تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[المسيطير]ــــــــ[25 - 11 - 07, 08:01 م]ـ

البحث في صفات الله:

المبحث الأول:

تنقسم صفات الله إلى ثلاثة أقسام:

الأول: ذاتية ويقال معنوية.

الثاني: فعلية.

الثالث: خبرية.

فالصفات الذاتية: هي الملازمة لذات الله، والتي لم يزل ولا يزال متصفاً بها، مثل: السمع والبصر وهي معنوية، لأن هذه الصفات معاني.

والفعلية: هي التي تتعلق بمشيئته إن شاء فعلها وإن لم يشأ لم يفعلها، مثل: النزول إلى السماء الدنيا، والاستواء على العرش، والكلام من حيث آحاده، والخلق من حيث آحاده، لا من حيث الأصل، فأصل الكلام صفة ذاتية، وكذلك الخلق.

والخبرية: هي أبعاض وأجزاء بالنسبة لنا، أما بالنسبة لله، فلا يقال هكذا، بل يقال: صفات خبرية ثبت بها الخبر من الكتاب والسنة، وهي ليست معنىً ولا فعلاً، مثل: الوجه، والعين، والساق، واليد.

----

المبحث الثاني:

الصفات أوسع من الأسماء، لأن كل اسم متضمن لصفة، وليس كل صفة تكون اسماً، وهناك صفات كثيرة تطلق على الله وليست من أسمائه، فيوصف الله بالكلام والإرادة، ولا يسمي بالمتكلم أو المريد.

---

المبحث الثالث:

إن كل ما وصف الله به نفسه؛ فهو حق على حقيقته، لكن ينزه عن التمثيل والتكييف.

أما التمثيل: فلقوله تعالى: (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير) [الشورى: 11]، وقوله: (فلا تضربوا لله الأمثال إن الله يعلم وأنتم لا تعلمون) [النمل: 74].

والتعبير بنفي التمثيل أحسن من التعبير بنفي التشبيه، لوجوه ثلاثة:

أحدهما: أن التمثيل هو الذي جاء به القرآن وهو منفي مطلقاً، بخلاف التشبيه، فلم يأت القرآن بنفيه.

الثاني: أن نفي التشبيه على الإطلاق لا يصح، لأن كل مَوجودَيْن فلا بد أن يكون بينهما قَدُرٌ مشترك يشتبهان فيه ويتميز كل واحد بما يختص به، فـ: " الحياة " مثلاً وصف ثابت في الخالق والمخلوق، فبينهما قدر مشترك، ولكن حياة الخالق تليق به وحياة المخلوق تليق به.

الثالث: أن الناس اختلفوا في مسمى التشبيه، حتى جعل بعضهم إثبات الصفات التي أثبتها الله لنفسه تشبيهاً، فإذا قلنا من غير تشبيه، فَهمَ هذا البعض من هذا القول نفي الصفات التي أثبتها الله لنفسه.

وأما التكييف: فلا يجوز أن نُكيِّف صفات الله، فمن كيَّف صفة من الصفات، فهو كاذب عاص، كاذب لأنه قال بما لا علم عنده فيه، عاص لأنه واقع فيما نهى الله عنه وحَرّمه في قوله تعالى: (ولا تقف ما ليس لك به علم) [الإسراء: 36]، وقوله تعالى: (وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون) بعد قوله: (قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن .. ) [الأعراف: 33] الآية، ولأنه لا يمكن إدراك الكيفية، لقوله تعالى: (يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون به علماً) [طه: 110] وقوله: (لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار) [الأنعام: 103].

وسواء كان التكييف:

- باللسان تعبيراً.

- أو بالجنان تقديراً.

- أو بالبيان تحريراً.

ولهذا قال مالك رحمه الله حين سئل عن كيفية الاستواء: " الكيف مجهول، والسؤال عنه بدعه "، وليس معنى هذا أن لا نعتقد أن لها كيفية، بل لها كيفية، ولكنها ليست معلومة لنا، لأن ما ليس له كيفية ليس بموجود.

فالاستواء والنزول واليد والوجه والعين لها كيفية، لكننا لا نعلمها.

ففرق بين أن نثبت كيفية معينه ولو تقديراً وبين أن نؤمن بأن لها كيفية غير معلومة، وهذا هو الواجب، فنقول: لها كيفية، لكن غير معلومة.

فإن قيل: كيف يُتَصَوَّر أن نعتقد للشيء كيفية ونحن لا نعلمها؟.

أجيب: إنه متصور، فالواحد منا يعتقد أن لهذا القصر كيفية من داخله، ولكن لا يعلم هذه الكيفية إلا إذا شاهدها، أو شاهد نظيرها، أو أخبره شخص صادق عنها.

(ج2/ 187 - 190)

-

ـ[المسيطير]ــــــــ[26 - 11 - 07, 09:04 ص]ـ

تابع لباب من جحد شيئا من الأسماء والصفات:

المتن / قوله: " ويهلكون عند متشابه ".

قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى:

أي: متشابه القرآن.

- والمحكم: الذي اتضح معناه وتبين.

- والمتشابه: هو الذي يخفي معناه، فلا يعلمه الناس.

وهذا إذا جمع بين المحكم والمتشابه.

- وأما إذا ذكر المحكم مفرداً دون المتشابه، فمعناه المتقن الذي ليس فيه خلل: لا كذب في أخباره، ولا جور في أحكامه، قال تعالى: (وتمت كلمة ربك صدقاً وعدلاً) [الأنعام: 115]، وقد ذكر الله الإحكام في القرآن دون المتشابه، وذلك مثل قوله تعالى: (تلك آيات الكتاب الحكيم) [يونس: 1]، وقال تعالى: (كتاب أحكمت آياته) [هود: 1].

- وإذا ذكر المتشابه دون المحكم صار المعنى أنه يشبه بعضه بعضاً في جودته وكماله، ويصدق بعضه بعضاً ولا يتناقض، قال تعالى (الله نزل أحسن الحديث كتاباً متشابهاً مثاني) [الزمر: 23].

والتشابه نوعان:

1 - تشابه نسبي.

2 - وتشابه مطلق.

والفرق بينهما:

- أن المطلق يخفى على كل أحد.

- والنسبي يخفى على أحد دون أحد.

وبناء على هذا التقسيم ينبني الوقف في قوله تعالى: (وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم) [آل عمران: 7] فعلى الوقف على (إلا الله) يكون المراد بالمتشابه المتشابه المطلق، وعلى الوصل (إلا الله والراسخون في العلم) يكون المراد بالمتشابه المتشابه النسبي.

(ج2/ 195)

----

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير