تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[المسيطير]ــــــــ[07 - 09 - 05, 11:01 م]ـ

بابٌ ما جَاءَ أنَّ بَعْضَ هَذِهِ الأمَّةِ يَعْبُدُ الأوْثَانَ

قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى:

قوله: "سنن من كان قبلكم"، فيها روايتان: "سُنَن" و "سَنَن". -

- أما "سُنن" بضم السين: جمع سنة، وهي الطريقة.

- وأما "سَنن"، بالفتح: فهي مفرد بمعنى الطريق.

(ج1/ 464)

---

قوله: " وأعطيت الكنزين: الأحمر والأبيض"، الذي أعطاه هو الله. والكنزان: هما الذهب والفضة كنوز كسرى وقيصر.

- فالذهب عند قيصر.

- والفضة عند كسرى.

وكل منهما عنده ذهب وفضة، لكن الأغلب على كنوز قيصر الذهب، وعلى كنوز كسرى الفضة.

(ج1/ 472)

----

قوله: "إذا قضيت قضاء، فإنه لا يرد"، اعلم أن قضاء الله نوعان:

1 - قضاء شرعي قد يرد، فقد يريده الله ولا يقبلونه.

2 - قضاء كوني لا يرد، ولابد أن ينفذ.

وكلا القضاءين قضاء بالحق، وقد جمعهما قوله تعالى: (والله يقضى بالحق) [غافر: 20].

ومثال القضاء الشرعي: قوله تعالى: (وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه) [الإسراء: 23]، لأنه لو كان كونياً، لكان كل الناس لا يعبدون إلا الله.

ومثال القضاء الكوني: قوله تعالى: (وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب لتفسدن في الأرض مرتين ولتعلن علواً كبيراً) [الإسراء: 4]، لأن الله تعالى لا يقضي شرعاً بالفساد، لكنه يقضي به كوناً وإن كان يكرهه سبحانه، فإن الله لا يحب الفساد ولا المفسدين، لكنه يقضي بذلك لحكمة بالغة، كما قسم خلقه إلى مؤمنين وكافرين، لما يترتب على ذلك من المصالح العظيمة.

(ج1/ 474)

----

قوله: "ولا تقوم الساعة حتى يلحق حي من أمتي بالمشركين"، الحي: بمعنى القبيلة.

وهل المراد باللحوق هنا:

- اللحوق البدني، بمعنى أنه يذهب هذا الحي إلى المشركين ويدخلون فيهم.

- أو اللحوق الحكمي، بمعنى أن يعملوا بعمل المشركين.

أو الأمران معا ً؟ الظاهر أن المراد جميع ذلك.

(ج1/ 478)

----

فيه مسائل:

الثالثة عشرة: حصر الخوف على أمته من الأئمة المضلين، ووجه هذا الحصر أن الأئمة ثلاثة أقسام:

1 - أمراء.

2 - وعلماء.

3 - وعباد.

فهم الذين يخشى من إضلالهم لأنه متبوعون:

- فالأمراء لهم السلطة والتنفيذ.

- والعلماء له التوجيه والإرشاد.

- والعباد لهم تغرير الناس وخداعهم بأحوالهم.

فهؤلاء يطاعون ويقتدى بهم، فيخاف على الأمة منهم، لأنهم إذا كانوا مضلين ضل بهم كثير من الناس، وإذا كانوا هادين اهتدى بهم كثير من الناس.

(ج1/ 488)

ـ[المسيطير]ــــــــ[07 - 09 - 05, 11:42 م]ـ

بابٌ ما جَاءَ في السِّحْرِ

قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى:

السحر لغة: ما خفي ولطف سببه، ومنه سمي السَّحَر لآخر الليل، لأن الأفعال التي تقع فيه تكون خفية، وكذلك سمي السحور، لما يؤكل في آخر الليل، لأنه يكون خفياً، فكل شيء خفي سببه يسمى سحراً.

وأما في الشرع، فإنه ينقسم إلى قسمين:

الأول: عقد ورقي، أي: قراءات وطلاسم يتوصل بها الساحر إلى استخدام الشياطين فيما يريد به ضرر المسحور، لكن قد قال الله تعالى: (وما هم بضآرين به من أحد إلا بإذن الله) [البقرة: 102].

الثاني: أدوية وعقاقير تؤثر على بدن المسحور وعقله وإرادته وميله، فتجده ينصرف ويميل، وهو ما يسمى عندهم بالصرف والعطف، فيجعلون الإنسان ينعطف على زوجته أو امرأة أخرى، حتى يكون كالبهيمة تقوده كما تشاء، والصرف بالعكس من ذلك، فيؤثر في بدن المسحور بإضعافه شيئاً فشيئاً حتى يهلك، وفي تصوره بأن يتخيل الأشياء على خلاف ما هي عليه، وفي عقله؛ فربما يصل إلى الجنون والعياذ بالله.

فالسحر قسمان:

أ- شرك، وهو الأول الذي يكون بواسطة الشياطين، يعبدهم ويتقرب إليهم ليسلطهم على المسحور.

ب- عدوان وفسق، وهو الثاني الذي يكون بواسطة الأدوية والعقاقير ونحوها.

وبهذا التقسيم الذي ذكرناه نتوصل به إلى مسألة مهمة، وهي: هل يكفر الساحر أو لا يكفر؟.

اختلف في هذا أهل العلم:

- فمنهم من قال: إنه يكفر.

- ومنهم من قال: إنه لا يكفر.

ولكن التقسيم السابق الذي ذكرناه يتبين به حكم هذه المسألة:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير