تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

- والتوسط أن يقال: تحل المعاملات وفق ما جاءت به النصوص، (وأحل الله البيع وحرم الربا) [البقرة: 275]، فليس كل شيء حراماً، فالنبي صلى الله عليه وسلم باع واشترى، والصحابة رضي الله عنهم يبيعون ويشترون، والنبي صلى الله عليه وسلم يقرهم.

4 - وأما الغلو في العادات:

- فإذا كانت هذه العادة يخشى أن الإنسان إذا تحول عنها انتقل من التحول في العادة إلى التحول في العبادة، فهذا لا حرج أن الإنسان يتمسك بها، ولا يتحول إلى عادة جديدة.

- أما إذا كان الغلو في العادة يمنعك من التحول إلى عادة جديدة مفيدة أفيد من الأولى، فهذا من الغلو المنهي عنه، فلو أن أحداً تمسك بعادته في أمر حدث أحسن من عادته التي هو عليها نقول: هذا في الحقيقة غال ومفرط في هذه العادة.

- وأما إن كانت العادات متساوية المصالح، لكنه يخشى أن ينتقل الناس من هذه العادة إلى التوسع في العادة التي قد تخل بالشرف أو الدين، فلا يتحول إلى العادة الجديدة.

(ج1/ 374 - 377)

----

الشهوة أشد من الشبهة:

قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى:

وهكذا المعاصي، فالمعاصي لها تأثير قوي على القلب، وأشدها تأثيراً:

الشهوة فهي أشد من الشبهة.

- لأن الشبهة أيسر زوالاً على من يسرها الله عليه، إذ إن مصدرها الجهل، وهو يزول بالتعلم.

- أما الشهوة، وهي إرادة الإنسان الباطل، فهي البلاء الذي يقتل به العالم والجاهل.

ولذا كانت معصية اليهود أكبر من معصية النصارى، لأن معصية اليهود سببها الشهوة وإرادة السوء والباطل، والنصارى سببها الشبهة.

(ج1/ 385)

----

فيه مسائل:

الرابعة عشر: - وهي أعجب العجب - قراءتهم إياها في كتب التفسير والحديث.

قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى:

والعجب نوعان:

الأول: بمعنى الإستحسان، وهو ما إذا تعلق بمحمود، كقول عائشة رضي الله عنها في الحديث:" كان النبي صلى الله عليه وسلم يعجبه التيمن في تنعله، وترجله، وطهوره، وفي شأنه كله ".

الثاني: بمعنى الإنكار، وذلك فيما إذا تعلق بمذموم، قال تعالى:" وإن تعجب فعجب قولهم .. " الآية.

(ج1/ 388)

----

الفرق بين التنطع والغلو والإجتهاد:

- الغلو: مجاوزة الحد.

- التنطع: التشدق بالشئ والتعمق فيه، وهو من أنواع الغلو.

- الإجتهاد:بذل الجهد لإدراك الحق، وليس فيه غلو إلا إذا كان المقصود بالإجتهاد كثرة الطاعة غير المشروعة، فقد تؤدي إلى الغلو.

(ج1/ 391)

--

ـ[المسيطير]ــــــــ[03 - 09 - 05, 11:25 م]ـ

بابٌ ما جاءَ في التَّغْلِيظِ فيمَنْ عَبَدَ اللهَ عِنْدَ قَبْرِ رَجُلٍ صَالحٍ؛ فكيف إذا عَبَدَهُ؟!

قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى:

قوله: "التغليظ"، التشديد. قوله: "من عبد الله عند قبر رجل صالح"، أي: عمل عملاً تعبد الله به من قراءة أو صلاة أو صدقة أو غير ذلك.

قوله: "فكيف إذا عبده؟ "، أي: يكون أشد وأعظم، وذلك لأن المقابر والقبور للصالحين أو من دونهم من المسلمين أهلها بحاجة إلى الدعاء، فهم يزارون ليُنفَعوا لا ليُنتفع بهم إلا باتباع السنة في زيارة المقابر، والثواب الحاصل بذلك، لكن هذا ليس انتفاعاً بأشخاصهم، بل انتفاع بعمل الإنسان نفسه بما أتى به من السنة.

1 - فالزيارة التي يقصد منها الانتفاع بالأموات زيارة بدعية.

2 - والزيارة التي يقصد بها نفع الأموات والاعتبار بحالهم زيارة شرعية.

(ج1/ 393)

----

قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى:

اعتراض وجوابه:

إذا قال قائل: نحن الآن واقعون في مشكلة بالنسبة لقبر الرسول صلى الله عليه وسلم الآن، فإنه في وسط المسجد، فما هو الجواب؟

قلنا: الجواب على ذلك من وجوه:

الوجه الأول: أن المسجد لم يبن على القبر، بل بُني المسجد في حياة النبي صلى الله عليه وسلم.

الوجه الثاني: أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يدفن في المسجد حتى يقال: إن هذا من دفن الصالحين في المسجد، بل دفن في بيته.

الوجه الثالث: أن إدخال بيوت الرسول صلى الله عليه وسلم، ومنها بيت عائشة مع المسجد ليس باتفاق من الصحابة، بل بعد أن انقرض أكثرهم ولم يبق منهم إلا القليل، وذلك عام 94هـ تقريباً، فليس مما أجازة الصحابة أو أجمعوا عليه، مع أن بعضهم خالف في ذلك، وممن خالف أيضاً سعيد بن المسيب من التابعين، فلم يرض بهذا العمل.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير