تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فقد اطلعت على مقال لحمد سنان في جريدة «الوطن» بتاريخ 20/ 5/2006 تحت عنوان «محطات على طريق المقالات» فوجدته قد تكلم كثيرا وكثيرا بعد طول صمت كما يقول، وليته استمر في سكوته، بدلا من تلبيسه الحق بالباطل، وخوضه فيما يخالف الكتاب والسنة وما كان عليه سلف الامة، وكلامي معه ومع من يوافقه في معتقده سيكون مستندا الى الدليل من الكتاب والسنة، وما كان عليه سلف الأمة من الصحابة والتابعين، والى الاصول والقواعد الشرعية المأخوذة من الوحيين، فأقول مستعينا بالله:

اولا: مدحك للصوفية

وقولك «لست صوفيا وان شرفني ان انسب اليها او ان اصنف من متبعيها او موافقيها، كيف لا ولهم من المناقب والمحامد ما ينحدر عنه السيل، ولا يرتقي اليه الطير؟!» فلي معك وقفات:

الاولى: اننا لما حكمنا على الصوفية والتصوف بالضلال والانحراف، لم نحكم به الا من واقع حالهم، ومما سطرته اقلامهم في كتبهم، ولم نأت بشيء نفتريه من عند انفسنا، كيف وقد حرم الله عز وجل ذلك، وهذا هو الانصاف في الحكم على الاشخاص والطوائف، ولعلي اسوق بعض كلام الصوفية من كتبهم وأدع القارىء يحكم بنفسه، ويزن اقوالهم بما يعرف من ضروريات الاسلام:

فاذا نظرت الى عقيدتهم في الله، فأعلى المقامات عندهم هو ان يتحد الخالق والمخلوق حتى يصيرا شيئا واحدا، وليس هذا القول قول بعضهم، بل هو مما استقر عليه مذهبهم، وتأمل ما يقوله الغزالي الذي سماه حمد سنان بحجة الاسلام في كتابه «احياء علوم الدين»: (للتوحيد مراتب ... والرابعة: ان لا يرى في الوجود الا واحدا، وهي مشاهدة الصديقين وتسمية الصوفية الفناء في التوحيد، لانه من حيث لا يرى الا واحدا فلا يرى نفسه ايضا، واذا لم ير نفسه لكونه مستغرقا بالتوحيد كان فانيا عن نفسه في توحيده، بمعنى انه فني عن رؤية نفسه والخلق ... ثم يتكلم عن مراتب الموحدين في كل مرتبة فيقول: والرابع موحد بمعنى انه لم يحضر في شهوده غير الواحد، فلا يرى الكل من حيث انه كثير، بل من حيث انه واحد، وهذه هي الغاية القصوى في التوحيد، فان قلت: كيف يتصور ان لا يشاهد الا واحد وهو يشاهد السماء والارض وسائر الاجسام المحسوسة وهي كثيرة، فكيف يكون الكثير واحدا؟ فاعلم ان هذه غاية علوم المكاشفات، واسرار هذا العلم لا يجوز ان تسطر في كتاب، فقد قال العارفون: افشاء سر الربوبية كفر)، وقال ابن عربي الملحد والذي يقول عنه د. محمد عبدالغفار الشريف انه طود شامخ وامام عظيم ويلقبه بالشيخ الاكبر، فتأمل ما يقول في بيان ان لا فرق بين الخالق والمخلوق في كتابه «فصوص الحكم»: (ان الله لا ينزه عن شيء، لان كل شيء هو عينه وذاته، وان من نزهه عن الموجودات قد جهل الله ولم يعرفه، اي جهل ذاته ونفسه ... الى ان قال: اعلم ان التنزيه عن اهل الحقائق في الجانب الإلهي عين التحديد والتقييد فالمنزه اما جاهل واما صاحب سوء أدب). وقال ايضا: (ومن اسمائه العلي: على من، وما ثم الا هو، فهو العلي لذاته او عن ماذا؟ وما هو الا هو، فعلوّه لنفسه، ومن حيث الوجود فهو عين الموجودات فالمسمى محدثات هي العلية لذاتها وليس الا هو). فانظر ايها القارىء عقيدة امام الصوفية الاكبر والملقب بالكبريت الاحمر، الذي يجعل كل شيء في الوجود هو الله، وهذا الذي يسميه الغزالي «سر الربوبية».

واما عقيدتهم في النبي صلى الله عليه وسلم فقد قال البيطار في كتاب النفحات الاقدسية: (شأن محمد في جميع تصرفاته شأن الله، فما الوجود الا محمد ... الى ان قال: لا يدري لحقيقته غاية، ولا يعلم لها نهاية، فهو من الغيب الذي نؤمن به) وقال عمر الفوني في «رماح حزب الرحيم»: (انه صلى الله عليه وسلم يحضر كل مجلس، او مكان اراد بجسده وروحه، وانه يتصرف، ويسير كيف شاء في اقطار الارض والملكوت)

واما عقيدتهم في الأولياء فأعجب العجب، اذ جعلوا للولي صفات الله تبارك وتعالى عما يقولونه علوا كبيرا. ورئيس الاولياء عندهم الملقب بالقطب الاكبر او الغوث، وهو الذي بيده ملكوت كل شيء ويعينه اربعة اوتاد، لكل ربع من العالم وتد، ثم الابدال السبعة لكل قارة واحد، ثم النجباء وهم سبعون ثم النقباء وهم ثلاثمائة لكل مدينة واحد.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير