تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى:

قوله: " وقال ابن عباس في الآية ": أي: في تفسيرها.

قوله: " هو الشرك ": هذا تفسير بالمراد، لأن التفسير تفسيران:

1 - تفسير بالمراد، وهو المقصود بسياق الجملة بقطع النظر عن مفرداتها.

2 - تفسير بالمعنى، وهو الذي يسمى تفسير الكلمات.

فعندنا الآن وجهان للتفسير:

أحدهما: التفسير اللفظي: وهو تفسير الكلمات، هذا يقال فيه: معناه كذا وكذا.

والثاني: التفسير بالمراد، فيقال: المراد بكذا وكذا، والأخير هنا هو المراد.

- فإذا قلنا: الأنداد الأشباه والنظراء، فهو تفسير بالمعنى.

- وإذا قلنا الأنداد الشركاء أو الشرك فهو تفسير بالمراد، يقول رضي الله عنه: " الأنداد هو الشرك " فإذاً الند الشريك المشارك لله _ سبحانه وتعالى _ فيما يختص به.

(ج2/ 209)

----

قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى:

وقوله: " والله وحياتك ": فيها نوعان من الشرك:

الأول: الحلف بغير الله.

الثاني: الإشراك مع الله بقوله: والله! وحياتك! فضمها إلى الله بالواو المقتضية للتسوية فيها نوع من الشرك.

- والقسم بغير الله إن اعتقد الحالف أن المقسم به بمنزلة الله في العظمة، فهو شرك أكبر.

- وإلا، فهو شرك أصغر.

(ج2/ 211)

----

قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى:

وقوله: " لولا كليبة هذا ":

- يكون فيه شرك إذا نظر إلى السبب دون السبب، وهو الله – عز وجل.

- أما الاعتماد على السبب الشرعي أو الحسي المعلوم، فقد تقدم أنه لا بأس به، وأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لولا أنا، لكان في الدرك الأسفل من النار ".

لكن قد يقع في قلب الإنسان إذا قال: لولا كذا لحصل كذا أو ما كان كذا، قد يقع في قلبه شيء من الشرك بالاعتماد على السبب بدون نظر إلى المسبِب، وهو الله عز وجل.

(ج2/ 211)

---

قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى:

وقوله: " وقول الرجل لصاحبه: ما شاء الله وشئت ": فيه شرك، لأنه شرك غير الله مع الله بالواو:

- فإن اعتقد أنه يساوي الله عز وجل في التدبير والمشيئة، فهو شرك أكبر.

- وإن لم يعتقد ذلك واعتقد أن الله سبحانه وتعالى فوق كل شيء؛ فهو شرك أصغر، وكذلك قوله: " لولا الله وفلان ".

(ج2/ 212)

----

المتن / وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك ". رواه الترمذي وحسنه، وصححه الحاكم.

قوله: " وعن عمر ". صوابه عن ابن عمر، نبه عليه الشارح في " تيسير العزيز الحميد ".

قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى:

والحلف: تأكيد الشيء بذكر معظم بصيغة مخصوصة بالباء أو التاء أو الواو.

وحروف القسم ثلاثة: الباء، والتاء، والواو.

1 - والباء: أعمها، لأنها تدخل على الظاهر والمضمر وعلى اسم الله وغيره، ويذكر معها فعل القسم ويحذف:

- فيذكر معها فعل القسم، كقوله تعالى: (وأقسموا بالله جهد أيمانهم) [الأنعام: 109].

- ويحذف مثل قولك: بالله لأفعلن.

- وتدخل على المضمر مثل قولك: الله عظيم أحلف به لأفعلن.

- وعلى الظاهر كما في الآية.

- وعلى غير لفظ الجلالة، مثل قولك: بالسميع لأفعلن.

2 - وأما الواو: فإنه لا يذكر معها فعل القسم، ولا تدخل على الضمير، ويُحلف بها مع كل اسم،.

3 - وأما التاء: فإنه لا يذكر معها فعل القسم وتختص بالله ورب، قال ابن مالك: " والتاء لله ورب ".

(ج2/ 213)

----

المتن / وقال ابن مسعود: " لأن أحلف بالله كاذباً أحب إلي من أن أحلف بغيره صادقاً ".

قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى:

فابن مسعود رضي الله عنه لا يحب لا هذا ولا هذا، ولكن الحلف بالله كاذباً أهون عليه من الحلف بغيره صادقاً، فالحلف كاذباً محرم من وجهين:

1 - أنه كذب، والكذب محرم لذاته.

2 - أن هذا الكذب قرن باليمين، واليمين تعظيم لله – عز وجل، فإذا كان على كذب صار فيه شيء من تنقص لله – عز وجل، حيث جعل اسمه مؤكداً لأمر كذب، ولذلك كان الحلف بالله كاذباً عند بعض أهل العلم من اليمين الغموس التي تغمس صاحبها في الإثم ثم في النار.

وأما الحلف بغير الله صادقاً، فهو محرم من وجه واحد وهو الشرك، لكن سيئة الشرك أعظم من سيئة الكذب، وأعظم من سيئة الحلف بالله كاذباً، وأعظم من اليمين الغموس.

(ج2/ 218)

----

ـ[مهنَّد المعتبي]ــــــــ[26 - 11 - 07, 04:57 م]ـ

سدَّدك اللهُ أخي الشيخَ الكريمَ أبا محمدٍ

/

أسألُ اللهَ أن ينفعكَ، وينفعَ بك.

/

حشرنا اللهُ في زمرة المحققين للتوحيد ممن لا حساب عليهم ولا عقاب

/

محبكم في الله.

ـ[المسيطير]ــــــــ[26 - 11 - 07, 06:19 م]ـ

الإخوة الأكارم /

أباعمرو المغربي

حسام الدين الكيلاني

السمرقندية

أباعائش وخويلد

mhamed

محمد عامر ياسين

زكرياء توناني

أباأحمد الحسيني

مهند المعتبي

جزاكم الله خير الجزاء، وأجزله، وأوفاه.

أسأل الله أن يستجيب دعائكم، وأن ينفعنا جميعا بما كُتب.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير