جزاك الله خير الجزاء.
----
قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى:
- فمن نظر بعين القضاء والقدر إلى رجل يعمل معصية، فعليه الرضا لأن الله هو الذي قدر هذا، وله الحكمة في تقديره.
- وإذا نظر إلى فعله، فلا يجوز له أن يرضي به لأنه معصية.
وهذا هو الفرق بين القدر والمقدور.
(ج2/ 111)
----
المتن / قوله: " النياحة على الميت ".
قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى:
أي: أن يبكي الإنسان على الميت بكاء على صفة نَوح الحمام، لأن هذا يدل على التضجر وعدم الصبر، فهو مناف للصبر الواجب، وهذه الجملة هي الشاهد للباب.
والناس حال المصيبة على مراتب أربع:
الأولى: السخط، وهو إما أن يكون:
- بالقلب كأن يسخط على ربه ويغضب على قدر الله عليه، وقد يؤدى إلى الكفر، قال تعالى: (ومن الناس من يعبد الله على حرف فإن أصابه خير أطمأن به وإن أصابته فتنة انقلب على وجه خسر الدنيا والآخرة) [الحج: 11].
- وقد يكون باللسان، كالدعاء بالويل والثبور وما أشبه ذلك.
- وقد يكون بالجوارح؛ كلطم الخدود، وشق الجيوب، ونتف الشعور، وما أشبه ذلك.
الثانية: الصبر، وهو كما قال الشاعر:
الصبر مثلُ اسمهِ مُرُّ مَذَاقتَه لكنْ عواقبُهُ أحلى من العَسَلِ
فيرى الإنسان أن هذا الشيء ثقيل عليه ويكرهه، لكنه يتحمله ويتصبر، وليس وقوعه وعدمه سواء عنده، بل يكره هذا ولكن إيمانه يحميه من السخط.
الثالثة: الرضا، وهو أعلى من ذلك، وهو أن يكون الأمران عنده سواء بالنسبة لقضاء الله وقدرة وإن كان قد يحزن من المصيبة، لأنه رجل يسبح في القضاء والقدر، أينما ينزل به القضاء والقدر فهو نازل به على سهل أو جبل، إن أصيب بنعمه أو أصيب بضدها، فالكل عنده سواء، لا لأن قلبه ميت، بل لتمام رضاه بربه – سبحانه وتعالى – يتقلب في تصرفات الرب – عز وجل -، ولكنها عنده سواء، إذ إنه ينظر إليها باعتبارها قضاء لربه، وهذا الفرق بين الرضا والصبر.
الرابعة: الشكر، وهو أعلى المراتب، وذلك أن يشكر الله على ما أصابه من مصيبة، وذلك يكون في عباد الله الشاكرين حين يرى أن هناك مصائب أعظم منها، وأن مصائب الدنيا أهون من مصائب الدين، وأن عذاب الدنيا أهون من عذاب الآخرة، وأن هذه المصيبة سبب لتكفير سيئاته وربما لزيادة حسناته شكر الله على ذلك، قال النبي صلى الله عليه وسلم: " ما يصيب المؤمن من همّ ولا غمّ ولا شيء إلا كفر له بها، حتى الشوكة يشاكها " رواه البخاري ومسلم.
(ج2/ 115)
---
ـ[عبادة السلفي]ــــــــ[01 - 04 - 07, 02:40 ص]ـ
بارك الله فيك كثيرا
ـ[المسيطير]ــــــــ[04 - 08 - 07, 05:46 م]ـ
الأخ الحبيب / عبادة السلفي
بارك الله فيك.
ـ[أبو عمرو المغربي]ــــــــ[18 - 08 - 07, 05:37 م]ـ
أخي المسيطر
أرجو أن تتمم هذا العمل المبارك إن شاء الله تعالى
ـ[حسام الدين الكيلاني]ــــــــ[19 - 08 - 07, 04:57 ص]ـ
جزاكم الله كل خير، وهلا تابعت هذه الدرر النضيدة والتقاسيم المفيدة .. !
ـ[السمرقنديه]ــــــــ[29 - 09 - 07, 02:22 ص]ـ
هل توجد هذه التقاسيم مجموعة في ملف واحد وكاملة؟؟
ـ[أبو عائش وخويلد]ــــــــ[21 - 10 - 07, 06:14 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم.
للرفع.
ـ[المسيطير]ــــــــ[25 - 10 - 07, 05:53 م]ـ
المتن: وعن أنس، أن رسول الله قال: " إذا أراد الله بعبده الخير عجل له العقوبة في الدنيا وإذا أراد بعبده الشر أمسك عنه بذنبه، حتى يوافي به يوم القيامة "
قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى:
والعقوبة أنواع كثيرة:
منها: ما يتعلق بالدين، وهي أشدها، لأن العقوبات الحسية قد ينتبه لها الإنسان، أما هذه؛ فلا ينتبه لها إلا من وفقه الله، وذلك كما لو خفت المعصية في نظر العاصي، فهذه عقوبة دينية تجعله يستهين بها، وكذلك التهاون بترك الواجب، وعدم الغيرة على حرمات الله، وعدم القيام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، كل ذلك من المصائب، ودليله قوله تعالى: (فإن تولوا فاعلم أنما يريد الله أن يصيبهم ببعض ذنوبهم) [المائدة: 49].
ومنها: العقوبة بالنفس، وذلك كالأمراض العضوية والنفسية.
ومنها: العقوبة بالأهل، كفقدانهم، أو أمراض تصيبهم.
ومنها: العقوبة بالمال، كنقصه أو تلفه وغير ذلك.
(ج2/ 117)
----
قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى:
قوله: " حتى يوافيَ به يوم القيامة ". أي: يوافيه الله به: أي: يجازيه به يوم القيامة، وهو الذي يقوم فيه الناس من قبورهم لله رب العالمين.
وسمي بيوم القيامة لثلاثة أسباب:
1 - قيام الناس من قبورهم، لقوله تعالى: (يوم يقوم الناس لرب العالمين) [المطففين: 6].
2 - قيام الأشهاد، لقوله تعالى: (إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد) [غافر: 51].
3 - قيام العدل، لقوله تعالى: (ونضع الموازين القسط ليوم القيامة) [الأنبياء: 47]
(ج2/ 118)
---
قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى:
ومن ذلك يتضح لنا أمران:
1 - أن إصابة الإنسان بالمصائب تعتبر تكفيراً لسيئاته وتعجيلاً للعقوبة في الدنيا، وهذا خير من تأخيرها له في الآخرة.
2 - قد تكون المصائب أكبر من المعائب ليصل المرء بصبره أعلى درجات الصابرين، والصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد.
(ج2/ 119 - 120)
---
¥