تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الوجه الرابع: أن القبر ليس في المسجد، حتى بعد إدخاله، لأنه في حجرة مستقلة عن المسجد، فليس المسجد مبنياً عليه، ولهذا جعل هذا المكان محفوظاً ومحوطاً بثلاثة جدران، وجعل الجدار في زاوية منحرفة عن القبلة، أي مثلث، والركن في الزاوية الشمالية، بحيث لا يستقبله الإنسان إذا صلى لأنه منحرف.

فبهذا كله يزول الإشكال الذي يحتج به أهل القبور، ويقولون هذا منذ عهد التابعين إلى اليوم، والمسلمون قد أقرّوه ولم ينكروه، فنقول: إن الإنكار قد وجد حتى في زمن التابعين، وليس محل إجماع، وعلى فرض أنه إجماع، فقد تبين الفرق من الوجوه الأربعة التي ذكرناها.

(ج1/ 398)

----

قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى:

ولا ريب أن أصل تحريم بناء المساجد على القبور أن المساجد مكان الصلاة، والناس يأتون إليها للصلاة فيها، فإذا صلى الناس في مسجد بني على قبر، فكأنهم صلوا عند القبر، والمحذور الذي يوجد في بناء المساجد على القبور يوجد فيما إذا اتخذ هذا المكان للصلاة، وإن لم يبن مسجد. فتبين بهذا أن اتخاذ القبور مساجد له معنيان:

الأول: أن تبنى عليها مساجد.

الثاني: أن تتخذ مكاناً للصلاة عندها وإن لم يبن المسجد، فإذا كان هؤلاء القوم مثلاً يذهبون إلى هذا القبر ويصلون عنده ويتخذونه مصلى، فإن هذا بمعنى بناء المساجد عليها، وهو أيضاً من اتخاذها مساجد. (ج1/ 403)

----

قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى:

قوله: "الذين يتخذون القبور مساجد"، فهم من شرار الخلق، وإن لم يشركوا، لأنهم فعلوا وسيلة من وسائل الشرك، والوسائل لها أحكام المقاصد، وإن كانت دون مرتبتها، لكنها تعطى حكمها بالمعنى العام، فإن كانت وسيلة لواجب صارت واجبة، وإن كانت وسيلة لمحرم، فهي محرمة. فشر الناس في هذا الحديث ينقسمون إلى صنفين:

الأول: الذين تدركهم الساعة وهم أحياء.

الثاني: الذين يتخذون القبور مساجد.

(ج1/ 406)

ـ[المسيطير]ــــــــ[06 - 09 - 05, 01:56 ص]ـ

بابٌ ما جاءَ أنَّ الغُلُوَّ في قُبُورِ الصَّالِحِينَ يُصَيِّرُهَا أوْثاناً تُعْبَدُ مِنْ دُونِ اللهِ

قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى:

هذا الباب له صلة بما قبله، وهو أن الغلو في قبور الصالحين يصيرها أوثاناً تعبد من دون الله. أي: يؤول الأمر بالغالين إلى أن يعبدوا هذه القبور أو أصحابها.

والغلو: مجاوزة الحد مدحاً أو ذماً، والمراد هنا مدحاً.

والقبور لها حق علينا من وجهين:

1 - أن لا نفرط فيما يجب لها من الاحترام، فلا تجوز إهانتها ولا الجلوس عليها، وما أشبه ذلك.

2 - أن لا نغلو فيها فتتجاوز الحد. (ج1/ 419)

----

قوله: "غضب الله"، فالغضب صفة حقيقية ثابتة لله تليق بجلاله لا تماثل غضب المخلوق، لا في الحقيقة ولا في الأثر.

وهناك فروق بين غضب المخلوق وغضب الخالق، منها:

1 - غضب المخلوق حقيقته هو: غليان دم القلب، وجمرة يلقيها الشيطان في قلب ابن آدم حتى يفور، أما غضب الخالق، فإنه صفة لا تماثل هذا، قال تعالى: (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير) [الشورى: 11].

2 - أن غضب الآدمي يؤثر آثاراً غير محمودة، فالآدمي إذا غضب قد يحصل منه ما لا يحمد، فيقتل المغضوب عليه، وربما يطلق زوجته، أو يكسر الإناء، ونحو ذلك، أما غضب الله، فلا يترتب عليه إلا آثار حميدة لأنه حكيم، فلا يمكن أن يترتب على غضبه إلا تمام الفعل المناسب الواقع في محله. فغضب الله ليس كغضب المخلوقين، لا في الحقيقة ولا في الآثار.

(ج1/ 422)

----

قوله: "زائرت القبور"، زائرت: جمع زائرة، والزيارة هنا معناها: الخروج إلى المقابر، وهي أنواع:

- منها ما هو سنة، وهي زيارة الرجال للاتعاظ والدعاء للموتى.

- ومنها ما هو بدعة، وهي زيارتهم للدعاء عندهم وقراءة القرآن ونحو ذلك.

- ومنها ما هو شرك، وهي زيارتهم لدعاء الأموات والاستنجاد بهم والاستغاثة ونحو ذلك.

(ج1/ 427)

----

ـ[المسيطير]ــــــــ[07 - 09 - 05, 07:03 م]ـ

بابٌ ما جاءَ في حِمَايَةِ المُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم جنابَ التَّوحِيدِ وسَدِّهِ كُلَ طَريقٍ يُوصِلُ إلى الشَّرْكِ

قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى:

قوله: "المصطفى"، أصلها: المصتفى، من الصفوة، وهو خيار الشيء، فالنبي صلى الله عليه وسلم أفضل المصطفين لأنه أفضل أولي العزم من الرسل، والرسل هم المصطفون، والمراد به: محمد صلى الله عليه وسلم، والاصطفاء على درجات:

- أعلاها اصطفاء أولي العزم من الرسل.

- ثم اصطفاء الرسل.

- ثم اصطفاء الأنبياء.

- ثم اصطفاء الصديقين.

- ثم اصطفاء الشهداء.

- ثم اصطفاء الصالحين.

(ج1/ 437)

---

قوله: (حريص عليكم)، الحرص: بذل الجهد لإدراك أمر مقصود، والمعنى: باذل غاية جهده في مصلحتكم، فهو جامع بين أمرين:

1 - دفع المكروه الذي أفاده قوله: (عزيز عليه ما عنتم).

2 - وحصول المحبوب الذي أفاده قوله: (حريص عليكم).

فكان النبي صلى الله عليه وسلم جامعاً بين هذين الوصفين، وهذا من نعمة الله علينا وعلى الرسول صلى الله عليه وسلم أن يكون على هذا الخلق العظيم الممثل بقوله تعالى: (وإنك لعلى خلق عظيم) [القلم: 4].

(ج1/ 440)

----

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير