تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أقول: إن موت الأنبياء الدنيوي لا يجوز إنكاره فقد قال الحق: {إنك ميت وإنهم ميتون}. ولكن ألم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلم أن الأنبياء السابقين (إبراهيم وموسى وداود) أحياء في قبورهم؟ فلماذا لم يسألهم ولم يخاطبهم ولم يفعل صحابته شيئاً من ذلك؟ فإن رسولنا لم يستغيث قبل موته بأحد من الأنبياء مع علمه بحياتهم البرزخية ولم يعلم أحد من أصحابه أن يستغيثوا بنبي من الأنبياء.

ألم تسمعي قول الحق في ذلك: فقد قال تعالى على لسان عيسى: {وكنت عليهم شهيداً ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شيء شهيد}.

دليل على أن الأنبياء وإن كانوا أحياء فإنهم لا يعودون شهداء على قومهم. وأنت تجعلين النبي شهيداً عليهم سواء في حياته أو بعد موته , كقول علوي المالكي (روحانية المصطفى حاضرة في كل مكان , فهي تشهد أماكن الخير ومجالس الفضل) الذخائر المحمدية 259 فكأنه يقول: وهو معكم أينما كنتم!

ويبطل ذلك قول النبي لجبريل عليه السلام: (ما منعك أن تزورنا أكثر مما تزورنا؟ فنزلت {وما نتنزل إلا بأمر ربك}. فإذا كان نزول جبريل لزيارة محمد لا تكون الا بأمر الله رب العالمين فكيف بنزول أرواح المشايخ واجتماعاتهم بالأحياء وادعاء الجهال مجيء الرسول مجالس الذكر. نسأل الله السلامة.

أقول: سبحان الله لا تفرقين يا زميلة بين الحي والميت , بل ساويت بين ذلك مخالفة كتاب الله سبحانه.

أما القرآن فيقول الحق: {وما يستوي الأحياء ولا الأموات}.

وعندكم يستوون. وقال المسيح عليه السلام {وكنت عليهم شهيداً ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم}.

وأما السنة فقد قال نبينا عند موته: (اللهم الرفيق الأعلى) ومن كان في الرفيق الأعلى فقد غاب عن الدنيا. غير أنك رحمك الله تجعلين النبي شهيداً عليهم في الدنيا والآخرة وفي القبر.

أقول: فتوحيدكم لا يصححه قرآن ولا سنة بل يشهدان بضد ذلك.

وأذكر كي بما قال القشيري: (كل توحيد لا يصححه الكتاب والسنة فهو تلحيد لا توحيد) رسالة السماع ضمن رسالة القشيري 62.

سوف أطرح موضوعك هذا تحت مرآة هذه الآية الكريمة قال الحق: {إن تدعوهم لا يسمعون دعاءكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم}. فلا هم يملكون ولا يسمعون كما قال لحق: {وهم عن دعائهم غافلون} ولا اذا سمعوا يستجيبون , ولكن الزميلة الفاضلة تخالف هذه الآية فيقول لسان حالها: بلى يسمعون ويجيبون ويخرجون من قبورهم فيقضون الحوائج ويكشفون الضر ثم إلى قبورهم يعودون ويملكون النفع والضر.

فهذه الآية قطعت طريق الشرك وسدت أبوابه أمام المشركين

فالداعي غير الله إنما يتعلق قلبه بالقبور:

1 - لما يرجوا فيها من حصول منفعة أو دفع مضرة وحينئذ: فلا بد أن يكون معتقداً أن هذا الولي يملك أسباب المنفعة. فنفى الله ذلك قائلاً {ولا يملكون مثقال ذرة}.

2 - أو أن يكون هذا الولي المدعو شريكاً مع الله. فنفى الله ذلك قائلا {وما لهم فيهما من شرك}.

3 - أو أن يكون وزيراً معاوناً لله ذا حرمة وقدر يمكن الانتفاع به عند المالك. فنفى الله ذلك وقال: {وما له منهم من ظهير}

4 - فلم يبق للمشرك إلا حجة واحدة يتعلق بها وهي الشفاعة فيقول: {هؤلاء شفعاؤنا عند الله} فنفى الله ذلك وقال: {ولا تنفع الشفاعة عنده إلا لمن أن له}. فنفى الله عن غيره النفع والضر والشراكة في الملك وامتلاك الشفاعة وإنما الشفاعة حق يملكه الله فلا يسألها من لا يملكها. وحتى إذا أعطي نبينا الشفاعة فإنه لا يشفع فيمن يشاء ولكن فيمن يأذن الله.

أقول: وأشبه من يدعو الأموات بالنصارى الذين يدعون مريم ابنة عمران.

فقد قال الحق: {وإذ قال الله يا عيسى بن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله} فالذين يدعون المقبورين وإن كانوا يعتقدون أن من يدعونه لا يخلق نفعاً إلا انه ما زالت هناك مشابهة بينهم وبين النصارى الذين يعتقدون أن مريم لا تخلق نفعاً ولكنهم يطلبون منها إن تشفع لهم عند الرب وتخلصهم وتقضي حوائجهم , فحكم الله بأنهم يؤلهونها لأنهم كانوا يدعونها مع الله كما في تفسير قوله تعالى: {قل ادعوا الذين زعمتم من دون الله فلا يملكون كشف الضر عنكم ولا تحويلا}.

آيتين قاطعتين:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير