الأول: الإستغاثة بالله عز وجل وهذا من أفضل الأعمال وأكملها وهو دأب الرسل وأتباعهم، ودليله ما ذكره الشيخ رحمه الله (إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم أني ممدكم بألف من الملائكة مردفين).
الثاني: الإستغاثة بالأموات أو بالأحياء غير الحاضرين القادرين على الإغاثة فهذا شرك؛ لأنه لا يفعله إلا من يعتقد أن لهؤلاء تصرفاً خفياً في الكون فيجعل لهم حظاً من الربوبية قال الله تعالى: (أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض أءله مع الله قليلاً ما تذكرون) {سورة النمل، الآية: 62}.
الثالث: الاستغاثة بالأحياء العالمين القادرين على الإغاثة فهذا جائز كالاستعانة بهم قال الله تعالى في قصة موسى: (فاستغاثة الذي من شيعته على الذي من عدوه فوكزه موسى فقضى عليه) {سورة القصص، الآية: 15}.
الرابع: الاستغاثة بحي غير قادر من غير أن يعتقد أن له قوة خفية مثل أن يستغيث الغريق برجل مشلول فهذا لغو وسخرية بمن استغاث به فيمنع منه لهذه العله، ولعلة أخرى وهي الغريق ربما أغتر بذلك غيره فتوهم أن لهذا المشلول قوة خفية ينقذ بها من الشدة.
(ص66)
----
المتن:" ودليل الذبح قوله تعالى: (قل إن صلاتي ونسكى ومحياى ومماتي لله رب العالمين * لا شريك له) {سورة الأنعام، الآيتين: 162،163} ومن السنة: "لعن الله من ذبح لغير الله".
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى:
الذبح: إزهاق الروح بإراقة الدم على وجه مخصوص ويقع على وجوه:
الأول: أن يقع عبادة: بأن يقصد به تعظيم المذبوح له والتذلل له والتقرب إليه فهذا لا يكون إلا لله تعالى على الوجه الذي شرعه الله تعالى، وصرفه لغير الله شرك أكبر، ودليله ما ذكره الشيخ رحمه الله وهو قوله تعالى: (قل إن صلاتي ونسكى ومحياي ومماتي لله رب العالمين * لا شريك له).
الثاني: أن يقع إكراماً لضيفٍ أو وليمة لعرسٍ أو نحو ذلك فهذا مأمور به إما وجوباً أو إستحباباً لقوله صلى الله عليه وسلم: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه" وقوله صلى الله عليه وسلم لعبد الرحمن بن عوف "أو لم ولو بشاة".
الثالث: أن يقع على وجه التمتع بالأكل أو الإتجار به ونحو ذلك فهذا من قسم المباح فالأصل فيه الإباحة لقوله تعالى: (أولم يروا أنا خلقنا لهم مما عملت أيدينا أنعاماً فهم لها مالكون * وذللناها لهم فمنها ركوبهم ومنها يأكلون) {سورة يس، الآيتين: 71، 72} وقد يكون مطلوباً أو منهياً عنه حسبما يكون وسيلة له.
(66 - 67)
ـ[المسيطير]ــــــــ[16 - 03 - 06, 05:46 م]ـ
المتن:" الأصل الثاني: معرفة دين الإسلام بالأدلة وهو: الإستسلام لله بالتوحيد والإنقياد له بالطاعة، والبراءة من الشرك وأهله ".
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى:
دين الإسلام وإن شئت فقل الإسلام هو:
- الاستسلام لله بالتوحيد.
- والأنقياد له بالطاعة.
- والبراءة من الشرك وأهله.
فهو متضمن لأمور ثلاثة.
(ص68)
----
المتن:" وهو ثلاث مراتب: الإسلام، والإيمان، والإحسان ".
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى:
بين المؤلف رحمه الله تعالى أن الدين الإسلامي ثلاث مراتب بعضها فوق بعض وهي:
1 - الإسلام.
2 - والإيمان.
3 - والإحسان.
(ص69)
----
المتن:" ودليل شهادة أن محمداً رسول الله قوله تعالى: (لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم) {سورة التوبة، الآية: 128}.
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى:
معنى شهادة "أن محمداً رسول الله" هو:
- الإقرار باللسان.
- والإيمان بالقلب.
بأن محمد بن عبد الله القرشي الهاشمي رسول الله – عز وجل – إلى جميع الخلق من الجن والإنس كما قال الله تعالى: (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون) {سورة الذاريات، الآية: 56}
ولا عبادة لله تعالى إلا عن طريق الوحي الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم كما قال تعالى: (تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيراً) {سورة الفرقان، الآية: 1}
ومقتضى هذه الشهادة:
- أن تصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما أخبر.
- وأن تمتثل أمره فيما أمر.
- وأن تجتنب ما عنه نهى وزجر.
- وأن لا تعبد الله إلا بما شرع.
¥