ـ[حارث همام]ــــــــ[14 - 04 - 05, 01:53 م]ـ
أخي الكريم أرجو أن تراجع قراءة الرد السابق كاملاً ودمت موفقاً.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[14 - 04 - 05, 03:10 م]ـ
أعود للقول الذي ذكر أنه نسبه ابن عطية للثوري ـ رحمه الله ـ
قال الشيخ عبد الرحمن المحمود حفظه الله في كتابه العظيم "موقف ابن تيمية من الأشاعرة " 3/ 1214:
صفة الإستواء: هذه الصفة يراد بحثها في موضعين:
أ- في هذا الموضع، وهو الصفات الاختيارية القائمة بالله تعالى لأنه تعالى استوى على العرش بعد خلقه، فهو متعلق بمشيئته، وإرادته.
ب- وفي موضوع العلو لأن من أهم أدلة العلو الإستواء على العرش. ويلاحظ أن العلو من الصفات العقلية المعلومة بالعقل والسمع. وأما الإستواء فهو من الصفات المعلومة بالسمع فقط. (1) وبهذا يكون الإستواء جزاء من أدلة العلو السمعية.
ولذلك فإن الأشاعرة تألوا الإستواء بأحد تأويلين:
أ -بالاستيلاء، وهذا تأويل نفاة العلو من متأخري الأشاعرة.
ب -أو أنه فعل فعله الله في العرش سماه استوى، وهذا قول الأشعري، وكثير من أصحابه الذين يثبتون العلو، ولكن ينفون قيام الصفات الفعلية به.
وقولهم هذا ليس خاصا بالإستواء بل يشمل جميع الصفات الدالة على هذا المعنى كالنزول والمجيء والإتيان. ومعنى الإستواء عند هؤلاء:
[سأنقل بعض ما أشار له الشيخ من مجموع الفتاوي]
في 5/ 437:ولهذا كان قول ابن كلاب والأشعري والقلانسي، ومن وافقهم من أتباع الأئمة الأربعة، وغيرهم من أصحاب أحمد، وغيرهم: أن الاستواء فعل يفعله الرب في العرش، وكذلك يقولون في النزول، ومعنى ذلك: أنه يحدث في العرش قربا، فيصير مستويا عليه من غير أن يقوم به نفسه فعل اختياري سواء قالوا: إن الفعل هو المفعول، أو لم يقولوا بذلك. وكذلك النزول عندهم فهم يجعلون الأفعال اللازمة بمنزلة الأفعال المتعدية، وذلك لأنهم اعتقدوا أنه لا يقوم به فعل اختياري؛ لأن ذلك حادث = فقيامه به يستلزم أن تقوم به الحوادث = فنفوا ذلك لهذا الأصل الذي اعتقدوه.
وفي 12/ 250: وطائفة من أهل الكلام منهم أبو الحسن الأشعري، ومن اتبعه من أصحاب مالك والشافعي وأحمد: جعلوا النزول والإتيان والمجيء حدثا يحدثه منفصلا عنه، فذاك هو إتيانه واستواؤه على العرش، فقالوا: استواؤه فعل يفعله في العرش يصير به مستويا عليه من غير فعل يقوم بالرب لكن أكثر الناس خالفوهم ..
ثم قال الشيخ المحمود وفقه الله: ومذهب السلف، وأئمة أهل السنة أن هذه الصفات الفعلية تقوم بذات الله تعالى كما دلت عليها النصوص.
فمتقدموا الأشاعرة أثبتوا الإستواء دالا على العلو فقط، ولذا جعلوه من صفات الذات. ولم يثبتوه صفة فعل تقوم بالله.
أما متأخروهم فقد نفوا دلالته على الأمرين.
انتهى النقل من كتاب الشيخ المحمود.
وذكر في الحاشية مواضع كثيرة من كتب شيخ الإسلام فليراجعها من شاء.
ومنها في الفتاوي 16/ 395: فإن الإستواء للناس فيه قولان هل هو من صفات الفعل أو الذات؟ على قولين ..
الخلاصة أن هذا القول الذي ذكر أنه نسبه ابن عطية للثوري خطأ، بل هو قول: ابن كلاب والأشعري، ومن وافقهم، وأن هذا القول المحدث: أريد به الهروب من إثبات الصفات الفعلية، لا أنه يستفاد منه ذلك. والله أعلم.
(1) فائدة في الفرق بين العلو، والاستواء:
1 - العلو: طريق العلم به: الكتاب، والسنة، والإجماع، والعقل، والفطرة.
والاستواء: طريق العلم به: الكتاب، والسنة، والإجماع. والاستواء دليل على العلو.
2 - الاستواء متعلق بالعرش فلا يقال: مستو على السماء الدنيا مثلا، وأما العلو فالله تعالى عال على كل شيء تقول: الله فوق العرش، وفوق السماء، وفوق عباده، فوق كل شيء ..
3 - الاستواء صفة فعلية تتلعق بالمشيئة، فالله استوى على العرش حين شاء، وقد أخبر أنه استوى على العرش بعد خلق السموات، والأرض، وهو مستو بذاته تعالى.
وأما العلو فهو صفة ذاتية؛ فالعلو لا ينفك عن ذاته فله العلو المطلق دائما، وأبدا سبحانه وتعالى.
مستفاد مما ذكره الشيخ البراك في شرح التدمرية ص237، وفي شرحه للوامع الأنوار لابن شكر. ونحوه في مجموع الفتاوي 5/ 523.
والله أعلم.
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[15 - 04 - 05, 12:27 ص]ـ
الاخ المشرف ..
¥