تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الوجه الثاني: أن تتعرض في عبادتك لما تقتضيه هذه الأسماء، فمقتضى الرحيم الرحمة، فاعمل الصالح الذي يكون جالباً لرحمة الله، ومقتضي الغفور المغفرة، إذاً افعل ما يكون سبباً في مغفرة ذنوبك، هذا هو معنى إحصائها، فإذا كان كذلك، فهو جدير لأن يكون ثمناً لدخول الجنة، وهذا الثمن ليس على وجه المقابلة، ولكن على وجه السبب، لأن الأعمال الصالحة سبب لدخول الجنة وليست بدلاً، ولهذا ثبت في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: " لن يدخل الجنة أحد بعمله. قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: ولا أنا، إلا أن يتغمدني الله برحمته ".

(ج2/ 258)

----

قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى:

الثامن: أسماء الله - عز وجل - لايتم الإيمان بها إلا بثلاثة أمور إذا كان الاسم متعدياً:

- الإيمان بالاسم اسماً لله.

- والإيمان بما تضمنه من صفة.

- وما تضمنه من أثر وحُكم.

فالعليم مثلاً لا يتم الإيمان به حتى:

- نؤمن بأن العليم من أسماء الله.

- ونؤمن بما تضمنه من صفة العلم.

- ونؤمن بالحُكم المرتب على ذلك، وهو أنه يعلم كل شيء.

وإذا كان الاسم غير متعد، فنؤمن بأنه من أسماء الله وبما يتضمنه من صفة.

(ج2/ 260)

----

قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى:

قوله: " باب احترام أسماء الله ": أي وجوب احترام أسماء الله، لأن احترامها احترام لله عز وجل ومن تعظيم الله عز وجل، فلا يسمى أحد باسم مختص بالله، وأسماء الله تنقسم إلى قسمين:

الأول: ما لا يصح إلا لله، فهذا لا يسمى به غيره، وإن سُمي وجب تغييره، مثل: الله، الرحمن، رب العالمين، وما أشبه ذلك.

الثاني: ما يصح أن يوصف به غير الله، مثل: الرحيم، والسميع، والبصير، فإن لوحظت الصفة منع من التسمي به، وإن لم تلاحظ الصفة جاز التسمي به على أنه علم محض.

(ج2/ 260)

----

المتن / عن أبي شريح، أنه كان يكنى أبا الحكم، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: " إن الله هو الحكم، وإليه الحكم ".

قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى:

وقوله: " وإليه الحكم ": الخبر فيه جار ومجرور مقدم، وتقديم الخبر يفيد الحصر، وعلى هذا يكون راجعاً إلى الله وحده.

وحكم الله ينقسم إلى قسمين:

الأول: كوني، وهذا لا راد له، فلا يستطيع أحد أن يرده، ومنه قوله تعالى: (فلن أبرح الأرض حتى بأذن لي أبي أو يحكم الله لي وهو خير الحاكمين) [يوسف: 80].

الثاني: شرعي، وينقسم الناس فيه إلى قسمين:

- مؤمن.

- وكافر.

- فمن رضيه وحكم به فهو مؤمن.

- ومن لم يرض به ولم يحكم به فهو كافر.

ومنه قوله تعالى: (وما اختلفتم فيه من شيء فحكمة إلى الله) [الشوري: 10].

وأما قوله: (أليس الله بأحكم الحاكمين) [التين: 8]، وقوله تعالى: (ومن أحسن من الله حكماً لقوم يوقنون) [المائدة: 50]، فهو يشمل الكوني والشرعي، وإن كان ظاهر الآية الثانية أن المراد الحكم الشرعي، لأنه في سياق الحكم الشرعي، والشرعي يكون تابعاً للمحبة والرضا والكراهة والسخط، والكوني عام في كل شيء.

(ج2/ 262)

----

قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى:

قوله: " فأنت أبو شريح ". غيره النبي صلى الله عليه وسلم، لأمرين:

الأول: أن الحكم هو الله، فإذا قيل: يا أبا الحكم! كأنه قيل: يا أبا الله!.

الثاني: إن هذا الاسم الذي جعل كنية لهذا الرجل لوحظ فيه معنى الصفة وهي الحكم، فصار بذلك مطابقاً لاسم الله، وليس لمجرد العلمية المحضة، بل للعلمية المتضمنة للمعنى، وبهذا يكون مشاركاً لله – سبحانه وتعالى – في ذلك، ولهذا كناه النبي صلى الله عليه وسلم بما ينبغي أن يكنى به.

(ج2/ 263)

----

قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى:

فائدة:

يجب على طالب العلم أن يعرف الفرق بين:

- التشريع الذي يجعل نظاماً يمشى عليه ويستبدل به القرآن.

- وبين أن يحكم في قضية معينة بغير ما أنزل الله، فهذا قد يكون كفراً أو فسقاً أو ظلماً.

- فيكون كفراً: إذا اعتقد أنه أحسن من حكم الشرع أو مماثل له.

- ويكون فسقاً: إذا كان لهوى في نفس الحاكم.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير