الوجه، فإن الله خلق آدم على صورته". وقد ذهب جماعة من السلف والخلف إلى أن الحديث على ظاهره، وأنه لا يستلزم تشبيهاً ولا تمثيلاً، وممن بين هذا ووضحه الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله حيث قال: " الحديث ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم وذكر الحديث - وهذا لا يلزم منه التشبيه والتمثيل.والمعنى عند أهل العلم: أن الله خلق آدم سميعاً بصيراً متكلماً، إذا شاء، وهذا هو وصف الله تعالى، فإنه سميعٌ بصيرٌ متكلمٌ إذا شاء، وله وجه جلّ وعلا. وليس المعنى التشبيه والتمثيل، بل الصورة التي له غير الصورة التي للمخلوق وإنما المعنى أنه سميع بصير متكلم إذا شاء، وهكذا خلق الله آدم سميعاً
صيراً، ذا وجه ويد وذا قدم، ولكن ليس السمع كالسمع، وليس البصر كالبصر، وليس المتكلم كالمتكلم، بل لله جلّ وعلا صفاته التي تليق بجلاله وعظمته، وللعبد صفاته التي تليق به، صفات يعتريها الفناء والنقص، وصفات الله سبحانه كاملة لا يعتريها نقص ولا زوال ولا فناء، ولهذا قال الله عزوجل ليس كمثله شيء وهو السميع البصير) [الشورى:11].وقال سبحانه: (ولم يكن له كفواً أحد) [الإخلاص: 4]. انتهى.فهذا التعبير: " على صورته " لا يقتضي مماثلة الصورة للصورة، ولا الصفة للصفة، ويدل على ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: " إن أول زمرة تدخل الجنة على صورة القمر ليلة البدر، ثم الذين يلونهم على أضوء كوكب في السماء ". متفق عليه، ومعلوم أن هذه الزمرة ليست مماثلة للقمر. والله أعلم.
موقع الإسلام سؤال وجواب
www.islam-qa.com
سؤال رقم: 21949
العنوان: معنى حديث خلق الله آدم على صورته
الجذر > العقيدة > التوحيد > الأسماء والصفات >
السؤال: أسأل عن الفهم الصحيح لحديث (خلق آدم على صورة الرحمن)؟
الجواب: الحمد لله عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ عَلَى صُورَتِهِ .. ) رواه البخاري (6227) ومسلم (2841) أما حديث: (لا تقبِّحوا الوجه، فإن ابن آدم خلق على صورة الرحمن) فقد ضعّفه الألباني في السلسلة الضعيفة رقم (1176). ولعل السائل أشكل عليه فهم هذا الحديث مع قول الله تعالى: (ليس كمثله شيء) الشورى /25.
وقد أجاب العلماء عن هذا الإشكال بجوابين:
الأول: جواب مجمل. الثاني: جواب مفصل.
أما الجواب المجمل: فهو أنه لا يمكن أن يناقض هذا الحديث قوله تعالى: (ليس كمثله شيء) الشورى/11، فإن يسّر الله لنا التوفيق بينهما، وإلا فإننا نقول: (ءَامَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلا أُولُو الأَلْبَابِ) آل عمران / 7، وعقيدتنا أن الله لا مثيل له، وبهذا نسلم أمام الله عز وجل. وهذا كلام الله , وهذا كلام رسوله والكل حقّ ولا يمكن أن يكذِّب بعضه بعضاً. فنقول الآية فيها نفي مماثلة الخلق لله تعالى، والحديث فيه إثبات الصورة لله عز وجل، والكل حق نؤمن به، ونقول كل من عند ربنا، ونسكت، وهذا غاية ما نستطيع.
انظر شرح الواسطية لابن عثيمين.
وأما الجواب المفصل:
فهذا الحديث يثبت أن الله تعالى له صورة، وأن آدم عليه السلام خلقه الله تعالى على صورته.
ولكن ليس في هذا الحديث ما يدل على أن صورة آدم عليه السلام مماثلة لصورة الله تعالى، بل هذا المعنى باطل قطعاً، ولم يرده الرسول صلى الله عليه وسلم، لأن الله تعالى يقول: (ليس كمثله شيء) ولا يلزم من تشبيه شيء بشيء أن يون مثله مطابقاً له من كلِّ وجه، بل تحصل المشابهة بالاشتراك في بعض الصفات ولا يشترط تطابق كل الصفات وتماثلها.
ودليل هذا قول النبي صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ أَوَّلَ زُمْرَةٍ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ عَلَى صُورَةِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ "رواه البخاري (3327) ومسلم (2834)
فليس معنى هذا الحديث أنهم دخلوا الجنة وصورتهم مطابقة لصورة القمر من كلّ وجه، وإلا لزم من ذلك أنهم دخلوا الجنة وليس لهم أعين ولا أفواه، وإن شئنا قلنا: دخلوا وهم أحجار!!
وإنما معنى الحديث أنهم على صورة القمر في الحسن والوضاءة والجمال واستنارة الوجه، وما أشبه ذلك.
فإذا قلت: ما هي الصورة التي تكون لله عز وجل ويكون آدم عليها؟
¥