ـ[حمزة الكتاني]ــــــــ[22 - 11 - 05, 04:46 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
اخواني في المنتدى
هل يتكرم احدكم بشرح الفرق بين مقولة " الصفات هي عين الذات " و" الصفات هي فرع الذات "
وجزاكم الله خيرا
الأخ الفاضل؛ قوله الصفة عين الذات، بمعنى أنها جزء من الذات، تنطبق عليها أحكامها، وتتقمص خصائصها، فلو قلت: الرحمن؛ فذلك علم على الذات الإلهية، والرحمة هي انفعال ذاتي إلهي من الذات وإلى الذات ..
ويبنى على ذلك: أن الصفات قديمة قدم الذات، وأن نتائج الصفات قديمة قدم الذات كذلك، إذ لا تحل بها الحوادث، التي هي من صفة المخلوق لا الخالق، ولا نحصل لها البداء، ولا التغير، ولا يحيط بها مكان ولا زمان، ولا جهة ... إلى آخر ما ألزموا به الذات مما هو من معنى مخالفة الحوادث .. ومن ذلك القول بقدم العالم، إذ إذا لم تكن تحل الحوادث بصفة الخلق، فالله مذ كان وهو خالق ... إلخ، وهي مباحث عقلية تحير فيها القطا.
ومن قال بأنها خارج الذات، إذا ممكن اتصافها بما ليس ممكنا اتصاف الذات به، من التجدد، والتحيز، والتغير ... إلخ. وتبنى على ذلك أمور أخرى.
والله أعلم ..
ـ[عبدالله السيباني]ــــــــ[23 - 11 - 05, 02:54 ص]ـ
العلاقة بين الذات والصفات:
كانت هذه المسألة مثار خلاف بين المسلمين، والسؤال الذي يدور حوله الخلاف هو: كيف تتصل الذات الإلهية بصفاتها المعروفة؟.
للإجابة على هذا السؤال قسم العلماء صفات الله تعالى إلى ثلاثة أقسام:
1. صفات ذاتية.
2. صفات معنوية.
3. صفات خبرية.
الصفات الذاتية: وهي: القدم، والوحدانية، والمخالفة للحوادث، والبقاء، والقيام بنفسه، وهذه الصفات كانت محل اتفاق بين المسلمين ولم يقع فيها خلاف. لأنها تعتبر الفاصل بين وحدة الوجود وتعدد الآلهة والتوحيد.
الصفات المعنوية: وهي سبع صفات: الحياة، والعلم، والإرادة، والقدرة، والكلام، والسمع، والبصر. وهذه الصفات حصل فيها اتفاق على أنها ليست غير الذات، ولكن حصل الخلاف بين فرق الإسلام في كونها زائدة أم عين الذات، وهل تؤول أم لا؟.
النفاة المعطلة وهم المعتزلة: ذهبوا إلى تأويلها وقالوا أنها عين الذات. وقالوا أن الله حي بحياة هو هو، وعالم بعلم هو هو، ومتكلم بكلام هو هو، وهكذا بقية الصفات المعنوية. ومعنى هذا نفي الفرق بين هذه الصفات لأنها كلها عين الذات. وهذا يؤدي إلى العدم لأنه لا يمكن إثبات ذات بدون صفات، ففي حالة جعل الصفات هي عين الذات معنى هذا أنه لا يمكن أن توجد هذه الذات مجردة من الصفات وتكون ذات مطلقة، ونعلم أنه لابد للذات من صفات تميزه عن غيره.
الصفاتية المثبتة وهم الأشاعرة والماتريدية والسلفية: ذهبوا إلى إثبات هذه الصفات وعدم تأويلها، وقالوا: أنها صفات زائدة على الذات، ولكن ليست غير الذات ولا قائمة بنفسها. ولكنها تضيف معنى لله عز وجل، فكونه تعالى عالما ليس ككونه مريدا أو متكلما. وهذا الحد الأدنى الذي يتفق عليه الأشاعرة والماتريدية والسلفية.
الصفات الخبرية: وهي: الاستواء، والعلو، والنزول، والوجه، واليد، والمجيء، والإتيان، وغيرها من الصفات التي أخبر الله عنها في القرآن، أو أخبر عنها الرسول صلى الله عليه وسلم. وهذه الصفات محل اختلاف بين الفرق الإسلامية حتى بين الصفاتية المثبتين:
المعتزلة والأشاعرة والماتريدية قالوا بنفي هذه الصفات وبوجوب تأويلها إلى معان أخرى. لأن إثبات هذه الصفات على ظاهرها يؤدي إلى محاذير كثيرة لا تليق بالله تعالى.
والسلفيون وهم أهل السنة قالوا بإثبات هذه الصفات كما وردت في القرآن والسنة وعدم تأويلها أو تعطيلها ولكن مع نفي التشبيه والتجسيم والتمثيل عن الله تعالى ((ليس كمثله شيء وهو السميع البصير)).
الحد الجامع بين متكلمي الصفات المثبتين هي الصفات المعنوية، والحد الجامع بين نفاة الصفات هي نفي الصفات المعنوية والخبرية وقبول الذاتية، والحد الجامع بينها جميعها (المثبتين والنفاة) هي الصفات الذاتية.
¥