تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

إن أخذها من مصادرها ولم يكن مُتمكناً في طلب العلم ستصبح عنده ربكة لا يستطيع التعامل معها، هذا القول لهذا الإمام هل هو موافق لما يقوله المحققون أو غير موافق، ما جواب الإشكال المتعلق به الخ، وهذه هي الإشكالية التي نراها في ظاهرة عدم الإستفادة من كتب السلف القديمة إلا كمصادر، السبب هو هذا، هو أنه يريد أن يأخذ هذه الكتب مع أنه بحاجة ماسة إلى كتب التحقيق يعني نعني بها كتب التحقيق الكتب التي رجعت إلى تلك الكتب وحققت في المسائل التي وقع فيها الخلاف وقع فيها الإشكال تنازع فيها الناس صار فيها نقاش طويل عريض تحتاج المسألة فيها إلى تحقيق دقيق، فالواجب بالنسبة لطالب العلم هو ما يلي بالنسبة لهذه القضية سأذكر فيها نقطتين مهمتين:

أما النقطة الأولى: فهي أنا أُرجح أن يبتدأ طالب العلم بتحقيق المسائل يعني الكتب العقدية التي حققت المسائل مثل ما كتبه الأئمة رحمهم الله تعالى كإبن قدامة أو شيخ الإسلام ابن تيمة في بعض رسائله ونحو ذلك، فنقول إن كتب هؤلاء تُعتبر كتب تحقيق يعني أنها جاءة بعد استقراء للأدلة والأقوال وأقوال الأئمة ونحو ذلك فينطلق منها ثم بعد التحقيق لا بأس أن يقرأ في كتب السلف رحمهم الله تعالى، فيبتدأ بالكتب التي حققت حتى يُصبح لديه شيء من الفهم الصحيح للمسائل، وتُشبه هذه القضية تماماً قضية أخذ الأحكام الشرعية لو أراد انسان أن يأخذ الأحكام الشرعية من الكتاب والسنة بدون قواعد في أُصول الفقه وبدون قواعد الفقهاء ونحو ذلك فممكن يستفيد لكن سيجد اشكالات سيجد أن هناك قضايا ربما تتعارض عنده من ناحية الدلالة لا يستطيع لوحده أن يجد لها جواباً، لكن كون طالب العلم يعتمد الكتاب والسنة أصلاً ولكن يستفيد من كتب المحققين في هذه المسائل فتكون عنده خلفية أُصوليه يعرف فيها مراتب الأدلة ونحو ذلك، تكون عنده خلفية أيضاً فقهية يعرف فيها منطلقات الفقهاء رحمهم الله تعالى، هنا ستكون استفادته من كتب السنة استفادة يعتمد فيها على الدليل يُرجح فيها دون أن يقع في خلل في أصل عظيم، كذلك أيضاً فيما يتعلق بمسائل العقيدة كما ذكرت لكم قبل قليل.

ننتقل بعد هذا إلى فقرة أُخرى وهي قراءة الكتب المخالفة للعقيدة، هل يقرأ طالب العلم كتب المخالفين أو لا يقرأها؟

مسألة يعني ما بين من يقول لا ينبغي للإنسان أن يقرأ كتب المخالفين لأنها تُثير الشُبه الخ، وبين من يقول لا، يجب أن يكون الإنسان حرٌ في طريقة أن يقرأ لأنه متمكن من عقيدته ودينه ونحو ذلك، وفي الفترة الأخيرة للأسف الشديد يعني كثر تداول أن طالب العلم ينبغي أن يفتح نفسه على المذاهب الأخرى وكتب الآخرين ويكون مُنفتحاً عليها تمام الإنفتاح الخ وهي مبنية على مسألة سبقت قد أشرنا إليها قبل قليل تتعلق بالحريات وسماع الرأي الآخر.

حقيقة انتبهوا معي إلى هذه المسألة القراءة في كتب المذاهب الأخرى طبعاً لها أحوال ويختلف أمامها طلاب العلم أحياناً تكون قراءة واجبة ليجد الرد على هذه الفتنة أو هذه المقالة التي هجمت على المسلمين وتؤثر على دينهم وعقيدتهم فتحتاج الأمة إلى من يُدافع ومن يصدها ومن يردها وهذه لا تتم إلا بالقراءة والمناقشة، وأحياناً تكون هذه الديانة بعيدة جداً عن المسلمين لا أثر لها عليهم فلا حاجة إلى اقحام المسلمين بها ولا حاجة إلى القراءة، وكم من ديانات تُعد بالمئات موجودة اليوم والله لا حاجة للمسلم في أن يقرأ عنها شيئاً إلا من باب الثقافة أن الديانة الفلانية فيها كذا وكذا لكن أن يقرأ في كتبها أو أن يقرأ في عقائدها ونحو ذلك لاحاجة إلى ذلك، وهناك أشياء بين بين وخاصةً مع العولمة والإنترنت والمحطات الفضائية وغيرها فإنه كثر وللأسف الشديد تداخل الأفكار والمقالات والمذاهب ونحو ذلك وهنا يأتي القضية التي أُريد أن أتحدث عنها وهي:

هل يقرأ الإنسان في كتب المخالفين أو لا يقرأ؟

هذه سأبنيها على قاعدتين:

القاعدة الأولى: هي أن الإنسان لا يقرأ في كتب المخالفين إلا إذا كان مؤصلاً وعند الحاجة إلى ذلك، شرطان:

الشرط الأول: أن يكون مؤصلاً.

الشرط الثاني: أن تكون هناك حاجة ماسة إلى ذلك.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير