بعد إذنكم: أنا سأنقل لكم الآن كلام الذهبي و من نفس المصدر الذي نقل منه الدكتور محمد:
قال الذهبي في تاريخ الإسلام بعد أن حكى شيئاً من كلام ابن عربي في وحدة الوجود: " تعالى الله عما يقول –يعني ابن عربي- علواً كبيراً، أستغفر الله و حاكي الكفر ليس بكافر "، فاستغفر الله من حكاية هذا الكفر.
و كفّر الحافظ الذهبي ابن عربي إن مات على أقواله المسطّرة في كتبه، يقول في السير (23/ 48): "و من أردإ تواليفه كتاب الفصوص، فإن كان لا كفر فيه؛ فما في الدنيا كفرٌ ... نسأل الله العفو و النجاة، فواغوثاه بالله ".
و يذكر الذهبي في ميزان الاعتدلال (3/ 660): أن المؤمن الذي يقف على كلام ابن عربي يعرف أن هذه النحلة من أكفر الكفر.
فهذا هو رأي الذهبي في هذا الشخص و في نحلته.
ثانياً: و أما قول الدكتور محمد إن الصفدي من تلاميذ ابن تيمية؛ ففيه أمرٌ يلزم توضيحه:
و هو أن الصفدي يعتبر من الطاعنين في شيخ الإسلام ابن تيمية و في مؤلفاته.
و تلاميذ شيخ الإسلام ابن تيمية لا يعرف عنهم أنهم صرفوا في حقه كلمةً عوراء، فيها إساءة أدب طالب العلم مع شيخه و أستاذه، و لقد عاب العلامة الدماميني فيما عابه على الصفدي هذا الأسلوب المشين مع شيخ الإسلام، فقد كان الصفدي كثيراً ما يلوّح بتقدمه على شيخ الإسلام، و ينسبه إلى العجز في أمور سهلة هي أوضح من أن تخفى على مثل ابن تيمية رحمه الله!
و على العكس من ذلك نجدهُ من الشخصيات التي أظهرت العداوة لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، و الصفدي لم يكن ملازماً لابن تيمية، و إنما كانت ملازمته لخصوم ابن تيمية من الصوفية الذين يعظمون ابن عربي و غيره، إلا أن الصفدي –و لا شك – أنه قد انتفع كما يَذكر بحضور مجالس شيخ الإسلام ابن تيمية، و لكن حضور الزائرين لا حضور الملازمين.
و قال الدكتور: " إن ظهور هذه الآراء المتضادة في ابن عربي ينبئ عن عمق شخصيته ".
قلتُ: الذين خالفوا أهلَ العلم في هذا " ليس لهم من الفضل ما يجوّز تقليدهم خصوصاً مع ما علم من مذهب ابن عربي من الخروج عن الشرائع "، " فالترجيح معناه إما بزيادة العدد، أو بزيادة الفضل، أو بالإجماع، على أن الجرح في الشخص مقدمٌ على التعديل له عند التعارض، و شهادة كلام ابن عربي في الفصوص قاضية فاصلة "، (تسفيه الغبي / إبراهيم الحلبي).
فهذا ما أحببت أن أنبه عليه، و الله أعلم، و صلى الله على نبينا محمد و على آله و صحبه و التابعين.
ـ[أبو فالح عبدالله]ــــــــ[20 - 08 - 06, 02:32 ص]ـ
و فيك بارك أخي أبا عبد الله و عليك، و نفع بك الإسلام و المسلمين.
ـ[أبو عبدالله الأثري]ــــــــ[24 - 10 - 06, 05:31 ص]ـ
استكمالا لوضع الردود حول الموضوع هذا مقال للشيخ أحمد الكوس نشره في جريدة الوطن:
بين العلامة عبدالعزيز الرشيد والدكتور عبدالغفار الشريف
كتب: أحمد عبدالرحمن الكوس
تذكرت سيرة علماء الكويت كالشيخ عبدالعزيز الرشيد وعبدالله الخلف الدحيان ويوسف بن عيسى القناعي، حيث بذلوا جهودا كبيرة في محاربة الخرافات والبدع والعودة الى الكتاب والسنة ومنهج السلف الصالح.
ويكفي العلامة عبدالعزيز الرشيد فخرا ما بذله من جهود في الامامة والخطابة وتأليف الرسائل النافعة في محاربة البدع والخرافات.
ويذكر في كتابه تاريخ الكويت ان أحد المعلمين جاء الى الكويت وهو يدعي العلم وبعد فترة اكتشف أهل الكويت انه حتى الصلاة لا يصلي وتبين انه من الطائفة البهائية «حسب علمي» لذلك فضحه الشيخ الرشيد وشنّع عليه وعلى غيره من اهل البدع والخرافات.
ويكفي ان نعرف ان اول مجلة اصدرها العلامة الرشيد كانت بعنوان «التوحيد» وهذا دليل على اهتمامه بالعقيدة، وقد اطلعت على العدد الاول فوجدته يشرح اقسام التوحيد الثلاثة التي توضح اهمية العقيدة والتوحيد وإفراد العبادة لله وحده وخطر الشرك وعبادة غير الله تعالى.
وقد سافر الرشيد الى العراق والتقى العلامة الآلوسي وقرّض احد كتبه حول التبرج والسفور وكان اول كتاب يطبع في العراق.
ثم سافر الى مصر والاحساء ومكة والمدينة لطلب العلم وفي اخر حياته دعاه الملك عبدالعزيز آل سعود ر حمه الله لحج بيت الله الحرام وأهداه نسخة من كتاب شرح العقيدة الطحاوية «السلفية».
¥