تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[المسيطير]ــــــــ[22 - 07 - 08, 08:15 ص]ـ

بابٌ قَولُ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي إنْ شِئْتَ

المتن: في الصحيح عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " لا يقل أحدكم: اللهم أغفر لي إن شئت. اللهم ارحمني إن شئت. ليعزم المسألة، فإن الله لا مُكره له ".

قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى:

قوله: " اللهم اغفر لي، اللهم ارحمني ".

- ففي الجملة الأولى: " أغفر لي " النجاة من المكروه.

- وفي الثانية: " ارحمني " الوصول إلى المطلوب.

فيكون هذا الدعاء شاملاً لكل ما فيه حصول المطلوب وزوال المكروه.

(ج2/ 331)

---

قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى:

والمحظور في هذا التعليق من وجوه ثلاثة:

الأول: أنه يُشعر بأن الله له مكره على الشيء، وأن وراءه من يستطيع أن يمنعه، فكأن الداعي بهذه الكيفية يقول: أنا لا أكرهك، إن شئت فاغفر وإن شئت فلا تغفر.

الثاني: أن قول القائل: " إن شئت " كأنه يرى أن هذا أمر عظيم على الله فقد لا يشاؤه لكونه عظيماً عنده، ونظير ذلك أن تقول لشخص من الناس - والمثال للصورة بالصورة لا للحقيقة بالحقيقة -، أعطني مليون ريال إن شئت، فإنك إذا قلت له ذلك، ربما يكون الشيء عظيماً يتثاقله، فقولك: إن شئت، لأجل أن تهون عليه المسألة، فالله عز وجل لا يحتاج أن تقول له: إن شئت، لأنه سبحانه وتعالى لا يتعاظمه شيء أعطاه، ولهذا قال عليه الصلاة والسلام: " وليعظم الرغبة، فإن الله لا يتعاظمه شيء أعطاه ".

الثالث: أنه يشعر بأن الطالب مستغن عن الله، كأنه يقول: إن شئت فافعل، وإن شئت فلا تفعل لا يهمني، ولهذا قال: " وليعظم الرغبة "، أي: يسأل برغبة عظيمة، والتعليق ينافي ذلك.

(ج2/ 331)

---

قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى:

وهل يجزم بالإجابة؟.

الجواب: إذا كان الأمر عائدا إلى قدرة الله، فهذا يجب أن تجزم بأن الله قادر على ذلك، قال الله تعالى: (ادعوني أستجب لكم) [غافر: 60].

أما من حيث دعائك أنت باعتبار ما عندك من الموانع، أو عدم توافر الأسباب، فإنك قد تتردد في الإجابة، ومع ذلك ينبغي أن تحسن الظن بالله، لأن الله عز وجل قال (ادعوني أستجب لكم)، فالذي وفقك لدعائه أولاً سَيَمُنّ عليك بالإجابة آخراً، لا سيما إذا أتى الإنسان بأسباب الإجابة وتجنب الموانع.

ومن الموانع:

- الاعتداء في الدعاء، كأن يدعو بإثم أو قطيعة رحم.

- ومنها أن يدعو بما لا يمكن شرعاً أو قدراً:

فشرعاً: كأن يقول: اللهم اجعلني نبياً.

وقدراً: بأن يدعو الله تعالى بأن يجمع بين النقيضين، وهذا أمر لا يمكن، فالاعتداء بالدعاء مانع من إجابته، وهو محرم، لقوله تعالى: (ادعوا ربكم تضرعاً وخفية إنه لا يحب المعتدين) [الأعراف: 55]، وهو أشبه ما يكون بالاستهزاء بالله سبحانه.

(ج2/ 333)

---

قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى:

مناسبة الباب للتوحيد: من وجهين:

1. من جهة الربوبية، فإن من أتى بما يشعر بأن الله له مكره لم يقم بتمام ربو بيته تعالى، لأن من تمام الربوبية أنه لا مكره له، بل إنه لا يسأل عما يفعل؛ كما قال تعالى: (لا يُسأل عما يفعل وهم يُسألون) [الأنبياء: 23].

وكذلك فيه نقص من ناحية الربوبية من جهة أخرى وهو أن الله يتعاظم الأشياء التي يعطيها فكان فيه قدح في جوده وكرمه.

2. من ناحية العبد؛ فإنه يشعر باستغنائه عن ربه، وهذا نقص في توحيد الإنسان، سواء من جهة الألوهية أو الربوبية أو الأسماء والصفات، ولهذا ذكره المصنف في الباب الذي يتعلق بالأسماء والصفات.

(ج2/ 333)

--

ـ[المسيطير]ــــــــ[06 - 08 - 08, 06:13 م]ـ

بَابٌ لا يَقُول: عَبْدِي وَأمَتِي

المتن: في الصحيح عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " لا يقل أحدكم: أطعم ربك، وضيء ربك، وليقل: سيدي ومولاي. ولا يقل أحدكم: عبدي وأمتي. وليقل: فتاي وفتاتي وغلامي ".

قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله:

قوله صلى الله عليه وسلم: " لا يقل ". الجملة نهي.

" عبدي "، أي: للغلام.

و " أمتي "، أي: للجارية.

والحكم في ذلك ينقسم إلى قسمين:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير