تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وعلوه لا ينافي كونه مع الخلق يعلمهم ويسمعهم ويراهم، لأنه ليس كمثله شيء في جميع صفاته.

(ج1/ 308)

----

الفرق بين الجهمية والأشاعرة في كلام الله عز وجل:

الجهمية يقولون: القرآن مخلوق وهو كلام الله.

الأشاعرة يقولون: القرآن مخلوق وهو عبارة عن كلام الله.

(ج1/ 309)

----

قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى:

1 - وأما تفسير الصحابي، فإنه حجة عند أكثر المفسرين.2 - وأما التابعين، فإن أكثر العلماء يقول:إنه ليس بحجة إلا من اختص منهم بشيء، كمجاهد، فإنه عرض المصحف على ابن عباس عشرين مرة أو أكثر، يقف عند كل آية ويسأله عن معناها.

3 - وأما من بعد التابعين، فليس تفسيره حجة على غيره، لكن إن أيده سياق القرآن كان العمدة سياق القرآن.

فلا يقبل أن يقال: إذا فزع عن قلوب الناس يوم القيامة، بل نقول: الرسول صلى الله عليه وسلم فسر الآية بتفسير غيبي لا مجال للاجتهاد فيه، وما كان غيبياً وجاء به النص، فالواجب علينا قبوله.

- ولهذا نقول في مسألة ما يعذر فيه بالاجتهاد وما لا يعذر:

إنه ليس عائداً على أن هذا من الأصول وهذا من الفروع، كما قال بعض العلماء: الأصول لا مجال للاجتهاد فيها، ويخطئ المخالف مطلقاً بخلاف الفروع.

لكن شيخ الإسلام ابن تيمية أنكر تقسيم الدين إلى أصول وفروع، ويدل على بطلان هذا التقسيم: أن الصلاة عند الذين يقسمون من الفروع، مع أنها من أجل الأصول.

والصواب:

أن مدار الإنكار على:

1 - ما للاجتهاد فيه مجال.

2 - وما لا مجال فيه.

- فالأمور الغيبية ينكر على المخالف فيها ولا يعذر، سواء كانت تتعلق بصفات الله أو اليوم الآخر أو غير ذلك، لأنه لا مجال للاجتهاد فيها.

- أما الأمور العملية التي للاجتهاد فيها مجال، فلا ينكر على المخالف فيها إلا إذا خالف نصاً صريحاً، وإن كان يصح تضليله بهذه المخالفة.

(ج1/ 311)

-----

قوله: " ثم يلقيها الآخر إلى من تحته حتى يلقيها "، أي: يلقي الكلمة آخرهم الذي في الأرض على لسان الساحر أو الكاهن.

والسحر: عزائم ورقى وتعوذات تؤثر في بدن المسحور وقلبه وعقله وتفكيره.

والكاهن: هو الذي يخبر عن المغيبات في المستقبل.

وقد التبس على بعض طلبة العلم، فظنوا أنه كل من يخبر عن الغيب ولو فيما مضى، فهو كاهن، لكن ما مضى مما يقع في الأرض ليس غيباً مطلقاً، بل هو غيب نسبي، مثل ما يقع في المسجد يعد غيباً بالنسبة لمن في الشارع، وليس غيباً بالنسبة لمن في المسجد.

وقد يتصل الإنسان بجني، فيخبره عما حدث في الأرض ولو كان بعيداً، فيستخدم الجن، لكن ليس على وجه محرم، فلا يسمى كاهناً، لأن الكاهن من يخبر عن المغيبات في المستقبل. وقيل: الذي يخبر عما في الضمير، وهو نوع من الكهانة في الواقع، إذا لم يستند إلى فراسة ثاقبة، أما إذا كان يخبر عما في الضمير استناداً إلى فراسة، فإنه ليس من الكهانة في شيء، لأن بعض الناس قد يفهم ما في الإنسان اعتماداً على أسارير وجهه ولمحاته، وإن كان لا يعلمه على وجه التفصيل، لكن يعلمه على سبيل الإجمال. (ج1/ 313)

----

قوله: "فربما أدركه الشهاب .... إلخ"، الشهاب: جزء منفصل من النجوم، ثاقب، قوي، ينفذ فيما يصطدم به.

- فالشهب: نيازك تنطلق من النجوم. وهي كما قال أهل الفلك: تنزل إلى الأرض، وقد تحدث تصدعاً فيها.

- أما النجم، فلو وصل إلى الأرض، لأحرقها.

(ج1/ 315)

----

من فوائد الحديث:

إثبات الإرادة لقوله: "إذا أراد الله"، وهي قسمان:

1 - شرعية.

2 - وكونية.

والفرق بينهما:

أولاً / من حيث المتعلق:

1 - فالإرادة الشرعية تتعلق بما يحبه الله - عز وجل ـ، سواء وقع أو لم يقع.

2 - وأما الكونية، فتتعلق بما يقع، سواء كان مما يحبه الله أو مما لا يحبه.

ثانياً / من حيث الحكم، أي حصول المراد:1 - فالشرعية لا يلزم منها وقوع المراد.

2 - أما الكونية، فيلزم منها وقوع المراد.

- فقوله تعالى: (والله يريد أن يتوب عليكم) [النساء: 27] هذه إرادة شرعية، لأنها لو كانت كونية لتاب على كل الناس، وأيضاً متعلقها فيما يحبه الله وهو التوبة.

- وقوله: (إن كان الله يريد أن يغويكم) [هود: 34] هذه كونية، لأن الله لا يريد الإغواء شرعاً، أما كوناً وقدراً، فقد يريده.

- وقوله: (يريد الله ليبين لكم ويهديكم سنن الذين من قبلكم ويتوب عليكم) [النساء: 26] هذه كونية، لكنها في الأصل شرعية، لأنه قال: (ويتوب عليكم) [النساء: 26]. وقوله تعالى: (يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر) [البقرة: 185] هذه شرعية، لأن قوله: (ولا يريد بكم العسر) لا يمكن أن تكون كونية، إذ إن العسر يقع ولو كان الله لا يريده قدراً وكوناً؛ لم يقع.

(ج1/ 320)

-----

8 - إثبات العزة والجلال لله - عز وجل ـ، لقوله: "عز وجل".

- والعزة بمعنى: الغلبة والقوة، وللعزيز ثلاثة معان:

1 - عزيز: بمعنى ممتنع أن يناله أحد بسوء.

2 - عزيز: بمعنى ذي قدر لا يشاركه فيه أحد.

3 - عزيز: بمعنى غالب قاهر. قال ابن القيم في النونية:

وهو العزيز فلن يرام جنابه ... أني يرام جناب ذي السلطان

وهو العزيز القاهر الغلاب لم ... يغلبه شيء هذه صفتان

وهو العزيز بقوة هي وصفه ... فالعز حينئذ ثلاث معان

(ج1/ 322)

-----

العشرون: إثبات الصفات خلافاً للأشعرية المعطلة.

- الأشعرية: هم الذين ينتسبون إلى أبي الحسن الأشعري وسموا معطلة لأنهم يعطلون النصوص عن المعنى المراد بها ويعطلون ما وصف الله به نفسه. والمراد تعطيل أكثر ذلك فإنهم يعطلون أكثر الصفات ولا يعطلون جميعها.

- بخلاف المعتزلة، فالمعتزلة: ينكرون الصفات ويؤمنون بالأسماء، هؤلاء عامتهم، وإلا، فغلاتهم ينكرون حتى الأسماء، وأما الأشاعرة، فهم معطلة اعتباراً بالأكثر، لأنهم لا يثبتون من الصفات إلى سبعاً، وصفاته وتعالى لا تحصى، وإثباتهم لهذه السبع ليس كإثبات السلف،

(ج1/ 326)

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير