تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الأول: أن يضيفه إلى غيره، مثل أن يقول: عبد فلان أو أمة فلان، فهذا جائز قال تعالى: (وأنكحوا الأيامي منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم)، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: " ليس على المسلم في عبده ولا فرسه صدقة ".

الثاني: أن يضيفه إلى نفسه، وله صورتان:

الأولى: أن يكون بصيغة الخبر، مثل: أطعمت عبدي، كسوت عبدي، أعتقت عبدي:

- فإن قاله في غيبة العبد أو الأمة، فلا بأس به

- وإن قاله في حضرة العبد أو الأمة، فإن ترتب عليه مفسدة تتعلق بالعبد أو السيد منع، وإلا فلا؛ لأن قائل ذلك لا يقصد العبودية التي هي الذل، وإنما يقصد أنه مملوك.

الثانية: أن يكون بصيغة النداء، فيقول السيد: يا عبدي! هات كذا، فهذا منهي عنه، وقد اختلف العلماء في النهي: هل هو للكراهة أو التحريم؟ والراجح التفصيل في ذلك، وأقل أحواله الكراهة.

(ج2/ 338)

---

قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله:

قوله صلى الله عليه وسلم: " لا يقل أحدكم: أطعم ربك … .. ألخ " أي: لا يقل أحدكم لعبد غيره، ويحتمل أن يشمل قول السيد لعبده حيث يضع الظاهر موضع المُضْمَر تعاظماً.

واعلم إن إضافة الرب إلى غير الله تعالى تنقسم إلى أقسام:

القسم الأول: أن تكون الإضافة إلى ضمير المُخاطَب، مثل: أطعم ربك، وضّيء ربك، فيكره ذلك للنهي عنه، لأن فيه محذورين:

1. من جهة الصيغة، لأنه يوهم معنى فاسداً بالنسبة لكلمة رب، لأن الرب من أسمائه سبحانه، وهو سبحانه يُطعِم ولا يطعَم، وإن كان بلا شك إن الرب هنا غير رب العالمين الذي يطعم ولا يطعم، ولكن من باب الأدب في اللفظ.

2. من جهة المعني أنه يشعر العبد أو الأمة بالذل، لأنه إذا كان السيد رباً كان العبد أو الأمة مربوباً.

القسم الثاني: أن تكون الإضافة إلى ضمير الغائب، فهذا لا بأس به، كقوله صلى الله عليه وسلم في حديث أشراط الساعة، " أن تلد الأمة ربها ".

القسم الثالث: أن تكون الإضافة إلى ضمير المتكلم، بأن يقول العبد: هذا ربي، فهل يجوز هذا؟.

قد يقول قائل: إن هذا جائز، لأن هذا من العبد لسيده، وقد قال تعالى عن صاحب يوسف: (إنه ربي أحسن مثواي) [يوسف: 23] أي: سيدي، ولأن المحذور من قول (ربي) هو إذلال العبد، وهذا منتف، لأنه هو بنفسه يقول: هذا ربي.

القسم الرابع: أن يضاف إلى الاسم الظاهر، فيقال: هذا رب الغلام، فظاهر الحديث الجواز، وهو كذلك ما لم يوجد محذور فيمنع، كما لو ظن السامع أن السيد رب حقيقي خالق ونحو ذلك.

(ج2/ 339)

---

قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله:

وقوله " سيدي ". السيادة في الأصل علو المنزلة، لأنها من السؤدد والشرف والجاه وما أشبه ذلك.

والسيد يطلق على معان، منها:

- المالك.

- الزوج.

- والشريف المطاع.

وسيدي هنا مضافة إلى ياء المتكلم وليست على وجه الإطلاق، فالسيد على وجه الإطلاق لا يقال إلا لله عز وجل قال صلى الله عليه وسلم: " السيد الله ".

(ج2/ 341)

---

قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله:

قوله: " ومولاي ". أي: وليقل مولاي.

والولاية تنقسم إلى قسمين:

القسم الأول: ولاية مطلقة، وهذه لله عز وجل لا تصلح لغيره، كالسيادة المطلقة.

وولاية الله نوعان:

النوع الأول: عامة، وهي الشاملة لكل أحد، قال الله تعالى: (ثم ردوا إلى الله مولاهم الحق وضل عنهم ما كانوا يفترون)، فجعل له ولاية على هؤلاء المفترين، وهذه ولاية عامة.

النوع الثاني: خاصة بالمؤمنين، قال تعالى: (ذلك بأن الله مولي الذين آمنوا وأن الكافرون لا مولي لهم)، وهذه ولاية خاصة، ومقتضي السياق أن يقال: وليس مولى الكافرين، لكن قال: (لا مولى لهم)، أي: لا هو مولى للكافرين ولا أولياؤهم الذين يتخذونهم آلهة من دون الله موالي لهم لأنهم يوم القيامة يتبرءون منهم.

القسم الثاني: ولاية مقيدة مضافة، فهذه تكون لغير الله، ولها في اللغة معان كثيرة، منها الناصر، والمتولي للأمور، والسيد، والعتيق.

(ج2/ 342)

---

ـ[الغامدي المديني]ــــــــ[08 - 01 - 09, 10:13 م]ـ

اكمل فإن الله لا يضيع اجر المحسنين

الله يجعلنا و إياكم منهم

ـ[أبو عبد الوهاب الجزائري]ــــــــ[09 - 01 - 09, 01:27 ص]ـ

تقسيمات قيمة تدل على علم غزير و اطلاع وفير

اللهم ارحم الشيخ رحمة واسعة

بارك الله فيك أخي المسيطر

ـ[المسيطير]ــــــــ[21 - 07 - 09, 11:42 م]ـ

الأخوين الكريمين /

الغامدي المديني

أبا عبد الوهاب الجزائري

جزاكما الله خير الجزاء، وأجزله، وأوفاه، وأتمه، وأعلاه.

ـ[محمدالصغير]ــــــــ[30 - 07 - 09, 05:20 ص]ـ

شيخنا المسيطير: هل بالامكان وضعه في ملف

بوركت

ـ[أبو عبد المؤمن الجزائري]ــــــــ[01 - 08 - 09, 04:04 م]ـ

السلام عليكم ورحمة الله

أسأل الله أن يبارك لك في وقتك وفي علمك وفي أولادك

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير