تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

يا أخي كلامك ظاهر في أن من أراد الاستزادة من الأدلة على أن ابن كثير وقع في التأويل فليرجع إلى كلام الشيخ عبدالآخر الغنيمي في كتابه (عقيدة الحافظ ابن كثير بين التفويض والتأويل).

يا أخي اتق الله، فحالك لا يخلو من أمرين:

إما أنك لم تقرأ الكتاب، وهذه مصيبة، فكيف تحيل عليه وأنت لم تقرأه، بل تتحدى به في إثبات ما قلت.

وإما أنك قرأته، فالمصيبة أعظم، إذ أن الشيخ دافع عن الحافظ ابن كثير، ورد على الشبهات التي استدل بها محمد عادل عزيزة، وهي عين ما استدللت به وزيادة.

وأرجو أن يكون حالك الأول, مع أنه كما قيل: أحلاهما مر.

قال الأخ باز: "وقضية تأويل السلف أوسع من ابن كثير فتمهل ولا تتعجل".

هذا الكلام أشد من كلامك في ابن كثير، إذ فيه نسبة التأويل للسلف،وهذه النسبة لا شك أنها أخطر وأعظم من الأولى.

ولا أحسن جوابا من جواب شيخ الإسلام ابن تيمية على هذه الشبهة حيث قال رحمه الله في مناظرته لأهل البدع المؤولة: "ولهذا لما اجتمعنا في المجلس المعقود وكنت قد قلت: أمهلت كل من خالفني ثلاث سنين إن جاء بحرف واحد عن السلف يخالف شيئا مما ذكرته كانت له الحجة وفعلت وفعلت وجعل المعارضون يفتشون الكتب فظفروا بما ذكره البيهقي في كتاب ـ الأسماء والصفات ـ في قوله تعالى: {وَلِلّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّواْ فَثَمَّ وَجْهُ اللّه} فإنه ذكر عن مجاهد والشافعي أن المراد قبلة الله فقال أحد كبرائهم - في المجلس الثاني - قد أحضرت نقلا عن السلف بالتأويل فوقع في قلبي ما أعد فقلت: لعلك قد ذكرت ما روي في قوله تعالى: {وَلِلّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّواْ فَثَمَّ وَجْهُ اللّه} قال: نعم. قلت: المراد بها قبلة الله فقال: قد تأولها مجاهد والشافعي وهما من السلف. ولم يكن هذا السؤال يرد علي؛ فإنه لم يكن شيء مما ناظروني فيه صفة الوجه ولا أثبتها لكن طلبوها من حيث الجملة وكلامي كان مقيدا كما في الأجوبة فلم أر إحقاقهم في هذا المقام بل قلت هذه الآية ليست من آيات الصفات أصلا ولا تندرج في عموم قول من يقول: لا تؤول آيات الصفات. قال: أليس فيها ذكر الوجه فلما قلت: المراد بها قبلة الله. قال: أليست هذه من آيات الصفات؟ قلت: لا. ليست من موارد النزاع فإني إنما أسلم أن المراد بالوجه - هنا - القبلة فإن [الوجه] هو الجهة في لغة العرب يقال: قصدت هذا الوجه وسافرت إلى هذا [الوجه] أي: إلى هذه الجهة وهذا كثير مشهور فالوجه هو الجهة. وهو الوجه: كما في قوله تعالى: {وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا} [البقرة: 148] أي متوليها فقوله تعالى: {وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا} كقوله: {فَأَيْنَمَا تُوَلُّواْ فَثَمَّ وَجْهُ اللّهِ} كلتا الآيتين في اللفظ والمعنى متقاربتان وكلاهما في شأن القبلة والوجه والجهة هو الذي ذكر في الآيتين: أنا نوليه: نستقبله. قلت: والسياق يدل عليه لأنه قال: {فَأَيْنَمَا تُوَلُّواْ} وأين من الظروف وتولوا أي تستقبلوا. فالمعنى: أي موضع استقبلتموه فهنالك وجه الله فقد جعل وجه الله في المكان الذي يستقبله هذا بعد قوله: {وَلِلّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ} وهي الجهات كلها كما في الآية الأخرى: {قُل لِّلّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَن يَشَاء إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيم} [البقرة: 142]. فأخبر أن الجهات له فدل على أن الإضافة إضافة تخصيص وتشريف؛ كأنه قال جهة الله وقبلة الله. ولكن من الناس من يسلم أن المراد بذلك جهة الله أي قبلة الله ولكن يقول: هذه الآية تدل على الصفة وعلى أن العبد يستقبل ربه كما جاء في الحديث: (إذا قام أحدكم إلى الصلاة فإن الله قبل وجهه) وكما في قوله: (لا يزال الله مقبلا على عبده بوجهه ما دام مقبلا عليه فإذا انصرف صرف وجهه عنه)؛ ويقول: إن الآية دلت على المعنيين. فهذا شيء آخر ليس هذا موضعه. والغرض أنه إذا قيل: ـ فثم قبلة الله ـ لم يكن هذا من التأويل المتنازع فيه؛ الذي ينكره منكرو تأويل آيات الصفات؛ ولا هو مما يستدل به عليهم المثبتة فإن هذا المعنى صحيح في نفسه والآية دالة عليه وإن كانت دالة على ثبوت صفة فذاك شيء آخر ويبقى دلالة قولهم: {فَثَمَّ وَجْهُ اللّه} [البقرة 115] على فثم قبلة الله هل هو من باب تسمية القبلة وجها باعتبار أن الوجه والجهة واحد؟ أو باعتبار أن من استقبل وجه الله فقد استقبل قبلة الله؟ فهذا فيه بحوث ليس هذا موضعها. " انظر مجموع الفتاوى (6/ 15 - 17).

فلعل الإخوة المشرفين يسمحوا لنا لنمهل الأخ بازا ثلاثا أخر. والله أعلم.

ـ[أبو أسامة الحنبلي]ــــــــ[10 - 03 - 05, 07:22 م]ـ

يبدو أ باز 11 لم يعد له دليل يثبته على دعواه.

ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[10 - 03 - 05, 08:13 م]ـ

البحث لا يكون بالسب ولكن بالحجة والبيان والتأويل ثابت عن ابن كثير وغيره، كابن خزيمة وأحمد والطبري وبعض الصحابة والتابعين كما في تفسير الطبري.

وما ذا تقول في قوله تعالى: (وهو معكم أينما كنتم)؟. هل المعية هنا علمية؟ إن قلت: نعم، فهذا تأويل، وأنت تعلم الخلاف في هذه المسألة.

- قال الله تعالى: ((أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلاثَةٍ إِلاَّ هُوَ رَابِعُهُمْ وَلا خَمْسَةٍ إِلاَّ هُوَ سَادِسُهُمْ وَلا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلا أَكْثَرَ إِلاَّ هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ)).

- الأخ (باز11)

التحريف (المسمَّى تأويلاً) ليس في هذه الآية وتأمل الآية لو كان بإمكانك ذلك.

- ابن كثير ليس معصوماً .. نعم.

أنت المعصوم؟!

قاتل الله الجهل والعصبية ‍!

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير