل للعدل.

فإذن الله جل وعلا تُثْبَتُ له الحكمة والتعليل في أفعاله الكونية وفي أحكامه الشرعية، وهذا مذهب أهل السنة والجماعة، والنصوص في ذلك كثيرة بينة.

هذا نهاية مبحث القدر في كلام شيخ الإسلام، هذا المبحث طويل جدا لكن ذكرنا منه ما يتعلق بكلام شيخ الإسلام خاصة في مباحث الأفعال والأحكام إلى آخره.

ومما ينبغي لطالب العلم أن يستحضره دائما في هذا الباب ما ابتدأنا به الكلام وهو أن القدر سر الله جل وعلا، كما قال علي رضي الله عنه (القدر سر الله في تكشفه).

لا يستطيع أحد أن يكشفه، ولكن كيف يحاول ويروم ذلك؟

إذا خاض في الأفعال والتعليلات.

شرح العقيدة الواسطية للشيخ عبد العزيز ال شيخ

ملاحظة بين النجمتين من كلامي لزيادة التوضيح وهي في موضعين (شيخ الاسلام) (اهل السنة والجماعة)

ـ[بيان]ــــــــ[23 - 08 - 05, 05:33 م]ـ

السلام عليكم ...

لعل هذا الدرس يفيدك أخي:

معالم الإيمان بالقضاء و القدر

عبدالرحمن صالح المحمود

اضغط هنا لتحميل الدرس ( http://media.islamway.com/lessons/almahmoud//038.raHman.rm)

...

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير