تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[المسيطير]ــــــــ[13 - 07 - 05, 10:28 م]ـ

الأخ الفاضل / العوضي وفقه الله

خُذ، وانسخ، وأرسل، ودع ما بدا لك مما أكتبه، فهو لك وأنت صاحب الفضل عليّ - بعد الله تعالى -.

جزاك الله حير الجزاء على دعائك، أسأل الله تعالى أن يستجيب لي ولك ولجميع الإخوة.

ـ[المسيطير]ــــــــ[13 - 07 - 05, 10:58 م]ـ

بابٌ مَنْ حَقَّقَ التَّوحيدَ دَخَلَ الجنَّةَ بغيرِ حِسَاب

قال رحمه الله تعالى:

وتحقيق التوحيد: تخليصة من الشرك، ولا يكون إلا بأمور ثلاثة:

الأول: العلم؛ فلا يمكن أن تحقق شيئاً قبل أن تعلمه، قال الله تعالى: (فاعلم أنه لا إله إلا الله) [محمد: 19].

الثاني: الاعتقاد، فإذا علمت ولم تعتقد واستكبرت؛ لم تحقق التوحيد، قال الله تعالى عن الكافرين: (أجعل الآلهة إلهاً واحداً إن هذا لشيء عجاب). [ص:5]؛ فما اعتقدوا انفراد الله بالألوهية.

الثالث: الانقياد، فإذا علمت واعتقدت ولم تنقد؛ لم تحقق التوحيد، قال تعالى: (إنهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون* ويقولون أئنا لتاركوا آلهتنا لشاعر مجنون) [الصافات: 35/ 36].

فإذا حصل هذا وحقق التوحيد؛ فإن الجنة مضمونة له بغير حساب، ولا يحتاج أن نقول إن شاء الله؛ لأن هذا حكاية حكم ثابت شرعاً، ولهذا جزم المؤلف رحمه الله تعالى بذلك في الترجمة دون أن يقول: إن شاء الله. أما بالنسبة للرجل المعين؛ فإننا نقول: إن شاء الله.

(ج1/ 91)

------

الآية الأولى: قوله تعالى: (إن إبراهيم كان أمة ... ) الآية.

قوله: (أمة)، أي: إماماً، وقد سبق أن أمة تأتي في القرآن على أربعة أوجه:

1 - إمام.

2 - ودهر.

3 - وجماعة.

4 - ودين.

(ج1/ 92)

-----

ويجب أن نعلم أن ثناء الله على أحد من خلقه لا يقصد منه أن يصل إلينا الثناء فقط، لكن يقصد منه أمران هامان:

الأول: محبة هذا الذي أثنى الله عليه خيراً، كما أن من أثنى الله عليه شراً، فإننا نبغضه ونكرهه، فنحب إبراهيم عليه السلام؛ لأنه كان إماماً حنيفاً قانتاً لله ولم يكن من المشركين، ونكره قومه؛ لأنهم كانوا ضالين، ونحب الملائكة وإن كانوا من غير جنسنا؛ لأنهم قائمون بأمر الله، ونكره الشياطين، لأنهم عاصون لله وأعداء لنا ولله، ونكره أتباع الشياطين؛ لأنهم عاصون لله أيضاً وأعداء لله ولنا.

الثاني: أن نقتدي به في هذه الصفات التي أثنى الله بها عليه؛ لأنها محل الثناء، ولنا من الثناء بقدر ما اقتدينا به فيها، قال تعالى: (لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب) [يوسف: 111]، وقال تعالى: (قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه) [الممتحنة: 4]، وقال تعالى: (لقد كان لكم فيهم أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر) [الممتحنة:6].

وهذه مسألة مهمة؛ لأن الإنسان أحياناً يغيب عن باله الغرض الأول، وهو محبة هذا الذي أثنى الله عليه خيراً، ولكن لا ينبغي أن يغيب؛ لأن الحب في الله، والبغض في الله من أوثق عرى الإيمان.

(ج1/ 94)

-----

فائدة أخرى:

قال الإمام أحمد: ثلاثة ليس لها أصل:

1 - المغازي.

2 - والملاحم.

3 - والتفسير.

فهذه الغالب فيها أنها تذكر بدون إسناد، ولهذا؛ فإن المفسرين يذكرون قصة آدم، (فلما آتاهما صالحاً) [الأعراف: 190]، وقليل منهم من ينكر القصة المكذوبة في ذلك.

فالقاعدة إذاً: أنه لا أحد يعلم عن الأمم السابقة شيئاً إلا من طريق الوحي، قال تعالى: (ألم يأتكم نبأ الذين من قبلكم قوم نوح وعاد وثمود والذين من بعدهم لا يعلمهم إلا الله) [إبراهيم: 9].

(ج1/ 95)

------

قوله: "انقض البارحة":

أي: سقط البارحة، والبارحة: أقرب ليلة مضت، وقال بعض أهل اللغة: تقول فعلنا الليلة كذا إن قلته قبل الزوال، وفعلنا البارحة كذا إن قلته بعد الزوال.

وفي عرفنا:

- فمن طلوع الشمس إلى الغروب نقول: البارحة لليلة الماضية.

- ومن غروب الشمس إلى طلوعها نقول: الليلة لليلة التي نحن فيها.

بل بعض العامة يتوسع متى قام من الليل قال: البارحة؛ وإن كان في ليلته.

(ج1/ 97)

-----

ويستعمل للعين طريقة أخرى:

1 - غير الرقية.

2 - وهو الاستغسال، وهي أن يؤتي بالعائن، ويطلب منه أن يتوضأ، ثم يؤخذ ما تناثر من الماء من أعضائه، ويصب على المصاب، ويشرب منه، ويبرأ بإذن الله.

3 - وهناك طريقة أخرى، ولا مانع منها أيضاً، وهي أن يؤخذ شيء من شعاره، أي: ما يلي جسمه من الثياب، كالثوب، والطاقية، والسروال، وغيرها، أو التراب إذا مشى عليه وهو رطب، ويصب على ذلك ماء يرش به المصاب أو يشربه، وهو مجرب.

وأما العائن؛ فينبغي إذا رأى ما يعجبه أن يبرّك عليه؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم لعامر بن ربيعة لما عان سهل بن حنيف: "هلا برّكت عليه"؛ أي: قلت: بارك الله عليك.

(ج1/ 99)

---

أي لا يطلبون من أحد أن يقرأ عليهم، لما يلي:

1 - لقوة اعتمادهم على الله.

2 - لعزة نفوسهم عن التذلل لغير الله.

3 - ولما في ذلك من التعلق بغير الله.

(ج1/ 103)

-----

قال رحمه الله: فيه مسائل .... ثم قال:

الخامسة عشرة: ثمرة هذا العلم، وهو عدم الاغترار بالكثرة، وعدم الزهد في القلة:

فإن الكثرة قد تكون ضلالاً، قال الله تعالى: (وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله) [الأنعام: 116]، وأيضاً الكثرة من جهة أخرى إذا اغتر الإنسان بكثرة وظن لن يغلب أو أنّه منصور؛ فهذا أيضاً سبب للخذلان؛ فالكثرة إن نظرنا إلى أن أكثر أهل الأرض ضلال لا تغتر بهم، فلا تقل: إن الناس على هذا، كيف أنفرد عنهم؟. كذلك أيضاً لا تغتر بالكثرة إذا كان معك أتباع كثيرون على الحق؛

فكلام المؤلف له وجهان:

الوجه الأول: أن لا نغتر بكثرة الهالكين فنهلك معهم.

الوجه الثاني: أن لا نغتر بكثرة الناجين فيلحقنا الإعجاب بالنفس وعدم الزهد في القلة، أي أن لا نزهد بالقلة؛ فقد تكو القلة خيراً من الكثرة.

(ج1/ 110)

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير