تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

مقتضى التقييد أن يكون جائزاً، لكن إن قيد بالفقه بأن قيل: (عالم العلماء في الفقه)، وقلنا: إن الفقه يشمل أصول الدين وفروعه على حد قول الرسول صلى الله عليه وسلم: " من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين "، صار فيه عموم واسع، ومعنى هذا أن مرجع الناس كلهم في الشرع إليه، فهذا في نفسي منه شيء، والأولى التنزه عنه.

- وأما إن قيد بقبيلة، فهو جائز، لكن يجب مع الجواز مراعاة جانب الموصوف أن لا يغتر ويعجب بنفسه، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم للمادح: " قطعت عنق صاحبك ".

- وأما التسمي بـ (شيخ الإسلام)، مثل أن يقال: شيخ الإسلام ابن تيميه، أو شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب، أي أنه الشيخ المطلق الذي يرجع إليه الإسلام، فهذا لا يصح، إذ إن أبا بكر رضي الله عنه أحق بهذا الوصف، لأنه أفضل الخلق بعد النبيين، ولكن إذا قصد بهذا الوصف أنه جدد في الإسلام وحصل له أثر طيب في الدفاع عنه، فلا بأس بإطلاقه.

- وأما بالنسبة للتسمية بـ (الإمام)، فهو أهون بكثير من التسمي بـ (شيخ الإسلام)، لأن النبي صلى الله عليه وسلم سمى إمام المسجد إماماً ولو لم يكن عنده إلا اثنان.

لكن ينبغي أن ينبه أنه لا يتسامح في إطلاق كلمة "إمام" إلا على من كان قدوة وله أتباع، كالإمام أحمد والبخاري ومسلم وغيرهم ممن له أثر في الإسلام، لأن وصف الإنسان بما لا يستحق هضم للأمة، لأن الإنسان إذا تصور أن هذا إمام وهذا إمام هان الإمام الحق في عينه، قال الشاعر:

ألم تر أن السيف ينقص قدره ... إذا قيل إن السيف أمضى من العصا

- ومن ذلك أيضاً: (آية الله، حجة الله، حجة الإسلام)، فإنها ألقاب حادثة لا تنبغي لأنه لا حجة لله على عباده إلا الرسل.

وأما آية الله، فإن أريد به المعنى الأعم، فلا مدح فيه لأن كل شيء آية لله، كما قيل:

وفي كل شيء له آية ... تدل على أنه واحد

وإن أريد المعنى الأخص، أي: أن هذا الرجل آية خارقة، فهذا في الغالب يكون مبالغاً فيه، والعبارة السليمة أن يقال: عالم مفت، قاض، حاكم، إمام لمن كان مستحقاً لذلك.

(ج2/ 250 - 252)

-----

قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى:

فيه مسائل:

الرابعة: التفطن أن هذا لأجل الله - سبحانه -: يؤخذ من قوله: " لا مالك إلا الله "، فالرسول صلى الله عليه وسلم أشار إلى العلة، وهي: " لا مالك إلا الله "، فكيف تقول: ملك الأملاك وهو لا مالك إلا الله عز وجل؟ ‍‍‍‍‍‍‍.

الفرق بين ملك ومالك:

- ليس كل ملك مالكاً، وليس كل مالك ملكاً.

- فقد يكون الإنسان ملكاً، ولكنه لا يكون بيده التدبير.

- وقد يكون الإنسان مالكاً ويتصرف فيما يملكه فقط.

- فالملك من ملك السلطة المطلقة، لكن قد يملك التصرف فيكون ملكاً مالكاً.

- وقد لا يملك فيكون ملكاً وليس بمالك.

- أما المالك، فهو الذي له التصرف بشيء معين، كمالك البيت، ومالك السيارة وما أشبه ذلك، فهذا ليس بملك، يعني: ليس له سلطة عامة.

(ج2/ 256)

----

ـ[المسيطير]ــــــــ[27 - 11 - 07, 02:51 م]ـ

بابٌ احْتِرَامُ أسْمَاءِ اللهِ وتَغْيِيرُ الاسْمِ لأجْلِ ذلِكَ

قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى:

أسماء الله - عز وجل - هي: التي سمَّى بها نفسه أو سماه بها رسوله صلى الله عليه وسلم.

وقد سبق لنا الكلام فيها في مباحث كثيرة منها:

قال رحمه الله:

السادس: معنى إحصاء هذه التسعة والتسعين الذي يترتب عليه دخول الجنة ليس معنى ذلك أن تكتب في رقاع ثم تكرر حتى تحفظ فقط، ولكن معنى ذلك:

أولاً: الإحاطة بها لفظاً.

ثانياً: فهمها معنىً.

ثالثاً: التعبد لله بمقتضاها، ولذلك وجهان:

الوجه الأول: أن تدعو الله بها، لقوله تعالى: (ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها) [الأعراف: 180] بأن تجعلها وسيلة إلى مطلوبك، فتختار الاسم المناسب لمطلوبك، فعند سؤال المغفرة تقول: يا غفور ‍! وليس من المناسب أن تقول: يا شديد العقاب! اغفر لي، بل هذا يشبه الاستهزاء، بل تقول: أجرني من عقابك.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير