أولاً: أن ابن تيمية يقول إن الطريقة في الإثبات هي الإثبات المفصّل، وهذا من حيث الظاهر لا إشكال فيه، إلا أننا نخالفه فيما يريد أن يثبته تفصيلاً، كما شرحناه سابقاً. فهو يريد إثبات الجهة، ونحن ننفيها، وهو يريد إثبات الحدّ ونحن ننفيه، وهو يريد إثبات الحيز ونحن ننفيه، وهو يريد إثبات الحركة وحلول الحوادث في الذات ونحن ننفي ذلك.))
قلت: وهذه قد فرغنا من بيان تجني فودة فيها.
قال فودة ((ثانياً: قوله إن الطريقة في النفي هي النفي المجمل غير مسلّم على إطلاقه لوجهين: الأول: أننا قد نحتاج إلى النفي المفصّل، وذلك لدفع أوهام بعض المبتدعة والملحدين كمن يتوهم أن الله بخيل، فننفي البخل عنه تفصيلاً، وكمن يثبت الجهة لله، فننفيها عنه تفصيلاً كما نفى الله تعالى الصاحبة والولد.))
قلت: وهل قال الشارح غير هذا،الأصل أن النفي يكون مجملا إلا إذا دعت الحاجة إلى التفصيل، فما وجه اعتراضك يا فودة.
قال فودة: الثاني: أن كلمة الإجمال مصطلح معروف عند العلماء في الأصول، وحاصلها أنها لا يمكن العمل بها لاحتياجها إلى بيان، وابن تيمية جعل المجمل وصفاً للنفي فقال: (النفي المجمل) فجعل النفي نفسه مجملاً، ولكن المجمل غير مبين، وغير المبين لا يُعْمَلُ به لعدم وضوح معناه المراد منه أو مصاديقه. والحقيقة أن ابن تيمية يعتقد حقيقةً أن النفيَ الواردَ في القرآن كنحو قوله تعالى: (ليس كمثله شيء) غيرُ محكم، ويحتاج إلى بيان، وكذلك يقول في قوله تعالى: (ولم يكن له كفواً أحد)، ولذلك فإنه لا يجد حرجاً عندما يثبت تفصيلاً ما ينافي هذه الآيات الكريمة، فيقول: الله له حدّ وهو في جهة وفي حيز وتحل الحوادث في ذاته، وغير ذلك مما يناقض في ظاهره الآيات الكريمة. ولكن لما كانت الآيات عند ابن تيمية مجملة فإنه حقيقة لا يجعلها العمدة في الباب، ولا القاطع للنزاع، ولذلك فإنه يقدم عليها كل إثبات تفصيلي كما يتوهمه. وهذا هو السبب في قوله بالإثبات التفصيلي كما نبهناك سابقاً.
والحق أن يقال إن النفي في الآيات نفي كليٌّ أو عام، وهذا النفي قاطع ويجب العمل به، وليس مجملاً ولا يتوقف على بيان، لأن العموم مبيّن والنفي الكلي قاطع في محله. والحاصل أن هذه الآيات التي يقول عنها ابن تيمية إنها مجملة ومتشابهة، يقول عنها علماؤنا علماءُ أهل الحق إنها محكمة وواضحة وبيّنة لا تتوقف على بيان، ولذلك فإن هذه الآيات هي الحَكَمُ عندنا، ولكنها عند ابن تيمية مجرد نفي مجمل.))
قلت:وكلام فودة السابق من أظهر الأدلة على جهله بعلم الأصول والعربية ومصطلحات العلماء وبيانه:
1 - لقد حمل لفظ المجمل الذي في كلام شيخ الإسلام على الإجمال الأصولي والذي هو ضد المبين كما يزعم، وهذا جهل فاضح فلفظة الإجمال التي في كلام شيخ الإسلام هو الإجمال اللغوي والذي هو ضد التفصيل،وهذا ظاهر من قول شيخ الإسلام: ((وإثبات مفصل)) ولو أراد شيخ الإسلام المعنى الذي ادعاه فودة لقال: ((وإثبات مبين))،ومن هذا الجنس تعبير شيخ الإسلام وغيره عن نطق الشهادتين والتزام أحكام الشريعة بلفظ ((الإيمان المجمل)) فتأمل، وكم يصنع الجهل بأهله من عجائب.
2 - قال فودة: ((والحق أن يقال إن النفي في الآيات نفي كليٌّ أو عام)) قلت وهذا جهل منه بطريقة متقدمي السلف فلو سلمنا أن التعبير بلفظ العام أحسن، لقلنا أن شيخ الإسلام لم يخطيء لأن ألفاظ العام والمطلق والمجمل كلها عند السلف بمعنى واحد وهذا المعنى ليس هو عدم البيان والتشابه كما يزعم فودة وإنما هو كما يقول شيخ الإسلام في كتاب الإيمان: ((لفظ المجمل والمطلق والعام كان في اصطلاح الأئمة كالشافعي وأحمد وأبي عبيد وإسحاق وغيرهم سواء لا يريدون بالمجمل ما لا يفهم منه كما فسره به بعض المتأخرين وأخطأ في ذلك بل المجمل ما لا يكفي وحده في العمل به وإن كان ظاهره حقا كما في قوله تعالى: {خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها} فهذه الآية ظاهرها ومعناها مفهوم ليست مما لا يفهم المراد به ; بل نفس ما دلت عليه لا يكفي وحده في العمل فإن المأمور به صدقة تكون مطهرة مزكية لهم هذا إنما يعرف ببيان الرسول صلى الله عليه وسلم ولهذا قال أحمد يحذر المتكلم في الفقه هذين " الأصلين ": المجمل والقياس. وقال: أكثر ما يخطئ الناس من جهة التأويل والقياس يريد بذلك ألا يحكم بما يدل عليه العام والمطلق قبل النظر فيما يخصه ويقيده ولا يعمل بالقياس قبل النظر في دلالة النصوص هل تدفعه فإن أكثر خطأ الناس تمسكهم بما يظنونه من دلالة اللفظ والقياس))
قال فودة: ((. وهؤلاء المجسمة ترى أغلبهم لا يعقلون شيئاً من قواعد علم التوحيد، ولذلك تراهم يَضلّون ويُضلّون وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً. كما أنهم لا يتقنون دقائق العلوم التي عليها المعتمَد في الفهم كأصول الفقه وعلم النحو والمنطق وعلوم المعاني والبيان وسائر علوم الآلات، ولذلك تراهم غارقين في ظلماتهم لا يسهل تفهيمهم ولا البيان لهم، لعدم تأهلهم لقبول البيان بعدُ لا لضعف كلام العلماء.))
قلت: أظن القاريء الكريم قد تبين له الآن من هو الجاهل بالعربية والأصول ومصطلحات العلماء.
وختاما: فأنت ترى كيف حشر فودة في نقضه الأعرج هذا كلاما لا طائل تحته عن الجسم والجهة والحركة ... إلخ،حتى يصرف القاريء بحيله عن الحجة الواضحة في كلام شيخ الإسلام.
وأنت ترى كيف أنه لم يستطع أن يزيد عن المثالين المعروفين واللذين يزعم أنهماغ قادران على نقض كلام شيخ الإسلام، بل يزعم أنهما قادران علىة القول بأنه ليست للقرآن قاعدة ثابتة في هذا.
وأنت ترى جهله وغبائه وعدم قدرته على فهم معنى الإجمال في كلام شيخ الإسلام.
وأنت ترى جهله بمصطلحات أهل العلم وعدم تحريره لمسائل أصول الفقه والعربية.
وإلى لقاء آخر إن شاء الله تعالى
ودمتم للمحب/أبو فهر
لله درك شيخنا أبا فهر!!!
ليتكم تخصصون موضوعا عن هذا المثبور المدعو سعيد فودة و تأتون على جميع كلامه فتنقضونه
فقد رأيت في منتداه التفاخر و التعجرف بأنه نقض التدمرية و هو جاهل لا يعي ما يقول!!!!
¥