تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الأول: الإستعانة بالله وهي: الإستعانة المتضمنة لكمال الذل من العبد لربه، وتفويض الأمر إليه، واعتقاد كفايته وهذه لا تكون إلا لله تعالى ودليلها قوله تعالى: (إياك نعبد وإياك نستعين) ووجه الاختصاص أن الله تعالى قدم المعمول (إياك) وقاعدة اللغة التي نزل بها القرآن:

أن تقديم ما حقه التأخير يفيد الحصر والاختصاص وعلى هذا يكون صرف هذا النوع لغير الله تعالى شركاً مخرجاً عن الملة.

الثاني: الإستعانة بالمخلوق على أمر يقدر عليه فهذه على حسب المستعان عليه:

- فإن كانت على بر فهي جائزة للمستعين مشروعة للمعين لقوله تعالى: (وتعاونوا على البر والتقوى) {سورة المائدة، الآية: 2}.

- وإن كانت على إثم فهي حرام على المستعين والمعين لقوله تعالى: (ولا تعاونوا على الإثم والعدوان) {سورة المائدة الآية: 2}

- وإن كانت على مباح فهي جائزة للمستعين والمعين لكن المعين قد يثاب على ذلك ثواب الإحسان إلى الغير ومن ثم تكون في حقه مشروعة لقوله تعالى: (وأحسنوا إن الله يحب المحسنين) {سورة البقرة، الآية: 195}

الثالث: الاستعانة بمخلوق حي حاضر غير قادر فهذه لغو لا طائل تحتها مثل أن يستعين بشخص ضعيف على حمل شيء ثقيل.

الرابع: الإستعانة بالأموات مطلقاً أو بالأحياء على أمر غائب لا يقدرون على مباشرته فهذا شرك لأنه لا يقع إلا من شخص يعتقد أن لهؤلاء تصرفاً خفيا في الكون.

الخامس: الإستعانة بالأعمال والأحوال المحبوبة إلى الله تعالى وهذه مشروعة بأمر الله تعالى في قوله: (أستعينوا بالصبر والصلواة) {سورة البقرة، الآية: 153}.

(ص62)

----

المتن:" ودليل الإستعاذة قوله تعالى: (قل أعوذ برب الفلق)، و (قل أعوذ برب الناس) "

قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى:

الإستعاذة: طلب الإعاذة، والإعاذة: الحماية من مكروه، فالمستعيذ محتمٍ بمن أستعاذ به ومعتصم به.

والاستعاذة أنواع:

الأول: الإستعاذة بالله تعالى وهي المتضمنة لكمال الافتقار إليه والاعتصام به واعتقاد كفايته وتمام حمايته من كل شيء حاضر أو مستقبل، صغير أو كبير، بشر أو غير بشر ودليلها قوله تعالى (قل أعوذ برب الفلق * من شر ما خلق) إلى آخر السورة وقوله تعالى: (قل أعوذ برب الناس * ملك الناس * إله الناس* من شر الوسواس الخناس) إلى آخر السورة.

الثاني: الإستعاذة بصفة من صفاته ككلامه وعظمته وعزته ونحو ذلك ودليل ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: "أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق"، وقوله: "أعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي"، وقوله: في دعاء الألم: " أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر "، وقوله: " أعوذ برضاك من سخطك"، وقوله صلى الله عليه وسلم حين نزل قوله تعالى: (قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذاباً من فوقكم) {سورة الأنعام، الآية: 65} فقال: "أعوذ بوجهك".

الثالث: الإستعاذة بالأموات أو الأحياء غير الحاضرين القادرين على العوذ فهذا شرك ومنه قوله تعالى: (وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقاً) {سورة الجن، الآية: 6}

الرابع: الإستعاذة بما يمكن العوذ به من المخلوقين من البشر أو الأماكن أو غيرها فهذا جائز ودليله قوله صلى الله عليه وسلم في ذكر الفتن: "من تشرف لها تستشرفه ومن وجد ملجأ أو معاذاً فليعذ به" متفق عليه، وقد بين صلى الله عليه وسلم هذا الملجأ والمعاذ بقوله: "فمن كان له إبل فليلحق بإبله " الحديث رواه مسلم، وفي صحيحه أيضاً عن جابر رضي الله عنه أن امرأة من بني مخزوم سرقت فأتى بها النبي صلى الله عليه وسلم فعاذت بأم سلمة .... الحديث، وفي صحيحه أيضاً عن أم سلمة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يعوذ عائذ بالبيت فيبعث إليه بعث" الحديث.

ولكن إن استعاذ من شر ظالم وجب إيواؤه وإعاذته بقدر الإمكان، وإن استعاذ ليتوصل إلى فعل محظور أو الهرب من واجب حرم إيواؤه.

(ص64)

ـ[المسيطير]ــــــــ[16 - 03 - 06, 05:44 م]ـ

المتن:" ودليل الإستغاثة قوله تعالى: (إذ تستغيثون ربكم فأستجاب لكم ({سورة الأنفال، الآية: 9} ".

قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى:

الإستغاثة: طلب الغوث وهو: الإنقاذ من الشدة والهلاك، وهو أقسام:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير