وعن ثَابِت بن الضّحّاكِ رضي الله عنه، قال: نَذَرَ رَجُلٌ أنْ يَنْحَرَ إبِلاً بِبُوَانَةَ، فسأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال: «هَلْ كَانَ فِيهَا وَثَنٌ مِنْ أوْثَانِ الْجَاهِلِيّةِ يُعْبَدُ؟». قالُوا: لاَ. قالَ: فهَلْ كَانَ فِيهَا عِيدٌ مِنْ أعْيَادِهِمْ؟ قالُوا: لاَ. قالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: أوْفِ بِنَذْرِكَ فَإنّهُ لاَ وَفَاءَ لِنِذْرٍ في مَعْصِيَةِ الله وَلاَ فِيمَا لاَ يَمْلِكُ ابنُ آدَمَ». رواه أبو داوود، وإسناده على شرطهما.
& الفوائد المنتقاة على الباب الحادي عشر (فجر الخميس 9/ 6/1416) (التعليق على المتن)
(فجر الاثنين 7/ 7/1417) (التعليق على الشرح – فتح المجيد -)
1 - هذا الباب أراد به المصنف رحمه الله أنه لا يجوز لأهل الإيمان التشبه بأهل المعاصي ومشاركتهم في محلات المعاصي والشرور ولا يكون في مجامعهم التي فيها معصية الله والتقرب إلى غيره بل ينبغي أن يكون على انفصال وعلى إتحاد ضد أهل الكفر والردة والمعاصي.
2 - قوله (لاَ تَقُمْ فِِيهِ أَبَداً) يدل على أن المحلات المؤسسة للكفر والضلال لا يجوز بقاؤها بل يجب إتلافها والقضاء عليها حتى لا تبقى شعاراً للكفرة ولا موئلاً لهم ولا مجتمعاً لهم فاحتج المؤلف بهذا للدلالة على أن المحل المعد للصلاة لغير الله أو المعد للفسق والمعاصي أنه يقضى عليه ولا يبقى حتى لا يكون تشجيعاً لأهل الباطل وحتى لا يكون إعانة لهم على باطلهم.فالمقصود أن المكان المعد للكفر والمعاصي لا ينبغي للمؤمن أن يفعل فيه طاعة الله عز وجل بل يبتعد عن ذلك إلا إذا غير هذا المكان بأن جعل مسجداً أو بيتاً لمؤمن أو انتفت عنه حالة الجاهلية فلا بأس أن يعبد الله فيه.
3 - قوله (فَإنّهُ لاَ وَفَاءَ لِنِذْرٍ في مَعْصِيَةِ الله) النذر في معصية الله لا يجوز الوفاء به واختلف العلماء هل فيه كفارة يمين؟
على قولين أرجحهما أن فيه كفارة يمين فهو لا يصح وفيه كفارة يمين وقال بعضهم هو باطل ولا كفارة فيه واحتجوا بالعمومات ولكن جاء في بعض الأخبار أن فيه كفارة يمين.
ـ[علي بن حسين فقيهي]ــــــــ[21 - 04 - 05, 06:48 م]ـ
الباب الثاني عشر - باب من الشرك النذر لغير الله تعالى
وقول الله تعالى: ?يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا? [الإنسان: 7].
وقوله: ?وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ نَفَقَةٍ أَوْ نَذَرْتُمْ مِنْ نَذْرٍ فَإِنَّ اللهَ يَعْلَمُهُ وَمَا للظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ? [البقرة: 270].
وفي الصحيح عن عائشة رضي الله عنها، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «منْ نذَرَ أنْ يطيعَ اللهَ، فليطعْه، ومن نذر أن يعصيَ الله، فلا يعصِه».
& الفوائد المنتقاة على الباب الثاني عشر (فجر الخميس 23/ 6/1416) (التعليق على المتن)
(فجر الاثنين 21/ 7/1417) (التعليق على الشرح – فتح المجيد -)
1 – قوله (باب من الشرك النذر لغير الله تعالى) أي من الشرك الأكبر.
2 - قوله (وقوله تعالى وقوله: ?وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ نَفَقَةٍ أَوْ نَذَرْتُمْ مِنْ نَذْرٍ ? دل ذلك على أن النذر عبادة لأنه قرنه بالنفقة والنفقة عبادة إذا كانت لوجه الله تعالى.
3 – قال الشارح (وحكي عن أبي حنيفة: أنه لا يلزم الوفاء إلا بما جنسه واجب بأصل الشرع كالصوم وأما ما ليس كذلك كالاعتكاف فلا يجب الوفاء به) قال الشيخ رحمه الله تعالى (الصواب أنه عام فلو نذر أن يعتكف عشرة أيام فعليه الوفاء به ولو كان الاعتكاف غير واجب في أصله).
4 - نذر المعصية الواجب التوبة منه وفيه كفارة اليمين لحديث (لا نذر في معصية وكفارته كفارة يمين) أخرجه النسائي.
5 - النذر خمسة أنواع
أ – نذر الطاعة يجب الوفاء به
ب- نذر المعصية يحرم الوفاء به
ج – النذر المكروه يستحب تركه
د – النذر المستحب يستحب فعله
هـ - النذر المباح يخير فيه
ـ[علي بن حسين فقيهي]ــــــــ[21 - 04 - 05, 06:50 م]ـ
الباب الثالث عشر - باب من الشرك الاستعاذة بغير الله
وقول الله تعالى: ?وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ الجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقاً? [الجن: 6]
وعن خولة بنت حكيم رضي الله عنها قالت: سَمِعْتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم يَقُولُ «مَنْ نَزَلَ مَنْزِلاً فقَالَ: أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللّهِ التّامّاتِ مِنْ شَرّ مَا خَلَقَ, لَمْ يَضُرَّهُ شَيْءٌ, حَتّىَ يَرْحَلَ مِنْ مَنْزِلِهِ ذَلِكَ» رواه مسلم
& الفوائد المنتقاة على الباب الثالث عشر (فجر الخميس 8/ 7/1416) (التعليق على المتن)
(فجر الاثنين 28/ 7/1417) (التعليق على الشرح – فتح المجيد -)
1 - قوله (من الشرك الاستعاذة بغير الله) أي من الشرك الأكبر لأن الاستعاذة عبادة فلا يجوز صرفها إلا لله عز وجل، وصرفها لغير الله شرك بالله سبحانه وتعالى.
2 – قوله (وقوله تعالى ?وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ الجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقاً?) أي زاد الجنُ الإنسَ ذعراً وخوفاً عقوبة لهم فالواو راجع للجن، وقال بعض السلف المعنى: أي زاد الإنسُ الجنَ طغياناً وتكبراً وتأسداً فالواو راجع للإنس.
3 – قوله (منْ نَزَلَ مَنْزِلاً فقَالَ: أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللّهِ التّامّاتِ مِنْ شَرّ مَا خَلَقَ) فيستحب لمن نزل منزلاً أن يقول ذلك وهكذا إذا ركب الطائرة أو السيارة أو القطار أو السفينة فهي منزل وجاء في حديث صحيح ما يدل على استحباب تكرارها ثلاثاً.
4 – قوله (أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللّهِ التّامّاتِ) أي كلماته الكونية النافذة وقال بعض السلف: أي الكلمات الشرعية كلمات القرآن وهي كلمات مشرفة وكلا القولين حق فإن كلماته الكونية والشرعية كلها حق ووصف له سبحانه وتعالى. واستدل السلف بهذا الحديث وأشباهه على أن كلام الله غير مخلوق لأنه لو كان مخلوقاً لم يجز الاستعاذة به لأنه أجمع العلماء على أنه لا يستعاذ إلا بالله فلما جاءت الاستعاذة بكلمات الله تعالى دل على أن كلام الله صفة من صفاته.
5 – دعاء الحي غير الحاضر شرك أكبر كأن يقول (يا فلان انصرني) لرجل في مكة وهو في الرياض.
¥