تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قال التيجاني صاحب الطريقة التيجانية المشهورة في المغرب الاسلامي عن القطب الاكبر: (ان حقيقة القطبانية، هي الخلافة العظمى عن الحق مطلقا في جميع الوجود جملة وتفصيلا) (جواهر المعاني لعلي بن حرازم)، ويقول عبدالعزيز بن مسعود الدباغ في «الابريز» عن الولي عند الصوفية: (رأيت وليا بلغ مقاما عظيما، وهو انه يشاهد المخلوقات الناطقة والصامتة، والوحوش والحشرات والسماوات ونجومها والارضين، وكرة العالم بأسرها تستمد منه، ويسمع اصواتها وكلامها في لحظة واحدة، ويمد كل واحد بما يحتاجه، ويعطيه ما يصلحه من غير ان يشغله هذا عن ذاك). وقال ابن عربي في الفصوص: (قال ابو السعود «ان الله اعطاني التصرف منذ خمس عشرة سنة، وتركناه تظرفا» ويعلق ابن عربي: وأما نحن، فما تركناه تظرفا وانما تركناه لكمال المعرفة)، وقال علي بن حرازم في «جواهر المعاني» متحدثا عن الولي الذي استخلفه الله: (انه خليفة يملكه الله كلمة التكوين متى قال للشيء: كن، كان من حينه). وقال ايضا عن شيوخهم واوليائهم بان لهم: (التصرف التام والحكم الشامل العام في جميع المملكة الالهية، وله بحسب ذلك الامر والنهي والتقرير والتوبيخ والحمد والذم). والاولياء عندهم يحيون الموتى، فقد ذكر القشيري عن التستري انه قال: (ان الذاكر لله على الحقيقة لو هم ان يحيي الموتى لفعل).

وقال يوسف بن الحسين الرازي كما في طبقات الصوفية للسلمي: (نظرت في آفات الخلف، فعرفت من أين اتوا، ورأيت آفة الصوفية في صحبة الاحداث، ومعاشرة الأضداد، وأرقاق النسوان). وقال ايضا في المصدر نفسه: لعاهدت ربي اكثر من مائة مرة، الا اصحب حدثا، ففسخها على حسن الخدود، وقوام القدود، وغنج العيون، وما سألني الله تعالى معهم عن معصية). ويقول الشعراني في طبقات الصوفية عن أحد اوليائهم وهو ابو خودة: (وكان رضي الله عنه اذا رأى امرأة، او أمردا راوده عن نفسه، وحسس على مقعدته سواء كان ابن أمير او ابن وزير ولو كان بحضرة والده او غيره، ولا يلتفت الى الناس)، والأمثلة على هذا الانحراف والفساد في اقوالهم كثيرة، وكلامهم جدا في الدعوة الى الشرك بالله والاستغاثة بالاموات وغير ذلك كثير، لا يسع المجال لذكره، هذا هو كلامهم من كتبهم المعتمدة والمشهورة، لم نأت بشيء من عند أنفسنا.

الثانية: اننا لم ننفرد نحن فقط بالحكم على الصوفية بالضلال، بل قد سبقنا اليه من هم أخبر بحالهم منا، وأنا أكتفي هنا بنقل بعض كلام السلف دون من بعدهم حتى يقف القارىء على حقيقة الصوفية، قال الشافعي: (لو ان رجلا تصوف اول النهار، لا يأتي الظهر حتى يصير أحمق).

وقال: (ما لزم احد الصوفيين اربعين يوما فعاد عقله ابدا). وقال عبدالملك بن زياد النصيبي: (كنا عند مالك فذكرت له صوفيين في بلادنا فقلت له: يلبسون فواخر ثياب اليمن ويفعلون كذا، قال: ويحك ومسلمين هم). وقال وكيع: (سمعت سفيان يقول: سمعت عاصما يقول: ما زلنا نعرف الصوفية بالحماق الا انهم يستترون بالحديث). وقال عاصم: (قال لي وكيع: لم تركت حديث هشام. قلت: صحبت قوما من الصوفية، وكنت بهم معجبا، فقالوا: ان لم تمح حديث هشام قاطعناك. فأطعتهم. قال ان فيهم حمقا). وقال يحيى بن يحيى: (الخوارج أحب إلي من الصوفية). وحذر احمد من مجالستهم وقد سمع كلام الحارث المحاسبي وهو من كبار الصوفية فقال لصاحب له: (لا أرى لك ان تجالسهم). وقال لآخر (إياك والحارث المحاسبي ـ كررها ثلاثا). وقال سعيد بن عمرو البردعي: شهدت ابا زرعة وسئل عن الحارث المحاسبي وكتبه فقال للسائل: (اياك وهذه الكتب، هذه الكتب كتب بدع وضلالات، عليك بالأثر فانك تجد فيه ما يغنيك عن هذه الكتب، قيل له: في هذه الكتب عبرة. قال: من لم يكن له في كتاب الله عز وجل عبرة فليس له في هذه الكتب عبرة، بلغكم ان مالك بن انس وسفيان الثوري والاوزاعي والأئمة المتقدمة صنفوا هذه الكتب في الخطرات والوساوس وهذه الاشياء، هؤلاء قوم خالفوا اهل العلم يأتوننا مرة بالحارث المحاسبي، ومرة بعبدالرحيم الدبيلي، ومرة بحاتم الاصم، ومرة بشقيق، ثم قال: ما اسرع الناس الى البدع)

فهذا كلام أئمة السلف، فهل تراهم افتروا على الصوفية؟؟

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير