تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

2 - قال ابن منده في كتابه "التوحيد": أخبرنا محمد بن أبي جعفر السرخسي ثنا محمد بن سلمة البلخي ثنا بشر بن الوليد القاضي عن أبي يوسف القاضي (يعقوب بن إبراهيم بن حبيب الكوفي صاحب أبي حنيفة المتوفى سنة 182ه) أنه قال: ليس التوحيد بالقياس، ألم تسمع إلى قول الله عز وجل في الآيات التي يصف بها نفسه أنه عالم قادر، مالك، ولم يقل: إني عالم قادر، لعلة كذا أقدر، بسبب كذا أعلم، وبهذا المعنى أملك، فلذلك لا يجوز القياس في التوحيد، ولا يعرف إلا بأسمائه، ولا يوصف إلا بصفاته، وقد قال الله تعالى في كتابه: يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون الآية، وقال: أولم ينظروا في ملكوت السموات والأرض وما خلق الله من شيء، وقال: إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار والفلك التي تجري في البحر الآية.

قال أبو يوسف: لم يقل الله: انظر كيف أنا ... وكيف أنا القادر وكيف أنا الخالق، ولكن قال: انظر كيف خلقت، ثم قال: والله خلقكم ثم يتوفاكم، وقال: وفي أنفسكم أفلا تبصرون أي تعلم هذه الأشياء، لها رب يقلّبها ويبديها ويعيدها، ... مُكوَّنٌ ولك مَن كونك، وإنما دلَّ الله عز وجل خلقه بخلقه ليعرفوا أن لهم ربا يعبدونه ويطيعونه ويوحدونه، ليعلموا أنه مكونهم، لا هم كانوا، ثم تسمَّى، فقال: أنا الرحمن، وأنا الرحيم وأنا الخالق وأنا القادر وأنا المالك، ... هذا الذي كونكم يُسمى المالك القادر الله الرحمن الرحيم، بها يوصف.

ثم قال أبو يوسف: يُعرف الله بآياته وبخلقه، يُوصف بصفاته، ويُسمى بأسمائه كما وصف في كتابه، وبما أدَّى إلى الخلق رسوله.

ثم قال أبو يوسف: إن الله عز وجل خلقك وجعل فيك آلات وجوارح، عجز بعض جوارحك عن بعض، وهو ينقلك من حال إلى حال، لتعرف أن لك ربا، وجعل فيك نفسك عليك حجة بمعرفته تعرف بخلقه، ثم وصف نفسه فقال: أنا الرب وأنا الرحمن، وأنا الله وأنا القادر، وأنا المالك، فهو يوصف بصفاته ويُسمى بأسمائه، قال الله تعالى: قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أيا ما تدعوا فله الأسماء الحسنى، وقال: ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه، وقال: ((لَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير