تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[المسيطير]ــــــــ[16 - 03 - 06, 05:29 م]ـ

قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى:

أبتدأ المؤلف رحمه الله كتابه بالبسملة اقتداءً بكتاب الله عز وجل فإنه مبدوء بالبسملة، واتباعاً لحديث " كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه ببسم الله فهو أبتر " واقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم، فإنه يبدأ كتبه بالبسملة.

الجار والمجرور متعلق بمحذوف فعل مؤخر مناسب للمقام تقديره بسم الله أكتب أو أصنف.

- وقدرناه فعلاً: لأن الأصل في العمل الأفعال.

- وقدرناه مؤخراً لفائدتين:

الأولى: التبرك بالبداءة باسم الله سبحانه وتعالى.

الثانية: إفادة الحصر لأن تقديم المتعلق يفيد الحصر.

- وقدرناه مناسباً: لأنه أدل على المراد فلو قلنا مثلاً عندما نريد أن نقرأ كتاباً بسم الله نبتدئ ما يدري بماذا نبتدئ، لكن بسم الله أقرأ يكون أدل على المراد الذي أبتدئ به.

(ص17)

----

قوله:" اعلم ":

العلم: هو إدراك الشيء على ما هو عليه إدراكاً جازماً.

ومراتب الإدراك ست:

الأولى: العلم هو إدراك الشيء على ما هو عليه إدراكاً جازماً.

الثانية: الجهل البسيط وهو عدم الإدراك بالكلية.

الثالثة: الجهل المركب وهو إدراك الشيء على وجه يخالف ما هو عليه.

الرابعة: الوهم وهو إدراك الشيء مع احتمال ضد راجح.

الخامسة: الشك وهو إدراك الشيء مع احتمال مساوٍ.

السادسة: الظن وهو إدراك الشيء مع احتمال ضد مرجوح.

(ص18)

----

والعلم ينقسم إلى قسمين:

1 - ضروري.

2 - ونظري.

فالضروري ما يكون إدراك المعلوم فيه ضرورياً بحيث يضطر إليه من غير نظر ولا استدلال كالعلم بأن النار حارة مثلاً.

والنظري ما يحتاج إلى نظر واستدلال كالعلم بوجوب النية في الوضوء.

(ص18)

----

قوله: "معرفة دين الإسلام ":

1 - الإسلام بالمعنى العام: هو التعبد لله بما شرع منذ أن أرسل الله الرسل إلى أن تقوم الساعة كما ذكر عز وجل ذلك في آيات كثيرة تدل على أن الشرائع السابقة كلها إسلام لله عز وجل: قال الله تعالى عن إبراهيم:} ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة {{سورة البقرة، الآية: 128}.

2 - والإسلام بالمعنى الخاص: بعد بعثة النبي صلى الله عليه وسلم يختص بما بعث به محمد صلى الله عليه وسلم لأن ما بعث به النبي صلى الله عليه وسلم نسخ جميع الأديان السابقة فصار من أتبعه مسلماً ومن خالفه ليس بمسلم، فأتباع الرسل مسلمون في زمن رسلهم، فاليهود مسلمون في زمن موسى صلى الله عليه وسلم، والنصارى مسلمون في زمن عيسى صلى الله عليه وسلم، وأما حين بعث النبي محمد صلى الله عليه وسلم فكفروا به فليسوا بمسلمين.

(ص20)

----

قوله: " بالأدلة ": جمع دليل: وهو ما يرشد إلى المطلوب.

والأدلة على معرفة ذلك:

1 - سمعية.

2 - وعقلية.

فالسمعية: ما ثبت بالوحي وهو الكتاب والسنة.

والعقلية: ما ثبت بالنظر والتأمل.

(ص21)

-----

قوله:" الرابعة: الصبر على الأذى فيه ":

والصبر ثلاثة أقسام:

1 - صبر على طاعة الله.

2 - صبر عن محارم الله.

3 - صبر على أقدار الله التي يجريها:

- إما مما لا كسب للعباد فيه.

- وإما مما يجريه الله على أيدي بعض العباد من الإيذاء والاعتداء.

(ص25)

----

قوله: "والدليل على هذه المراتب الأربع قوله تعالى:} والعصر {أقسم الله عز وجل في هذه السورة بالعصر الذي هو الدهر وهو محل الحوادث من خير وشر، فاقسم الله عز وجل به على أن الإنسان كل الإنسان في خسر إلا من أتصف بهذه الصفات الأربع:

1 - الإيمان.

2 - والعمل الصالح.

3 - والتواصي بالحق.

4 - والتوصي بالصبر.

قال ابن القيم –رحمه الله تعالى-: جهاد النفس أربع مراتب:

إحداها: أن يجاهدها على تعلم الهدى ودين الحق الذي لا فلاح لها ولا سعادة في معاشها ومعادها إلا به.

الثانية: أن يجاهدها على العمل به بعد علمه. الثالثة: أن يجاهدها على الدعوة إليه وتعليمه من لا يعلمه.

الرابعة: أن يجاهدها على الصبر على مشاق الدعوة إلى الله وأذى الخلق ويتحمل ذلك كله الله.

فإذا أستكمل هذه المراتب الأربع صار من الربانيين" أ. هـ.

فالله عز وجل أقسم في هذه السورة بالعصر على أن كل إنسان فهو في خيبة وخسر مهما أكثر ماله وولده وعظم قدره وشرفه إلا من جمع هذه الأوصاف الأربعة:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير