تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فإن هؤلاء: غاية ضررهم موت الانسان او ذهاب ماله، وهذه مصيبة في دنياه قد تكون سببا لرحمته في الاخرة، واما هؤلاء: فيسقون الناس شراب الكفر والالحاد في آنية انبياء الله واوليائه، ويلبسون ثياب المجاهدين في سبيل الله، وهم في الباطن من المحاربين لله ورسوله، ويظهرون كلام الكفار والمنافقين، في قوالب الفاظ اولياء الله المحققين، فيدخل الرجل معهم على ان يصير مؤمنا وليا لله، فيصير منافقا عدوا لله' (الفتاوى 2/ 359).

ما وراء إحياء أفكار ابن عربي

قال الشيخ محمد الغزالي، رحمه الله 'وفي هذه الايام يوجد تعاون بين قسم الدراسات الاسلامية في السوربون وبين المسؤولين عن العلوم والآداب والفنون عندنا على اخراج كتاب 'الفتوحات المكية' في بضعة وثلاثين سفرا، في نسخ انيقة فاخرة لتيسير تداولها بين الناس ولنشر فكر ابن عربي الذي تحتاج اليه اوروبا في هذه الايام.

والسعي لاحياء افكار ابن عربي جزء من تضليل امتنا وتعتيم الرؤية امامها، او هو عرض لدين مائع يسوي بين المتناقضات إذ قلب ابن عربي ـ كما وصف نفسه ـ ديرا لرهبان وبيتا لنيران وكعبة أوثان، إنه تثليث وتوحيد ونفي واثبات، هذا الكلام الغث هو قرة عين الصليبيين وامثالهم وهو ما يراد الآن نشره على اوسع نطاق.

ان علماء الازهر في العصر الايوبي انكروا تفكير هذا الرجل وحكموا بكفره واودع السجن ليلقي جزاءه لكن اصدقاءه نجحوا في تهريبه'. (تراثنا الفكري ص: 72/ 74).

وقال الباحث الموسوعي الدكتور عبدالوهاب المسيري: 'العالم الغربي الذي يحارب الاسلام، يشجع الحركات الصوفية ومن اكثر الكتب انتشارا الآن في الغرب مؤلفات محيي الدين بن عربي واشعار جلال الدين الرومي وقد اوصت لجنة الكونغرس الخاصة بالحريات الدينية بأن تقوم الدول العربية بتشجيع الحركات الصوفية'.

شبهات المدافعين عنه:

والمدافعون عن ابن عربي اما ان يكونوا جاهلين بحاله، او هم على شاكلته. ومما دافعوا به عن قولهم ان كلماته وعباراته جاءت على وجه الشطح والسكر وغلبة الوجد، او انها عبارات دقيقة ومعان عميقة لا يعلمها الا المتخصصون الراسخون في العلم او انها مدسوسة عليه وكل هذه الاقوال من الكذب والتلبيس، اما انها شطح وغلبة سكر، وكتبها في غير صحو ووعي فكذب فإنها كتب مدونة، مقسمة الابواب منسقة الفصول، مسبوكة العبارة، ومن طالعها لم يشك في مكر وخبث مصنفها وقد ملأ كل صفحة فيها بكفره.

واما قولهم كتب بلغة لا يفهمها إلا أهلها، فكذب مبين، فإنها مكتوبة شعرا ونثرا بعربية فصيحة بمعاني محددة ومفصلة ظاهرها وباطنها الكفر والزندقة، ولا يخفى معناها إلا على جاهل لا علم له بلغة العرب، وقد علم ما فيها علماء الإسلام ممن قرأوها، وخبروها، وعلموا مراد صاحبها على الحقيقة.

ورحم الله نور الدين البكري الشافعي إذ يجيب على هذه الشبهة بقوله: 'وإن كان قائلها لم يرد ظاهرها فهو كافر بقوله ضال بجهله، ولا يعذر بتأويله لتلك الألفاظ إلا ان يكون جاهلا للاحكام جهلا تاما عاما ولا يعذر بجهله لمعصيته لعدم مراجعة العلماء والتصانيف على الوجه الواجب من المعرفة في حق من يخوض في أمر الرسل ومتبعيهم، أعني معرفة الأدب في التعبيرات على أن في هذه الألفاظ ما يتعذر او يتعسر تأويله، بل كلها كذلك، وبتقدير التأويل على وجه يصح في المراد فهو كافر بإطلاق اللفظ على الوجه الذي شرحناه' (مصرع التصوف ص: 144).

وقال أبو حامد الغزالي: 'فإن الألفاظ إذا صرفت عن مقتضى ظواهرها بغير اعتصام فيه بنقل عن صاحب الشرع ومن غير ضرورة تدعو إليه من دليل العقل اقتضى ذلك بطلان الثقة بالألفاظ وسقط به منفعة كلام الله تعالى وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم'. (احياء علوم الدين ج1 - ص: 37).

واما انها مدسوسة عليه فكذب، وقد شهد معاصروه عليه بها، ومازال المدافعون عنه يفخرون بنسبة الفتوحات والفصوص إليه ويمتدحونه بها.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير